بسم الله الرحمن الرحيم
اذا اختلف اللصوص في عمان هتف الشعب لذيبان
ضيف الله قبيلات
بعيدا عن تفاصيل الواقع الخطير في الاردن تروي كتب السيرة في تفاصيل بيعة العقبة الثانية انه بعد ان تمت المحادثة حول شروط البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من مسلمي يثرب السبعين و اجمعوا على الشروع في عقدها قام رجلان منهم احدهما تلو الاخر ليؤكدا لقومهما خطورة المسؤولية حتى لا يبايعوه الا على جلية من الامر وليعرفا مدى استعداد القوم للتضحية و يتأكدا من ذلك .
قام العباس ابن عباده فقال : يا قوم هل تدرون على ما تبايعون الرجل ؟ قالوا نعم ، قال : انكم تبايعونه على حرب الاحمر و الاسود من الناس ، فإن كنتم ترون انكم اذا نهكت اموالكم مصيبة و اشرافكم قتلا اسلمتموه ، فمن الآن .. فهو والله ان فعلتم خزي الدنيا و الاخرة ، و اذا كنتم ترون انكم وافون له بما دعوتموه اليه فخذوه فهو والله خير الدنيا و الأخرة .
قالوا : فانا نأخذه على مصيبة الاموال و قتل الاشراف ، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك ؟ قال صلى الله عليه وسلم : الجنة ، قالوا : أُبسط يدك .
قال : فقمنا نبايعه فاسرع الى يده أسعد ابن زراره وهو اصغر السبعين فقال : رويدا يا اهل يثرب ، انا لم نضرب اليه أكباد الابل الا ونحن نعلم انه رسول الله وانّ اخراجه اليوم يعني مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وان تعضّكم السيوف ، فاما انتم تصبرون على ذلك فخذوه و اجركم على الله ، واما تخافون من انفسكم خيفة فذروه فهو اعذر لكم عند الله .
و بعد هذا التأكيد و التأكد و اسعد ابن زراره ممسك بيد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال القوم يا أسعد أَمِطْ عنا يدك ، فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها .
حينئذٍ عرف أسعد ابن زراره و تأكد من مدى استعداد القوم للتضحية في هذا السبيل وقد كان هو الداعية الكبير لقومه مع السفير مصعب بن عمير الذي كان مقيما في منزله و كان أسعد هو السابق الى هذه البيعة .
قال فقمنا اليه صلى الله عليهم و سلم رجلا رجلا فأخذ علينا البيعة يعطينا بذلك ” الجنة ” .