اخبار” فوضى ستان ” / عالية الشيشاني

اخبار” فوضى ستان ”
الحلقه الاولى
كان ما يا كان

( امتطى راتبي السلحفاة وهو يحاول اللحاق بارتفاع الاسعار) ، هذه العبارة قالها موظف ذات مرة ليلخص محاولاته اليائسة للبقاء على قيد الستر والاكتفاء ، انها عملية اشبه بالمشي على الحبال .

في الماضي ، عندما كنا نسمع ان الحكومة اقرت زيادة عامة لرواتب الموظفين ، كان البعض يعلق بسخرية ( اكيد ورا هاي الزياده في رفع للاسعار) ، هل بتنا نترحم على تلك الايام البعيده ؟ من منكم يتذكر متى كانت اخر مرة اقرت فيها زيادة عامه لرواتب موظفي الدوله ، اليوم اصبحت الرواتب تراوح مكانها ، بينما الغلاء يسير الى الامام بخطى حثيثه، لا يتراجع ولا يتوقف .
الحياة اصبحت بالنسبة للكثيرين مجرد مواسم ينبغي الحشد والاعداد مسبقا لمواجهة استحقاقاتها دون ان ينالهم شيء من بهجتها ، مواسم الاعياد ، الصيف ومناسبات الافراح ونتائج الثانوية العامه ، الشتاء وما يحمله من عبء نفقات وسائل التدفئة …الخ .

ساورد مثالا على الغلاء الذي لا يعرف سقفا يقف عنده ، في كل عام وفي شهر نيسان يستعد من لديه ابناء يدرسون في المدارس الخاصه لاتمام اجراءات حجز مقاعد دراسيه لابنائه للسنة الدراسية الجديدة ؛ يتفاجىء ان رسوم حجز المقعد قد تضاعفت دون مقدمات ، وكذلك تكلفة الدراسة بشكل عام تزيد باطراد عاما بعد عام ، اذا قام احد بزيارة لأي مدرسة خاصة في هذا الموسم للاستفسار عن تكلفة الدراسة سوف يسمع نفس الجواب ( هذه قائمة اسعار السنة الماضية تعطيك فكرة عامة عن التكاليف الماديه، يمكنك العودة اواخر شهر نيسان لنزودك بقائمة الاسعار الجديده) وهذه العبارة تعني بالطبع ان تكاليف الدراسة بكل مستلزماتها (مواصلات ، كتب ، زي مدرسي ، تدفئة ، نشاطات لا منهجيه) قد ارتفعت اسعارها .
قد يقول قائل ، لماذا يصر بعض ذوي الدخل المحدود على ارسال ابناءهم للمدارس الخاصة ، ما دامت المدارس الحكومية متوفره ؟ طرحت هذا السؤال على احد محدودي الدخل من موظفي القطاع العام فاجاب ( الا يكفي انني غير قادر على توفير أي نوع من الرفاهية لابنائي هل ارتكب جريمة اذا حاولت ان اقدم لهم تعليما جيدا ، وكلنا يعلم حال المدارس الحكومية المكدسة بالطلاب ، وبعضها قائم على ابنية ومرافق متهالكة ) ، وجهة نظر تستحق المراجعة والتأمل .
وبعد هل سنشهد قريبا حكومة تعنى بزيادة عامة للرواتب ، مع اجراءات للحد من ارتفاع تكاليف المعيشه . حكومة تتلمس الام المواطن المسحوق تحت ثقل الاعباء الماديه ، الامر ليس مستحيلا ، لنحصر النفقات الحكومية غير الضرورية ونوجهها الى جهات اكثر اهمية ، لتغلق بعض الملحقيات في سفاراتنا بالخارج اذا كانت غير فاعله وغير منتجه ، لنلغي بعض الامتيازات التي يحصل عليها كبار المسؤولين دون داع ….

مقالات ذات صلة

من الاخر ،،، الشعب يريد زيادة الرواتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى