احتقار المرأة فِي الدراما لِمَاذَا؟ / د. مَحْمُودٌ الرَّجَبِيُّ

احتقار المرأة فِي الدراما لِمَاذَا؟
د. مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ

المرأة مُحْتَرَمَة، وَهِيَ النصف الثَّانِي فِي الـمُجْتَمَع، والمكملة لدور الرَّجُل، كَمَا أن الرَّجُل يكملها، وَالـمُشْكِلَة أن الدراما العَرَبية تتناول غالبًا صُورة المرأة بِشَكْل سلبي، وَلَوْ أخذنا مثالًا عَلَى ذلِكَ الفنان المصري عَادِل إمام من خِلال أفلامه، فإننا سنلحظ عَلَى صُورة المرأة ما يَأتِي:
أولًا: يمثل عَادِل إمام – فِي غالب الأحوال- المرأة وكأنها جسد، بَينَما يَأتِي الرَّجُل بطلًا، وجذابا للنساء، وَلَوْ كانَ كبيرًا فِي السن، بَينَما يهزأ من النِّسَاء كبيرات السن، ويصفهن بأنهن منتهيات الصلاحية، وهَذَا فِيهِ إهانة للمرأة إذْ أن ربطها بالجاذبية، والعمر، والجمال دونَ النظر إلى العقل، والمعرفة، والصفات الإيجابية فِيهِ ظلم للمرأة.
ثانيًا: تغطي أفلام عَادِل إمام ادوارا للمرأة – بنت الهوى- وَيَتِمّ من خِلال بَعْض الأفلام تقديمهن عَلَى أنهن جزء أصيل من الـمُجْتَمَع، وأحيانًا تعطى لَهُنَّ صُورة إيجابية عَلَى عكس المرأة الأخرى.
ثالثًا: هُنَاكَ نماذج إيجابية قليلة للمرأة فِي أفلام عَادِل إمام مثل دَوْرَة أستاذة الجَامِعَة فِي فلم مرجان أحمد مرجان، وَمَع ذلِكَ فإن الشَّخْصيَّة تأتي بِشَكْل حاد، معادية للمجتمع، وَمِثالِيَّة جِدًّا، وَلِلأسَفِ فأن هَذِهِ الأفلام تخلو من الشَّخْصيَّة الاعتيادية الحقيقية الَّتِي اعتدنا عَلَيها..
رابعًا: يقدم عَادِل إمام المرأة المتدينة بصورة سلبية جِدًّا، فَهِي تابِعَة، مسلوبة الإرادة، غبية، لا تَسْتَطِيع فعل أي شَيء، وَفِي فلم الكباب وَالإرهاب قدم صُورة المرأة الموظفة المهملة المحجبة الَّتِي لا تَقُوم بأعمالها بَلْ تتفنن مَع زميلها المتدين فِي تعطيل معاملات المواطنين.
خامسًا: فِي غالب الأحيان يقدم عَادِل إمام المرأة الصَّغِيرة فِي العمر، الجذابة الَّتِي تتوه بِسَبَب كَلِمَة جَمِيلَة من رجل – يمثل دوره فِي العَادَةِ عَادِل إمام- وَفِي الوَقْت نَفْسه يَكُون الهم الأكبر لِهَذِهِ المرأة الزينة، والجمال، ولا شَيء غيره، وَرَغْم أن عَادِل إمام قدم بَعْض النماذج الإيجابية للمرأة فِي فلم السَّفارة فِي العِمَارَة مثلًا، وَلكِنَّهُ فِي الفلم نَفْسه قدم بنت الهوى أيضًا.
صُورة المرأة فِي الدراما العَرَبية متناقضة، فأحياناً تأتي إيجابية، وَفِي أخْرَى سلبية، وَفِي أفلام عَادِل إمام تأتي فِي العَادَةِ سلبية ومليئة بِالشَّهْوةِ، والجمال، وَيَتِمّ التركيز فِي هَذِهِ الأفلام عَلَى مفاتنها.
يَحْتاجُ الأمر إلى دراسة واسعة حَول صُورة المرأة فِي الدراما العَرَبية، وما يهمنا من الـمَوْضُوع كُلهُ أن تعكس هَذِهِ الأفلام صُورة المرأة العَرَبية الإيجابية الَّتِي تَمَكَنَت من تحقيق إنجازات طيبة عَلَى أرض الوَاقِع
Mrajaby1971@gmail.com

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى