احتفالية بيت الشعر بمناسبة اليوم العالمي للشعر

سواليف

احتفاءً بمناسبة اليوم العالمي للشعر أقام بيت الشعر – المفرق أمسيته الأولى مساء يوم الاثنين 2023/3/20 بحضور مدير بيت الشعر فيصل السرحان ، ضمن احتفاليته بهذه المناسبة التي تأتي تعبيراً عن القيمة الهامة والمؤثرة للشعر في العالم ، هذا وقد شارك في هذه الأمسية التي أقيمت في دائرة المكتبة الوطنية ثلة من الشعراء المبدعين الذين يمتلكون الخبرة والدراية والوعي بمكنونات القصيدة .
مديرة الأمسية الشاعرة وفاء جعبور تحدثت بما يليق عن هذه المناسبة بأسلوب ادبي شيق ، ثم قدم الاستاذ فيصل السرحان كلمة بيت الشعر وجاء فيها ( لقد كان لمبادرة صاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بإنشاء بيوت الشعر في أرجاء وطننا العربي الكبير أثرا عظيما في فتح قنوات اللقاء وفرص التقارب وتعزيز تجارب الشعراء العرب من خلال هذه المواسم الثقاقية التي تبناها بيت الشعر عبر سنوات في سبيل الاحتفال بالشعر كمنجز ثقافي وحضاري للأمة وديوانا لأثرها الإنساني عبر العصور).

بعد ذلك توافد الشعراء على منصة الخطابة ، فقرأ الشاعر محمد خضير من جماليات نصوصه الشعرية عدة قصائد منها :

(النّاسك(
في حُبِّها.. ضيّعتُ عقْلي كُلَّهُ
وغدوتُ مجنونًا يُقاتِلُ ظلَّهُ
فجلسْتُ في عزِّ الظهيرةِ قابضًا
رمْلَ الطريقِ، وكنتُ رمْلًا قبْلَهُ
ظِلِّي يُسابقُني إليهِ ليشتكيْ
والشمسُ ترسِمُ في هُدوءٍ شكْلَهُ
وهُزمتُ لمّا سالَ ليلٌ حولَنا
فبكىٰ عليَّ، وراحَ يجْمَعُ كُحْلَهُ
في صفْحةِ الماءِ الزُّلالِ رأيتُني
صوتًا بلا وجهٍ أردّدُ قوْلَهُ:
لا طيرَ يحسُوْ مِن طويَّةِ عابرٍ
لعَنَ السؤالَ وقامَ يبْسِطُ بُخْلَهُ
أهْذي كنهرٍ ظامئٍ يَجْري سُدىٰ
والماءُ مِن كفّيهِ يغسِلُ وَحْلَهُ
يا قلبَها، ما كانَ أقسىٰ قلبَها
لمّا طرقتُ البابَ أرجو وَصْلَهُ
فلعلَّهُ مِن فرْطِ ما ناديتُهُ
لبّىٰ، وأشفقَ، واستكانَ، لعلَّهُ
الحُبُّ مِثلُ الشِّعْرِ، إلّا أنّهُ
في كُلِّ جُرْحٍ كانَ يَغمِدُ نصْلَهُ
وكلاهُما وجهَانِ للكَذبِ الذي
مِن صُلْبِ ما قلناهُ أنجبَ نسْلَهُ
وأنا بماءِ الشّعرِ طفلٌ لم يذُقْ
طعْمَ النِّساءِ، فكيفَ يَفطِمُ طِفْلَهُ!
ما كنتُ أشكو مِن مَرارةِ وَحْدَتي
حتى رأيتُ الظلمَ يعلو عدْلَهُ
فقُتلتُ شِعْرًا، واستقلتُ من الهَوىٰ
وأنا أحاولُ في القَصيدةِ قتْلَهُ
شيعتُني، وقبضْتُ حُزني في يَدِيْ
والقلبُ في قلقٍ يقلِّبُ رَحْلَهُ
وسألتُ في سوقِ الكلامِ عن الذي
ألقىٰ إلى سَطْرِ الإجابةِ سُؤْلَهُ
قالوا: بمحْرابِ الأُنوثةِ ناسِكٌ
عبَدَ الدُّمَىٰ دهْرًا، وضيَّعَ أهْلَهُ

الشاعرة الدكتورة مها العتوم قدمت من جميل الشعر وروعة المعنى وبهاء الصورة ، ومما قرأته :
غُربة ليل
الليلُ وحيد هذي الليلة
لا سُمّار ولا عشّاق
ولا أطفالُ شوارع
غابَ القمرُ
وفارق صورتَه في النهرِ
النهرُ حزينٌ يتأرجحُ في العتمةِ
محضَ خيوط سوداء
ينسلُها الريحُ
ولا ينكسرُ
الليلُ وحييييييييييييدٌ مثلي
هذي الليلة
مَن ينتظرُ؟

مرّ الليلُ الليلةَ
مثلً غريب فوق فِراشي
لم يوقظ قمصانَ النومِ
ولم تنتبه الغرفةُ
حتى السترةُ
فوقَ المشجب شحبت
وتمدد آخرُها
فوق قناني العطرِ
وفي النافذةِ اعتصمَ الوردُ
ولم يتفتّحْ
حين رأى في الليلِ
عبيراً لا يعرفهُ

      قد يبردُ هذا الطفلُ/الليلُ
      إن ظلّ بغير غطاءٍ 

مرميَّاً في الشُّرفةِ
قد لا ينفع أن ترفعه الشجرةُ
قد لا يسع الغصن العتمة
قد يحتضرُ
فلماذا يقف على قدميّ
ويشرب دمعي عن آخره؟
لا يبقي مني أو يذرُ

نِصفي الليلُ
وكُلّي…
وابني
وأبي
هذا الليل
الشاعر الدكتور حكمت النوايسة قرأ من فلسفته الفكرية وإيقاعات روحه ما يعبر عن مكنون النفس ، فقال :

هذا جــوابيَ إن أردت جوابي يا سائلاً عذراً يبيــــح غيابي
طلع النهار على المزار وقد بدت بيضاء ترفلُ بالحليـب الــرّابي
لــــيروقني فيها بياضُ أزقّة وخفاء موبقـةٍ وستـر إهــاب
وخرجـت أركض للدوام ودفتري قد عُــجّ بالتحضــير للأطناب
لكنّني فــوجئت حـين تركّزت قدمـــاي عند مظلّة الــرّكاب
بجـموع من تخذوا الوظيفة مهنة يرجون أيَّ وسيــــلة لـذهاب
فوقفـت فيهم في ترقّـب عاجلِ ملَّ التَّــمـخطر جيئةً بذهـاب
والرّيح تعصــف بالمزار كأنها ريح الملاك بغـزوة الأحـزاب
فيقبل السَّـرو الرياح توسّــلاً في صــمتها أو خفّة التَّـهباب
لكنــــها سكرانُ مجّ كرومها فتملّــكته برقصــها الوثّاب
جذلانُ لوّعَـــها ولاعتـه الرّبا فطغـــت وقدّم كنْزَه ليحابي
درراً ينثــّ على الكروم فترتدي لقدومـــه من أنصع الأثواب
فيحالُ أبيضَ كـلّ شـيءٍ غَيْرنا مثل اختلاج الفَتْــل بالجلباب
وترى الكواعب في تكلّف مشيها مشيَ السّبايا خلف ركب السابي
طوراً تسلّــم للـجليد بخطوها وتميــس طوراً كي تفجّرَ ما بي
فتهزّني شغفــاً وأسقـط طائعاً كي أستفزّ عيــون ظبي مؤاب
ومضت بنا الساعات تترى عزفها – بدل الثواني – رقصـةُ الأنياب
حتى تيقّنـــت الجموع بأنـها قد غيّبـت وتعدُّ لاستجـواب
عاودت أعدو لا يساور خافقــي خصم المعاش ومطلـب الأسباب
ذي حجّتي فاخصم ولست برازقي – إن كنت تخصم –أو تروق جوابي

الشاعر عصام السعدي قدم من فيض خاطره ما يجول بنفسه عبر رحلة الشعر ، وترنم بقصيده عشقا وجمالا ، ومما قرأه :

مَرَّ الزَّمانُ..ولم ينتبهْ
……………………………

قِفْ على صخرةٍ من كلامٍ
وخُذْ جرَّةَ الضَوءِ ملآنةً
فوقَ رأسكَ…

قِفْ كأنكَ تمثال معنى الوقوفِ
كأنَّ الزَّمانَ يمرُّ بِقُربِكَ
مثلَ صديقٍ قديمٍ
وقفتَ لهُ كي يراكَ
فَمَرَّ.. وراحَ..
ولم ينتبهْ

أَمَلْتَ لهُ جرَّةَ الضَوءِ
فوقَ صليبِ وُقوفِكَ
حتَّى سَطَعْتَ كَنَجْمَةِ صُبْحٍ
ومرَّ الزَّمانُ
ولم ينتبهْ ..
ولم ينتبهْ لرائحةٍ
في سَوادِ القوافلِ تبكي
وتَعوي مَعَ الريحِ…لم ينتبهْ

وَواصلتَ أنتَ وُقوفَكَ
حتَّى انكسَرْتَ على صَخرةٍ
من سُكوتٍ طويلٍ
وفاضَتْ بقُربِكَ جَرَّةُ ضَوءٍ..
ومَرَّ الزَّمانُ
ومَرَّ الزَّمانُ…
ولم ينتبهْ

الشاعرة عطاف جانم قدمت وجبة دسمة من الشعر الذي يفيض دهشة وروعة ، فقرأت :

ثم قام الزعفران
)إلى رزان النجار في عليائها(

كنتُ تفعيلةً من ندى
وشذا
ورحيق
تتهادى بأفراح نايٍ
وقد عاد للتو من رحلةٍ
في سفوِح المجازِ الوريقْ
ومداي بياضٌ
يسنفرُمن ساحةِ الوقتِ شُحْوارَها
فتفيضُ سلاليَ بالشعرِوالنحلِ
والحكمةِ المشتهاةْ
هكذا حدثتني غيومُ تخرمش كحل الفتاةْ
الفتاة التي وَقْع أنفاسها قطة نافرة
ويداها صلاة

يا صديقةُ دربِ القطا يا رزان البلادْ
إنّ من غرَب البحر في رغوةِ الغيبِ مثّلَ في سادنِ القلبِ، والذي أفسدَ العطرَ في كُمِهِ قد توعد عرشَ اليمامْ
والذي كان قدَس سرَ الظلامِ لدهرهلامْ
سوف يقضي.. كسيحا كسيفا كخنفسةٍ تتسللُ باكيةً حيث حد القصاص يباغتها
في الملاذِ الركامْ
واطمئني لجمر نوايا (العرين) إذا ما أطلَّ كجوريةٍ تتباهى بمخملها في أصيص البهاءْ
أيّها الصمت، يا قلبها المتخثر في صدر عاشقها،
إنّ سدرة أحلامنا غير سمسم أسناننا في صباح الصغر
فلتقومي اذن
ولتكوني حقولا إذا أرضعتها غيوم البلاد غدت نخبة من صبايا البنفسج والزعفرانْ
أو غدت نجمةَ الألفيرا التي شوكةً شوكةً قد بنت ترسها في المخيم او في المدينة تلك التي جننتهم ! فشقوا أمان الوِساد
وعلى سقف أغنيةٍ سوف نفرد سجادة الحب خضراء خضراء يانعةً في المكان.
المكان الذي صار بعد التجسد (جفرا) وعاشقُها، إذ يدير على فرحة الوقت نايا فينقش بالوصل كف السماء
و يدير على الروح أكواب أشواقها
فتفيض سواقي الكلام وتروي عذارى الرؤى ومراعي الحنانْ
ثم نرفعُ .. فوق مداس الظلام المخاتل شاهدة للذِهان
فلتقومي إذن
إن هذا أوان القيامة آن
ولتقومي إذن
يا بنيةُ يا امّ يا اخت يا كلنا في رزان
إن آن القيامة آن
وقد حضر جمع ومن رواد الشعر والأدب والإعلام هذه الأمسية ، وقامت فضائية الشارقة بالتغطية التلفزيونية المصورة ، ومما يجدر ذكره أن يوم الثلاثاء سيكون ثاني أيام الاحتفالية حيث تقام امسية شعرية في مركز اربد الثقافي يحييها الشعراء

  1. الشاعر محمد حامد العموش
  2. الشاعر عمر أبو الهيجاء
  3. الشاعر أحمد الكناني
  4. د. إيمان العمري
  5. الشاعر أحمد طناش الشطناوي
    ويدير فعاليات الأمسية الشاعر عاقل الخوالدة مدير ثقافة محافظة إربد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى