في (عاصمة الجوع) الناس يأكلون أوراق الصبار

سواليف – تضع كارانيتيني عصبة سوداء على قبعتها علامة الحداد على ابنتها فاهانا التي توفيت في تشرين الاول الماضي عن عشر سنوات في مدغشقر «بعدما تناولت اوراق صبار احمر وثماره. فلا شيء اخر لنا نأكله» بسبب الجفاف الذي يلحق اضرارا جسيمة.

وكان العام 2016 السنة الاكثر دفئا المسجلة في العالم منذ بدء التدوين في السجلات في العام 1880.

ونتيجة للحر والجفاف يعاني نحو مليون شخص في جنوب مدغشقر من الجوع ويحتاجون الى مساعدة غذائية عاجلة على ما يفيد برنامج الاغذية العالمي.

وتشهد هذه المنطقة وهي الافقر في البلاد منذ عقود موجات متكررة من الجفاف. لكن الوضع تفاقم اخيرا مع ظاهرة «إل نينيو» ما اضطر السكان الى اعتماد حلول قصوى.

وتروي كارانيتيني قائلة «لقد بعت كل شيء من اقدار ومعالق وصحون وملابس وحصيرة وصفائح المياه لاشتري دقيق المنيهوت. الا انه في نهاية المطاف يبقى غاليا جدا علينا».

وتضيف «لذا نأكل احيانا اوراق الصبار وثماره. وقد عانت ابنتي فاهان من الاسهال وتقيأت في الوقت ذاته» وتوفيت بعد ذلك.

وانتقل اثنان من اولاد كارانيتيني ال12 الى المدينة هربا من الجوع. وتقول المرأة الاربعينية المضطرة الى الاهتمام ايضا بحفيدها «لقد نقلا بؤسهما معهما».

ويبدو حفيدها وكأنه في سن الثانية بينما عمره اربع سنوات. فهو نحيل جدا وبطنه منتفخ وهي من علامات سوء التغذية. وتقوم جدته بارضاعه لان والدته غادرت ايضا في محاولة لتحصيل بعض المال.

ويقول توليا برنار رئيس بلدية انجابالي البالغ عدد سكانها 20 الف نسمة «نتيحة للجوع لم يعد الكثير من الناس هنا».

ويضيف «الكثير فروا. وبحسب التقاليد ممنوع علينا ان نغادر بلدتنا الا اننا مضطرون لانه لم يعد فيها شيء».

ويتابع قائلا «الاولاد لا يرتادون المدرسة بسبب غياب الطعام. وهم مع المسنين، الفئة الاكثر تأثرا بالجوع» الذي يسبب الاسهال والتقيؤ اذ يدفع الناس الى تناول نبتات ومواد اخرى لا يجدر بهم اكلها.

على بعد حوالى مئة كيلومتر تقريبا في مدينة اندرانوبوري الساحلية تحاول ساره-استير البالغة خمسين عاما ان تطعم عشرة اطفال تهتم بهم وهم اولاد شقيقها الذي غادر المنطقة في محاولة لكسب لقمة العيش.

وتوضح «ابيع بعض الملح كل اسبوع في السوق في مقابل الف ارياري (0,3 يورو). وبهذا المال اشتري قصعتين من الارز».

وبسبب الجفاف خسر المزارعون 80 % من محاصيلهم في حزيران الماضي في المقاطعات السبع الاكثر تضررا في مدغشقر على ما يفيد برنامج الامم المتحدة الانمائي.

وفي منطقة الجنوب الكبرى ينبغي السير لساعات للوصول الى المياه العذبة. ونتيجة لذلك تباع صفيحة المياه من عشرين ليترا بسعر يراوح بين 500 و1500 ارياري (0,14 الى 0,4 يورو) اي اغلى ب25 مرة من السعر المعتمد في العاصمة انتاناناريفو.

ومع هطول اولى الامطار في منتصف كانون الاول بعد انحسارها لمدة تزيد عن خمسة اشهر، انقض السكان على برك المياه التي تشكلت في الحفر على الطرقات.

وتوضح مانانكاي وهي ربة عائلة اتت لاخذ المياه من هذه الحفر «نستخدم هذه المياه في اعداد الطعام، هي تسبب لنا الامراض لكننا لا نجد شيئا اخر».

ويفيد برنامج الامم المتحدة الانمائي ان ما لا يقل عن 800 منشأة مياه مثل الابار والسدود ينبغي ان تشيد او يعاد تاهيلها في هذه المنطقة.

وامام الوضع الحالي الصعب جدا، تحشد المنظمات الانسانية والدولة الصفوف. فيوزع برنامج الاغذية العالمي الاغذية الا ان رئيس بلدية انجابالي لا يخفي استياءه من ان هذه المؤن تصلهم مرة في الشهر فقط.

الا ان برنامج الاغذية العالمي يوضح انه يفتقر الى الاموال الكافية لكن توزيع الاغذية شهريا يتم في كل المناطق المعنية. ويقول احد مسؤولي البرنامج في مدغشقر جان-لوك سيبلو «نظرا الى مواردنا نوزع نصف حصة فقط» اي 1100 سعرة حرارية في اليوم.

وتعتبر فيوليت كاكيوميا ممثلة برنامج الامم المتحدة الانمائي ان «المساعدة الانسانية تسمح بانقاذ الارواح الا انها لا تحول دون نشوب ازمات».

وخصص البرنامج للعام 2017 ميزانية قدرها 1,5 مليون دولار. وهي قطرة في محيط. فجنوب مدغشقر بحاجة الى 189 مليون دولار على ثلاث سنوات لتطويره حتى يقاوم بفاعلية اكثر الجوع، على ما تفيد المنظمة الاممية.

أ ف ب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى