اتفاقية الغاز يا دولة الرئيس / محمود الزعبي

اتفاقية الغاز يا دولة الرئيس

دولة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي المحترم
تحية طيبة .. و بعد
فإنني أخط إليك هذه الكلمات ، بصفتي واحداً من أفراد هذا الشعب ، يخاف على وطنه ، و يذود عنه ، و يزف روحه الى العلي القدير اذا ما خُدشت حدود وطنه ، و كرامة شعبه ، و سيادة دولته .
أكتب إليك ، بصفتك واحداً من أفراد هذا الشعب ، تعرف همومهم ، و مواجعهم ، و نقاط ضعفهم و قوتهم .
و إنني رأيت أن أذكرك بحفنة من هذه المواجع و الهموم و المبادئ ، لإننا قد رأينا من استراتيجيتكم الإقتصادية ما يظهر لنا بأنكم قد نسيتم .
السيد الملقي ، لقد قاتل الشعب الأردني طيلة أحد عشر عقداً عدوه الصهيوني الغاشم أشد القتال ، و قد دافع عن أرضه و كرامته بالأسنان و المخالب ، متسمكاً بتراب الأرض العربية ، قابضاً لها ، رافعاً شعاراً واحداً شديد اللهجة ، ننتصر أو نموت .
و إنني إذ أعيد على مسامعك هذا الكلام الذي تعرفه ، و الذي ربما تتجاهله لإفراط الواقعية الذي تلتزم به بصفتك رئيساً للوزراء ، أطلب منك أن تخلع هذا الرداء قليلاً ، و تنزل الى الشارع الأردني ، و تمر في كل معقل قبيلة و تسألهم عن ثأرهم ، و عن كرامتهم ، و عن شهدائهم الكثيرين الذين ضحوا بأنفسهم على تراب الضفتين .
اذهب و أنت تخلع الرداء الواقعي الى مضارب بني حسن ، بني صخر ، بني ليث ، العبادية ، العجارمة ، السردية ، الزعبية ، العدوان ، المجالي ، الحويطات ، الدعجة ، الى العشائر المسيحية الأصيلة ، الى عشائر الشركس و الشيشان ، الى كل العشائر الأردنية التي تفوق أمجادها و أسماءها أن تحصرها قائمة وعي عشريني مثلي .
إسألهم عن عزهم ، عن إباءهم ، عن نخوتهم ، عن حميتهم ، عن تاريخهم ، عن رجولتهم ، إسألهم يا سيدي ، فهم سيخبروك بأن صدورهم هي التي أوقدت الثورة العربية الكبرى ، و سيَّرت جيوشها ، و أطلقت صهيل خيولها التي أعلن فرسانها حرية الدول العربية ، و إستقلالها ، و انكسار أنوف الطغاة ، أينما كانوا ، و حيثما بلغ جبروتهم .
إنني أخبرك بأننا ضحينا بالغالي و الثمين من أجل هذا الوطن ، فلقد صبرنا حينما تخبط حالكم ، و جعنا حينما فرغت بنوككم ، و تجلدنا حينما أمرتمونا بالوحدة الوطنية التي لم يعرف غير شعبنا مذاق تجلدها ، فلا تعتذر بتوقيع صفقة العهر بأن لا طريقة غير تلك تجلب فيها لنا الغاز ، فقد امتلئ عالمنا بالدول المصدرة للغاز ، و نحن – لثقل دماءنا – لا نشتري غازاً من أرض سرقها شرذمة الشعوب من أهلنا ، ولا ندفع لهم مالاً ليبتاعوا به ما يمكنهم من ضرب أمثال ( محمد الدرة ) خلف البراميل ، حتى لو قطعت عنا الكهرباء !
و إنني أنصحك نصيحة الولد لأبيه ، و نصيحة الأخ الأصغر لأخيه ، أن تمزق هذا الخزي لتحجز لنفسك مكاناً في تاريخ هذا البلد ، الى جانب أبطاله من أمثال الملك عبدالله الأول وعلي خلقي الشرايري و فواز البركات الزعبي و مثقال الفايز و عودة أبو تايه و الملك الحسين و موفق السلطي و فراس العجلوني و حابس و هزاع المجالي و وصفي التل ، و القائمة التي تعج و تطول بالأردنيين الشرفاء ، و أن لا تضع لنفسك في تاريخهم مكانة أخرى هامشية ، لا يذكرون لك بها خيراً ، ولا يشكرون لك بها عطاءً .
فتقبل نصيحة ولدك الأصغر ، و خذها بحسبانك .
اللهم قد بلغت ، اللهم فاشهد .
و السلام .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى