مَصائِبُنا وأَزماتُهم….. بينَ جديتُهم وسُخريتُنا / فادي السحيمات

مَصائِبُنا وأَزماتُهم….. بينَ جديتُهم وسُخريتُنا
مؤلم هذا المشهد الأردني، مؤلم ما نشهدهُ حاليًا من توجهات إستهزائية ونُكات تهكُمية نقِفْ أمامُهُ مُكتوفي الأيدي كمواطنين يعتزون بِوطنِهِم وأُردُنيتِهُم أمام تَصرُفات شعبية ضِمنَ نقدِهِم لِقرارات حكومة تسعى بِكُلِ ما أُتيت مِن قُوة إلى تجويع وترويع الأحلام الشعبية بالإضافة إلى محاولاتها المُتعددة لمحو ما تبقى من الإنتماء الشعبي لوطنهِ وجعلِهِم يتقاتلونَ فِيما بينَهُم بَدل من المحافظة على اللُحمة الوطنية.
ولكن أكثر ما يُفرِقُنا ويزيدُ مِن إختلافِنا وإبتعادِ أرواحِنا الوطنية عن بعضِها البعضْ, هو ما يقومُ بهِ أفرادُ شعبِنا مِن إستِهزاء وسُخرية بإتِجاه قرارات حُكومتِنا المُميتة، لِذلِكَ كثيرًا ما يُهاجِم عقلي سؤُال عن أسباب هذهِ السُخرية، فهل هي هُروب من الواقِع المؤلِم أم أنها غيرُ ذلِك؟؟ أوليسَ مِن الضروري أن نعمل على حلِّ مشاكِلنا بصورة أكثر واقعية، أوليسَ من الأفضل لنا إن أردنا عدم الإعتراض أن لا نَستهزأ من واقِعِنا الذي كُلما سَخِرنا مِنهُ أكثر زادَ مَرارةً وقساوة.
مُؤلِم هذا المشهد الشبابي، مُؤلِم أن نتخِذَّ الإستِهزاء والتهكُم طريقةً لِلدِفاعِ عن حُقوقِنا المسلوبة مِن قِبلِ الحُكومة، مُؤلِم أن يُصبِحَ ذلِكَ واقِعًا للأسف، وهو واقع تُريدهُ حُكومتُنا كسبيلِ عُبور لِمُستقبل قاتِم لا محالة، مُؤلِم أن نرى دول العالم الأُخرى شعوبًا وحكومات تتعامل مع أزماتِها بِطُرُق عقلانية مُفيدة بعيدة كُلّ البُعد عن التهكُم والهجوم بل باحِثة عن أسبابِ أزماتِها ومُعالجتِها حتى لو كانت كوارِث طبيعية.
للأسف أن نجِد الوعي الثقافي لدى الشباب الأُردني بدأ يتحول إلى ضياعْ وفُتات في وقتٍ نحنُ بأمسِّ الحاجة لِلتحدُث والمقاومة بطريقة عقلانية، ولكِن ما يحدُث اليوم هو بِمثابَة زِلزالْ سيُؤدي حتمًا إلى ضياعِ الوطن وضياعِنا في القريب العاجِلْ.
لِذلِك دعونا أن لا نترُكَ أنفُسنا كليلى ذاتِ القُبعةِ الحمراء، التي سخِرت بِكلامِ والِدتِها ولم تُعرهُ أيّ إهتمام عِندَ حديثِها مع الذئِب سيء الذِكرْ وتماشيها مع طلبهِ لِجمعِ الزُهور، مُتناسين جميعًا أن الذئِب في نِهايةِ القِصة حاولَ أكلها لولا رؤيةُ الكاتِب، فإستِهزاءُنا على قراراتِ الذِئِب (أقصد الحُكومة) سيؤدي بِنا هذهِ المرة للوقوعِ بين فكيّ الذئب الماكِر.
رُبما لستُ الوحيد الذي يحِسُّ بِهذا الشعور القاتِلْ، ولستُ الوحيد الذي يحِسُّ بِهذا الواقِع المُؤلِم وأمثالي كُثر في وطنٍ طالما حملَ بين طياتِ سنينِهِ العِجاف رِجالًا أشِداء، لِذلِك فإنني لا أُريدُ التصديق أن هذا واقِعُنا بالفعل لا أُريد التصديق أن هؤلاء هُم شبابُ أُردُنِنا الذينَ يقع على عاتِقِهِم البحثَ عن مُستقبلٍ مُشرِق لِهذا البلد ليس من أجلِ أحد إنما من أجلِ تُرابِ الوطن… وإلا سنكونُ نحنُ مسؤولون عن مصائِبنا وويلاتِنا بِتخاذُلِنا وإستهزاءِنا، فالبعض مِنّا يُسارِعُ إلى نشرِ فِكرةِ الإستهزاء بطريقةٍ تُشغِلُنا عن إيجادِ طريقِ الصواب لواقِعِنا المرير.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى