ابتكار أول حبر في العالم تدب فيه الحياة

إذا كنت على سفر، وتركت أوراق رسوماتك إلى جانب إصيص الزهور على طاولتك تحت الشمس، فقد تعود لترى النبتة طالت قليلاً وتفتحت، لكن، تبقى رسوماتك وكتاباتك على حالها، مثلما تركتها بالضبط، لكن ماذا لو عدت فوجدت رسوماتك قد نمت لتملأ الورقة؟ هذه مفاجأة سوف تعقد لسانك ، لكن العلماء حولوها إلى حقيقة.
في ظل البحث المستمر عن بديل جيد ومستديم للأحبار المعتمدة على النفط، أعلن فريق من الباحثين في كولورادو بالولايات المتحدة، عن أول حبر “تدب فيه الحياة في العالم”، وهو مصنوع من سائل قائم على الطحالب، أي إن أعمالك الفنية سوف تنمو مثل النباتات إن وضعتها في الشمس.
الحبر الذي سمي بـ”الحبر الحي” مصنوع في معظمه من خلايا طحالب حية مع الماء، ويمكن الرسم والكتابة على الأوراق به بالأقلام، أو الفرشاة، أو حتى استخدامه في الطابعة، والشئ الجميل، أنه يكون مرئياً في البداية للفنان كي يرى العمل الذي قام به، ثم يخفت في خلال دقائق، ويوجد نوعان مختلفان من هذا الحبر، الحبر الوردي الذي ينمو بسرعة، والحبر الأزرق الذي ينمو ببطء، وقد تقدم الفريق به للحصول على براءة اختراع.
بمجرد الانتهاء من الكتابة أو الرسم بالحبر الحي، يتم وضع العمل في دفيئة خاصة محمولة، تحتوي على المغذيات والرطوبة، ثم يتم تثبيتها في حامل من الخشب الصلب، وتوضع بالقرب من مصدر للضوء، مثل الشمس أو بالقرب من وهج مصباح مكتبك.
تبدأ الطحالب الموجودة في الحبر الحي السريع في التكاثر على مدى يوم أو ما يقاربه، لتظهر على الورق في البداية، ثم ينمو الحبر ببطء على مدى اليومين التاليين، وعندما يظهر كله، يمكنك أن تزيل الورقة من الحامل الخاص، لتضع القطعة الفنية في العرض، وهي العملية التي يسميها المصممون “البستنة على الأوراق”.
ويقول سكوت فولبريت، أحد مؤسسي ابتكار “الحبر الحي”، أنه اختبر هذا الابتكار أول مرة في بطاقة تهنئة بعيد ميلاد جدته، الرسالة كشفت نفسها بعد عدة أيام، ما جعل جدته تتأثر حقاً لهذا.
وتقول الشركة أن هذا الحبر قد نال أكبر جائزة في المسابقة التابعة لخطة الطاقة النظيفة القومية التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية التي جرت في بولدر مطلع هذه السنة، وهو صديق للأطفال، وآمن تماماً، ولذلك يعد النشء أحد أهم شرائح الجمهور المستهدف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى