الله لا يسهّل
وأنا في الصف الثالث من أكثر التحدّيات التي كانت تواجهني هي نبش القمل من رأسي بقلمين رصاص من قبل ست فاطمة وحل الواجبات وجيبة بنطالي ” المخزوقه ” والتهاب اللوزتين ، التهاب متكرر كانت جدتي تحاول علاجهُ طبيّاً بقولها ” ازرط بيضتين عشان تفغشهن ” وللأسف لم يستطع البيض ” فغش ” لوزي فلجأت الى أن استأصل اللوزتين ، بعد العمليّه صحوت من التخدير على جملة الحجّه : اخلصت منهن يا جدّه الله لا يسهّل عليهن .
في موسم قطف الزيتون لا بد من الاصطدام بشجرة زيتون ” مشوكه ومصّيعيّه وجدوعها رافعه خشمها بالسما ” ، هذهِ الزيتونه تأخذ نصف الوقت في ذلك اليوم دون ان تملأ صاعاً من حبّات الزيتون ، عند الانتهاء من قطفها وكأنني أنتصرت على الاعداء فأصيحُ صيحة النصر الى جدتي : جده جده خلصنا الزيتونه المشوكه ، فترد الحجّه : الله لا يسهّل عليها يا جده .
كم كنتَ تائهاً يا سيدي في رئاسة الوزراء ، عثتَ في الوطنِ تخبّطاً ، أقسمتَ أن تحافظ فادفع كفارة اليمين ، ملأت البلاد تصريحات لا تُسمن ولا تُغني من مديونية ، أدخلت المواطن في دهاليز الفقر ، بسمات صفراء تخفي ما تخفي وراءها من تخبّطات ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان ، انجازات هزيلة بلهاء ، جديّه مُصطنعه خلّفت ٦ مليار مديونية جلبتها أنت وطاقمكَ الوزاري لتجلس بجوار ١٩ مليار أخرى .
اليوم صباحاً وبعد أن استيقضت جدّتي من نومها اثناء ذهابي الى عملي ملأتُ قلبي رزقاً ورضاً من دعواتها ، وقبل ان اودّعها قلتُ لها : جدّه عبدالله نسور طار وأجى مكانه رئيس وزراء جديد ، اتكأت الحجّه ثم وضعت طقم الأسنان في فمها وقالت : مع مية مقلعه الله لا يسهّل .
عودة عياصرة
وهل تتصور انت و جدتك (الله يطول عمرها) انه القادم احسن. القادم شخص ………….