جمال خاشقجي / عمر عياصرة

جمال خاشقجي

كنت أقرأ له في الحياة اللندنية فيعجبني رغم كونه من كتاب السلطة في حينها، طرحه عقلاني، يحمل مشروعا، وله مقالة عنوانها «أنا سعودي ولكن مختلف».
بعد الربيع العربي اختلف مع الدولة السعودية، والدليل ظهوره المكثف على قناة الجزيرة رغم الازمة الخليجية، لكنه كان عقلانيا في نقده، وطنيا في اعماقه.
سئل في احد البرامج الحوارية عن ظهوره على قناة الجزيرة، فقال انها قناة تختلف عن غيرها وتفضلهم، لكني اخرج عليها موضوعيا واعلاميا، ولا اقبل ان اظهر بمنطق الثائر.
اذكر انه كان متحمسا لقدوم الملك سلمان، ولاشتباكه مع ملفات الاقليم «اليمن وسوريا»، لكن الحماسة تراجعت والخلاف تعمق بعد الاجراءات الداخلية التي عاشتها السعودية.
كتب في الواشنطن بوست، واخترق دوائر التأثير في الولايات المتحدة والغرب، ما جعل ديفيد هيرست يكتب عنه اول امس مقالة عنوانها «جمال خاشقجي.. سعودي مختلف».
وباعتقادي ان قدرة الخاشقجي على الاختراق في المجتمع السياسي الغربي، هو سبب النقمة منه واختفائه، فالتشويش هنا ممنوع، ويبدو الرجل يملك ادوات التشويش.
اختفى جمال خاشقجي فجأة، او كما قال زميلنا احمد حسن الزعبي: «دخل كاتبا صحفيا وخرج خبرا صحفيا»، والى الان هناك تراشق سعودي تركي حول موضوع اختفائه، اين هو؟ وهل ما زال على قيد الحياة؟
قصة اختفائه مؤلمة لدرجة الرعب، واتمنى ان لا يكون في عداد الاموات، وان كان ذلك راجحا، فمن قام بالجريمة يواجه اليوم كل العالم، واظنه ارتكب حماقة كبيرة ستكون تداعياتها عميقة.
اردوغان في حديثه عن اختفاء الخاشقجي كان متزنا، لا يريد التصعيد مع الرياض، ويأمل بحلحلة الازمة، وايضا، ربما معلومات الاتراك لا زالت قاصرة وتتراكم.
السعودية بدورها، متهمة، وتنفي ذلك، لكنها من ناحية الغرض يمكن اعتبارها معنية باختفاء الخاشقجي، وعليها ان اثبات عدم تورطها.
المحصلة ان المعارض في بلاد العرب مهدور حقه، وقد نكتشف بعد حين ان مسؤولية اختفاء او موت الخاشقجي ضاعت بين زحام المصالح والاستبداد والخوف على الكراسي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى