قمة بطعم البؤس / عمر عياصرة

قمة بطعم البؤس

كنا نعلم في السابق أن كل قمم الدنيا لن تداوي جراحنا، وأننا بحاجة لانعطافات مختلفة تكون على مستوى من التغيير تؤهلنا للذهاب نحو الافضل.
سبب ذلك قناعتنا بأن من يحضر القمم العربية ويشارك في قراراتها هم قادة الانظمة التي أوصلتنا لمراحل من الاهتراء غير المسبوقة في كثافتها وتشوهاتها.
مع كل ذلك، عشنا بصيص أمل حين كانت تعقد قمة عربية بأي مكان، وكنا نتلهى بسذاجات البعض ودهلزات الآخرين، وكان المحللون يقولون ان بقاء مؤسسة القمة خير من رحيلها.
جاء الربيع العربي، فظننا ان الانعطافة قادمة لا محالة، وان اليأس من القمم ستظهر له البدائل، لكن الحلم تبدد، وتم الالتفاف على ارادة الناس.
نتائج فشل الربيع، لم تكن للأسف مفعمة بقاعدة «عود على بدء»، بمعنى ان الامور أصبحت أسوأ والدول تفككت، فلم تعد دمشق وبغداد وصنعاء وطرابلس والقاهرة الا أماكن مستباحة لكل استخبارات العالم.
في هذه الظروف يعود العرب للاجتماع في أقصى الديرة هناك في موريتانيا، بعد أن أغلقت عواصم كثيرة أبوابها امام القمة، يجتمعون بمستوى الموظفين، لرفع العتب لا أكثر.
صحيح ان العرب غير مهتمين بالقمة، وان لديهم يأسا منها، ويعيشون هموما اكبر واكثر تعقيدا، لكن الحقيقة انهم متأسفون على هكذا حال، وان احباطاتهم قد تتضاعف ولها من العواقب الكثير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى