إعادة تأهيل المهارات من جديد

إعادة تأهيل المهارات من جديد
الدكتور محمود المساد

الأول نيوز – نتيجة لدراسة التغيرات العالمية والآثار المترتبة على جائحة كورونا في الأردن والعالم، والدراسات العلمية، والتقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي حول مستقبل الوظائف بعد تزايد الاعتماد على التكنولوجيا، فإن برنامج إعادة تأهيل مهارات الموارد البشرية بغض النظر عن التخصصات أصبح ضرورة حتمية لمواجهة متطلبات المستقبل خلال السنوات الخمس القادمة، وهذا يتطلب تشكيل تحالف من مؤسسات التعليم العام والعالي ومؤسسات سوق العمل لوضع البرامج القائمة على المهارات لمدة ستة أشهر أو سنة دراسية يُمنح بعدها الخريجون شهادة تعتمد للاستمرار بالوظيفة.

وبحسب تقرير المنتدى الاقتصادي فقد تبين:

يحتاج 50% من الموظفين إلى إعادة تأهيل مهاراتهم الوظيفية بحلول عام 2005، بعد زيادة توظيف التكنولوجيا في الأعمال.
تتصدر مهارات التفكير الإبداعي والتفكير الناقد وحل المشكلات قائمة المهارات التي يعتقد أصحاب العمل أنها ستكون مطلوبة في السنوات القادمة.
تليها في قائمة المهارات المطلوبة مهارات الإدارة الذاتية مثل: التعلم النشط، والتكيف، والمرونة، وتحمل ضغوط العمل.
حوالي 40% من الموظفين يحتاجون إلى إعادة تأهيل مهاراتهم فوراً وبمدة لا تزيد عن ستة شهور، و50% من الموظفين يحتاجون إلى إعادة تأهيل مهاراتهم خلال السنوات الخمس القادمة مع زيادة أتمتة الوظائف وتزايد وتيرة التغيير.
الاستفادة من إعادة التأهيل للأفراد وتدريبهم غير المسبوق نتيجة نشر شبكات الأمان ذات الصلة بحماية الموظفين وخرائط توجيههم نحو وظائف المستقبل.
يتوقع بحلول 2005 استبدال ما يقارب من (85) مليون وظيفة عن طريق التحول في تقسيم العمل بين البشر والآلات، وظهور حوالي (97) مليون وظيفة أكثر تكيفاً.

وفي الحقيقة لا ينكر أحدٌ أن الوباء أدى إلى تسريع الاتجاه نحو إعادة تأهيل وتشكيل مهارات جديدة، خاصة لمن تمتع منهم بقدرات التعلم عبر الانترنت، فقد تبين أن حصيلة الأشهر الثلاثة: نيسان، وأيار، وحزيران، من هذا العام قد شهدت زيادة في الأعداد بمقدار أربعة أضعاف عدد من يبحث منهم عن فرص عمل بأنفسهم، كما زاد أرباب العمل الذين يوفرون فرص التعلم عبر الانترنت لعمالهم بمقدار خمسة أضعاف، فضلاً عن زيادة بمقدار تسعة أضعاف لمن سجلوا بأنهم قادرون على الوصول إلى الموارد عبر الانترنت من خلال البرامج الحكومية.

ويتضح من دراسة المنصات التفاعلية أن الأمر قد يستغرق من شهر إلى شهرين فقط لاكتساب واحدة من أبرز عشر مهارات إلى درجة الاتقان في المهن الناشئة، وكذلك قد يستغرق المتعلمون من الموظفين ثلاثة أشهر لتنمية مهاراتهم في تطوير المنتجات والبيانات والذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي يمكن لبرنامج تعليمي مدته أربعة شهور أن يساعد على التحول إلى أدوار في سحابة الانترنت.

وتشير الأرقام إلى إمكانية تعلم مهارات جديدة من خلال التقنيات الرقمية إذا ما توافر الوقت والتمويل.

وهنا نقول إن الوقت لا يحتمل التردد والتأجيل، فعلينا أن نبادر في تشكيل هذا التحالف وتصميم البرامج التي من شأنها إعادة تأهيل المهارات لجيوش العاطلين عن العمل، بالسرعة نفسها التي تضغط باتجاه دعم تحول الموظفين نحو اكتساب المهارات الجديدة، وإلا فاتنا القطار في تنمية مواردنا البشرية وتراجعت مؤسساتنا الرسمية والأهلية عن ركب التطور الحضاري العالمي.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى