إضاءة على المشهد في الأردن / د . سمير أيوب

إضاءة على المشهد في الأردن
المواطنة : ليست مِنَّةً من أحدٍ على أحَدْ
على هوامش ما نشهد بين الفينة والأخرى ، من عنف مجتمعي في بعض مسارب الوطن ، متنقل ومتدحرج في بعض الأحايين ، لا بد من الإعتراف ، بأن بعض البعض في المشهد العام والخاص هنا ، بات مهووسا بمباني ومعاني الهويات متناهية الصغر والضيق . ومسكونا او مقيما او عابرا ، في لعنة المصالح الأضيق .
وفي كل ما يتعلق بها من تفاصيل غامضة ، يتقافز ويتخبط جُلُّ كل اولئك ، فوق الأصل والأساس ، من المنظومات العليا للوطن ، وراياته في الحرية والمساواة والعدل والأمن والأمان . وضرورات إلإبقاء على كل هذه الرايات خفاقة ، بعيدا عن يد أي عابث .
ولكن ، بعيدا عن تفاصيل هذا العبث العدمي العنيف ، بمقدرات الوطن وأمن أهله ، يبقى دائما هناك ، أمر في غاية الأهمية ، لا بد من التذكير به ، تحفيزا لسعي متكامل شمولي ، وبالتوافق الهادئ ، لتجسيد ألعيش الإجتماعي الحقيقي المشترك ، فلسفة وقيما ومبادئ وثقافة عامة دائمة ، وإبقاء كل ذلك ، في مقدمة الوعي بالإنتماء للوطن ، والولاء لأهله ووحدتهم الوطنية قولا وفعلا . والعمل بإيجابية راسخة ، على كل مستلزمات ومقتضيات وتبعات هذا العيش ، من كرامة وحرية وعدالة ، وفق سيادة القانون المُنْصِف والمُلزم للجميع . وضمان التكافل الإيجابي المرن ، بين الدولة بكل مؤسساتها ، والمجتمع بكل افراده وجماعاته ومجموعاته . بعيدا عن فوضى الشرذمة والتشظي ، وتدافع المصالح الفئوية الضيقة ، والأجندات المشبوهة ، والمرجعيات المعادية للوطن .
و لا بد من التذكير أيضا ، بضرورة السعي بالحوار والتفاهم الهادئ ، المتكامل والشمولي ، من اجل خطة توافقية ، وآليات واضحة ومقبولة ، تضمن تحقيق مطالب وحقوق جميع مكونات المواطنة ، دون استخدام العنف الناعم او المفرط .
كل ذلك ، بعد إنهاء حالة عدم الثقة والإختصام والخلاف ، بين بعض هذه المكونات ، والكثير مما ارتبط بها ، من ثقافة الكراهية والعداوة والإبتزاز ويفط الإتهامات ، ناهيك عن استغلال النفوذ المنحاز ، أو محاولات تسييس القوانين او القضاء ، سعيا وراء أوهام الإقصاء أوالتهميش أوإلغاء الآخر .
بوابات وعتبات وبسملات هذا الجهد المبارك ، هو إلغاء او تصويب ما قد ترتب من أخطاء ونتوءات وانتهاكات ، في الكثير من المختلف عليه ، من مفردات ملفات وقضايا الوطن والمواطن . والإيمان الراسخ ، بأن النظر بتفاؤل إلى المستقبل ، يقتضي من جميع اطراف المعادلات المعلنة وغير المعلنة ، ألإبتعاد كثيرا عن الشروط التعجيزية المسبقة ، وعن زيف الشكلانيات وتكاذبها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى