رحلة في صندوق الذكريات ..
.. في ذاك المكان البعيد الذي توارى خلف غابات النسيان ..
ثمة أماني حبيسة تتهادى في قارب أحلامٍ يمخُر عُباب بحرٍ متلاطم ، تعصف به الآهات والغصات ..
في مواسم الحصاد ، ورائحة القهوة بطعم الهال وعبق الشيح والزعتر ،
تتحجر الدموع في المآقي ، وعلى مقربة من مرابع الصبا ، ودفء المكان .. تنبت الأماني من جديد ويُلغى الخذلان ولكن وهمًا ..
يا إلهي :
.. مرت السنون سراعًا وما تزال المراكب تبحث عن مرفأ ..
أيها العمر ..
مهلاً .. كم إبتلعتَ من قصصٍ وحكايا ؟ وكم أبكيتَ من عيون ؟
يا عصافير الدار :
أما زلتِ تحملين رسائل الشوق للساكنين خلف الجبل ؟
أم تراكِ هرمتِ مثلنا ؟
يا شجرة الدار :
أما زلتِ تذكرين سهراتنا تحت ضوء القمر حيث كان يحلو السمر بصحبة الأهل وكثير من حب ؟ أم تراكِ يبَستِ ؟
يا عيوني :
إذرفي الدموع حتى تبيضّي أو كفكفي ، فلا مجال للتلويح للعابرين فقد رحلوا ..
لقد تشتت أعشاش الطير ، وتبدلت الدروب الضيقة المزدحمة ، وصارت شوارع خالية على إتساعها ..
أيها الحلم العنيد :
ماذا بقي منك غير جسدٍ شريد ؟
ألا يكفيك طحنًا بين رحى الأوهام ؟
ألم تذروك الرياح على صخر الهاوية ؟
يا أيتها الأحلام المقموعة .. لقد تم التأجيل ليوم الدين .. بذلك أفتى علماء الإيجار !!