رحلة في صندوق الذكريات .. / زكريا البطوش

رحلة في صندوق الذكريات ..

.. في ذاك المكان البعيد الذي توارى خلف غابات النسيان ..
ثمة أماني حبيسة تتهادى في قارب أحلامٍ يمخُر عُباب بحرٍ متلاطم ، تعصف به الآهات والغصات ..

في مواسم الحصاد ، ورائحة القهوة بطعم الهال وعبق الشيح والزعتر ،
تتحجر الدموع في المآقي ، وعلى مقربة من مرابع الصبا ، ودفء المكان .. تنبت الأماني من جديد ويُلغى الخذلان ولكن وهمًا ..

يا إلهي :

مقالات ذات صلة

.. مرت السنون سراعًا وما تزال المراكب تبحث عن مرفأ ..

أيها العمر ..
مهلاً .. كم إبتلعتَ من قصصٍ وحكايا ؟ وكم أبكيتَ من عيون ؟

يا عصافير الدار :

أما زلتِ تحملين رسائل الشوق للساكنين خلف الجبل ؟
أم تراكِ هرمتِ مثلنا ؟

يا شجرة الدار :

أما زلتِ تذكرين سهراتنا تحت ضوء القمر حيث كان يحلو السمر بصحبة الأهل وكثير من حب ؟ أم تراكِ يبَستِ ؟

يا عيوني :

إذرفي الدموع حتى تبيضّي أو كفكفي ، فلا مجال للتلويح للعابرين فقد رحلوا ..

لقد تشتت أعشاش الطير ، وتبدلت الدروب الضيقة المزدحمة ، وصارت شوارع خالية على إتساعها ..

أيها الحلم العنيد :

ماذا بقي منك غير جسدٍ شريد ؟
ألا يكفيك طحنًا بين رحى الأوهام ؟
ألم تذروك الرياح على صخر الهاوية ؟

يا أيتها الأحلام المقموعة .. لقد تم التأجيل ليوم الدين .. بذلك أفتى علماء الإيجار !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى