أ.د. محمد حسن الزعبي يكتب .. الحمل الكهربائي بين خطأ القرار والخوف من الانهيار

#الحمل_الكهربائي بين #خطأ_القرار و #الخوف من #الانهيار

أ.د. #محمد_حسن_الزعبي


تتعرض المملكة هذه الأيام إلى #موجة_حر_شديدة يرافقها #استهلاك_عالي_للكهرباء وانخفاض في أداء المولدات الكهربائية بما فيها مصادر الطاقة المتجددة وأهمها #الطاقة_الشمسية التي تعتمد على #قوة_الإشعاع وليس على حرارة الأشعة كما يظن البعض. ونظرا” لأن معدل استعمال المكيفات قد ازداد بشكل متسارع في السنوات الأخيرة فإن قيم الذروة في الحمل الكهربائي الأردني تشهد في أيام البرد القارس والحر الشديد صعودا حادا” قد يشكل في المستقبل خطرا” على استقرارية الشبكة الكهربائية التي لا يكفي أن تكون لديها احتياطي في التوليد وإنما ما يهدد استقرار شبكة الكهرباء هو معدل سرعة دخول الأحمال اليها بحيث لا يستطيع التوليد أن يتكيف مع هذه السرعة في نمو الأحمال.
للأسف لم تقم #شركات_الكهرباء أو وزارة الطاقة بعمل دراسة ميدانية لنمو الأحمال في الأردن نوعا” وكما” وإنما أشغلت نفسها بتقييد نمو الطاقة الشمسية للقطاع التجاري والمنزلي بسن قوانين تكبل المواطن وتضيق عليه الإستفادة من هذه الطاقة الرخيصة بحجة الخوف على استقرارية الشبكة بينما هي الآن تناشد المواطنين بتقليل الأحمال في اوقات الذروة من الساعة السادسة مساء” الى الساعة التاسعة مساء”. لا بل جعلت ساعات المساء والليل هي الأعلى تكلفة في #نظام_الاستهلاك المربوط بالزمن وهذا هو الوقت الذي يضطر فيه المواطن إلى #صرف_الكهرباء عندما يعود إلى بيته.

كل الأنظمة العالمية تجتهد في #تخفيض #فاتورة_الكهرباء وتشجع الاستهلاك الليلي إلا نظام الكهرباء في الأردن فقد جعل تعرفة الاستهلاك النهاري اقل من الليلي وهذا النظام قاتل للاستهلاك المنزلي.
ألم يكن من الحكمة أن يسمح بنشر أنظمة الطاقة المتجددة للتخفيف عن الشبكة واستحداث أنظمة تحكم لربط هذه الأنظمة وتشغيلها بطريقة ذكية تجنب الشبكة مشاكل الاستقرارية.؟

ألم يكن من الحكمة أخذ الاحتياطات اللازمة للأجواء والأحوال الإستثنائية ورسم سيناريوهات لكل الاحتملات أم نظام الفزعات لا زال قائما”.؟

إن سياسات الطاقة التي حاصرت فيها شركات الكهرباء المواطن قد أضرت بالشبكة والمواطن معا” فلم تخفف عن شبكتنا ما عليها من أحمال وقت الذروة ولم تخفف عن مواطننا حمل الفاتورة التي كسرت ظهره ودفعت فئات عديدة إلى التعدي على الشبكة واللجوء الى سرقة الكهرباء والإستجرار غير المشروع للطاقة.

لقد قلنا سابقا” أن سرقة الكهرباء والفقد الكهربائي بشقيه الفني وغير الفني لا يعالج فقط بفرق التفتيش والسجن والغرامة بل بالتخفيف على المواطن.
كيف سيستجيب المواطن لنداء وزارة الطاقة بتخفيف احماله الكهربائية في هذه الساعات التي تتخطى فيها الحرارة عتبة الأربعين درجة وقد ضاقت عليه السبل بتيسير تركيب أنظمة طاقة متجددة ووضعت أمامه الحواجز وتكالبت عليه القوانين والتعليمات وتفسيراتها وتصريحات المسؤولين التي تهدد وتتوعد والذين لم يخرجوا بقرار واحد لتخفيض فاتورة المواطن ولو دينارا واحدا في الشهر.

لقد حرمتم الشبكة من حلول هندسية ذكية وابدعتم بسن القوانين وأصبحنا نخاف على شبكتنا من فقدان الاستقرار حيث لا ينفع الندم.
كنت أتمنى أن يسمح لكل مواطن بتركيب أنظمة طاقة معزولة عن الشبكة ولو بقدرات متدنية وذلك ليستطيع أن يجد الحد الأدنى من البرودة في هذه الأيام الحارة والحد الأدنى من الدفء في الشتاء عند انقطاع الكهرباء نتيجة للظروف الجوية أو الأمنية لا سيما ونحن نعيش في اقليم ملتهب تتغير معطياته يوما بعد يوم.

أقول هذا الكلام لأن 45% من حملنا الكهربائي هو منزلي وهو مرشح للإزدياد مع تراجع الاستهلاك الصناعي والتجاري مما يزيد فرص عدم الإستقرارية مع ساعات المساء.
أخيرا”، أنا مدرك أنه للأسف سيلقى بهذه النصائح جانبا مع انحسار هذه الموجة ولو حدث لا سمح الله ظهور موجات أخرى سنكون في وضع لا نحسد عليه. أيها المسؤولون كم من بلد في العالم يعيش سكانه في الأجواء قارسة البرودة أو شديدة الحرارة ولكن لا يتخذون من الجو ذريعة. لا أقول هذا الكلام لأقلل من جهد أحد لأنني أعرف كثير من الزملاء في قطاع الكهرباء حريصون أكثر مني على البلد وعلى قطاع الطاقة ولكن لا بد من قول الحقيقة.
رحم الله المواطن الأردني الذي لا يدري أشدة الحر يتحمل أم بفاتورة الكهرباء سيتأمل فلا الدخل يكفي ولا محاسب الكهرباء بالتأجيل سيقبل.


جامعة اليرموك
0795632899

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى