أزمة السفارة .. الخسارة غير مسموحة

أزمة السفارة .. الخسارة غير مسموحة

عمر عياصرة

غير مسموح للعربدة الإسرائيلية أن تحقق ما تريد في أزمة إطلاق النار التي جرت في إحدى العمارات الملحقة بالسفارة في عمان التي أسفرت عن وفاة مواطنينِ أردنيين.
ما جرى حتى الآن مجهول، فالحادثة سريعة وحضرها فقط ثلاثة أشخاص، منهم مواطنان أردنيان توفاهم الله، وآخر إسرائيلي تطالب الأردن بتسليمه لغايات التحقيق معه.
عمان كانت محقة في منع سفر طاقم السفارة الأمني، وهناك إصرار على إجراء التحقيق مع رجل الأمن الإسرائيلي الذي قتل المواطنين الأردنيين.
بدورها اجتمعت حكومة إسرائيل المصغرة، وقررت عدم السماح باعتقال أو التحقيق مع رجل الأمن الإسرائيلي، وهنا دخلت العلاقة في أزمة ومكاسرة، لن نقبل فيها إلا معرفة ما جرى، واخذ حق شبابنا الذين سالت دماؤهم.
ماء الوجه في اختبار حقيقي، صحيح أن الظروف مختلفة عن حادثة اغتيال خالد مشعل، ففي حينها كان المعتدون في سجوننا، لكن هذا لا يمنع أن نستثمر اللحظة، وإلا نجعلها تمر على استحياء.
ما جرى في السفارة، يأتي في وقت عصيب تمر به العلاقات الأردنية الإسرائيلية بسبب ما جرى ويجري في القدس الشريف، وهنا لا مجال للتنازل أو التراجع، بل لا بد من الإدراك أن منع سفر طاقم الأمن الإسرائيلي يعني أننا نملك ورقة ضغط على نتنياهو ليقدم تنازلات تحفظ لنا كرامة الخروج من الأزمة.
يجب أن يكون الإخراج ذكيا ووطنيا، وان نستثمر التحدي فنحولّه الى مكاسب، ولعل الفرصة مناسبة أن نحقق نقاطا في ملف الأقصى على التحديد، فما المانع أن تزال الإجراءات مقابل السماح بسفر الطاقم الأمني بعد التحقيق مع المطلوب منهم.
على كل الأحوال، هناك اتصالات تجري على أعلى المستويات، وما نتمناه إلا نقدم تنازلات مجانية، فالخسارة ممنوعة، والاستجابة للضغوطات مرفوضة، والفوز ببعض النقاط ممكن إذا ما تمتعنا بصبر وصلابة.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى