وسقط  “ترامب” كما سقط” هبل”

وسقط  “ترامب” كما سقط” هبل”، معبود العرب في جاهليتهم الأولى.
نايف المصاروه

سَقَطَ: (فعل).. يقال  سقَطَ عن / سقَطَ في / سقَطَ من.. يَسقُط ، سَقْطًا وسُقوطًا ، فهو ساقِطٌ وسَقُوطٌ، وسقيط وهي ساقطةٌ، وسَقُوط ، والمفعول مسقوطٌ فيه.
ويقال أيضا … سقَط الشَّيءُ عن كذا/ سقَط الشَّيءُ من كذا : وقَع من أعلى إلى أسفل..
ويقال.. سَقَطَ مِنْ عَيْنِي لِسُوءِ تَصَرُّفِهِ :أي فَقَدَ مَكَانَتَهُ عِنْدِي، صَارَ حَقِيراً… كما سقط بعض الإعراب من ساسة الويلات، وبعض قادة الدويلات، دعاة التطبيع والاستسلام .
ويقال أيضا.. سقَطتِ القضيَّةُ أو الخصومةُ: (القانون) اي انتهى الحقّ في متابعتها.. واقول.. ويقول معي كل عربي ومسلم، وكل حر شريف.. لا والف لا، ولن تسقط قضية فلسطين، لأنها أرض النبيين الأطهار، إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم عليهم السلام، كما أنها معراج محمد صلى الله عليه وسلم،وهي القبلة الأولى، وهي ديار الصالحين، قال عليه الصلاة والسلام.. “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس” ، ولن تسقط قضيتها بإذن الله، لأن في الأمة أحرارا،يعشقون الموت، كما يعشق الحياة أهل الترف .

ويقال أيضا .. يسقط الاستعمار: دعاء بزوال الاستعمار…ونقول.. يسقط الاحتلال…وبإذن الله، ويقينا لا شك فيه، على وعد ربنا سبحانه وبحمده، لأهل الإيمان ودعاة الحق، سيسقط الصهاينة واذنابهم وأعوانهم وحلفائهم، وكل المتخاذلين والمتحالفين معهم.

ساقِط: (اسم).. الجمع : ساقطون و سُقّاط و سواقِطُ.

السَّاقِطُ : هو اللَّئِيمُ في حَسَبِهِ ونَفْسِهِ.. كما هم الرعاع واللقطاء من  الصهاينة واذنابهم من الفرس وبعض الاعراب.
السَّاقِطُ :المتأَخِّرُ عن غيرهِ في الفضائل ، والجمع : سُقَّاطٌ
لكلّ ساقِطَةٍ لاقِطَةٌ: أي لكلّ نادّةٍ من الكلامِ مَنْ يَحْمِلُهَا ويُذِيعُها، أو لكلٌ رديءٍ حقِير، كما هم بعض دعاة الاحتلال، ودعاة الانهزام والاستسلام من قادة وساسة ومفكرين، وإعلاميين وكتاب، من المافونين ومسمومي الأقلام ومؤجريها، ومأجوريها.
اما هبل.. فهو اسم لصنم كان العرب يعبدونه في جاهليتهم الأولى، صنع من العقيق الأحمر على صورة إنسان، كان قد أتى به عمرو بن لحي زعيم خزاعة، بعد أن سافر إلى الشام ورأى بعض أهلها يعبدون الأوثان، فاستحسن ذلك، فاشترى ذلك الصنم “هبل”، وعاد به إلى الجزيرة العربية، وكانت يده اليمنى مكسورة، فصنع العرب له يد من ذهب.

اما دونالد فردريك ترامب، فهو رجل أعمال وملياردير أمريكي، وشخصية تلفزيونية ومؤلف.

عرف عنه حبه المفرط للظهورالاعلامي، كما عرف بإثارته للجدل ، في قضايا الهجرة والإسلام والهوية الأمريكية.

كان قد أعلن  ترشيحه للرئاسة عن الحزب الجمهوري في يونيو 2015، وسطع نجمه  باعتباره المرشح الأول عن الحزب  ، و قد رشح رسميًا للرئاسة في المؤتمر الوطني الجمهوري 2016.
خلال حملته الانتخابية، تلقت أساليبه الانتخابية العديد من الانتقادات، فاتهم بالكذب وزخرفة الحقائق ، كما ظهرت ضده، عدة اتهامات بسوء السلوك الجنسي، ووجهت له انتقادات كثيرة، لاستخدامه لغة مبتذلة وجنسية.
وعلى الرغم من جماهير منتقديه، وكل الدعاية السلبية التي أحاطت به، الا انه  ظهر فائزًا في الانتخابات العامة عام 2016، واستطاع أن  يهزم هيلاري كلينتون ليصبح الرئيس الخامس والأربعون  للولايات المتحدة.

ومع أنه تبنى  في حملته الانتخابية، مواقف مؤيدة للشعب، فأيد بشكل كبير التعديل الثاني لاتّفاقية صندوق النقد الدولي، وكانت خطته الضريبية تدعو إلى خفض معدل الضريبة على الشركات إلى 15٪ والاستعاضة عن قانون الرعاية الصحية، بخطة سوق حرة ومختلفة، جعلته يحظى بدعم من الأغلبية، وخاصة اللوبي الصهيوني، إلا أن أغلبية الأمريكيين، اسقطوه من خلال التصويت  لخصمه بايدن،في انتخابات الرئاسة الأخيرة.

وبما أن أغلب الحديث هذه الأيام، يدور عن” إيران” الفارسية، والمحتلة لبعض أراضي العرب المنسية، فأذكر بجزيرة ابو موسى وجزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، واذكر واذكر.. أيضا بفلسطين، كل فلسطين والقدس والأقصى، والجولان العربي  السوري في شمال فلسطين، التي تحتلها عصابة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني.
لعل في ذكر ذلك، ما يوقد في قلوب بعض العرب والإعراب، شعلة الحمية والغيرة، على الملك المفقود، فنطالب أو ” يطالبون باستعادتها” أو يسعون لتحريرها، بالقلم واللسان على الأقل، أو بالسنان ،ولا أدري أين اسلحة العرب، التي ينفقون على شرائها مئات المليارات!
ولعلي هنا اسرد قصة، من قصص شتى على عزة الاسلاف، من العرب عندما استمسكوا بالإسلام، فكانوا أقوياء لا يخشون إلا الله.
فقد جاء في السير،… انه خلال فتح المسلمين لفارس، وقبل موقعة القادسية، أرسل رستم قائد الفرس، يطلب من المسلمين وفدا للتفاوض معه، لكي يرجع  الجيش المسلم، دون الدخول في الحرب…..، سبحان الله كيف تغيرت المواقع وتبدلت المواقف،خشية من صولة العرب المسلمين، الفرس يطلبون التفاوض!!

ولكن ذاك في زمان العزة.. عندما كنا بأسباب العزة متسمسكين، ولكن لما اضعنا دين الله، سلط علينا كل اراذل أهل الأرض يسوسوننا ويسوقوننا كما تساق الأنعام، ويسموننا سوء الذل والعذاب..!

ولجهل بعض قادتنا وساستنا، في الفراسة وعلم السياسة، فاستعانوا  بالعدو اللدود، ببني صهيون ومعهم اذنابهم من بني الأصفر، خشية من الفرس، لنرتمي بحضن العدو الصهيون اللدود، ونسلم له الحدود والسدود، بل إن بعضنا يعادي شقيقه في الدم والدين، ويحرص على السلام والصداقة مع بني صهيون!
مؤامرات تحاك ليل ونهار، لتقسيم المقسم، وتجويع وتركيع أهل الأنفة والكبرياء، فتتحول مطالب الشعوب بالإصلاح والتغيير نحو الأفضل، إلى تطبيع وسلام مع الصهاينة!
ويتسابق بعض قادة الأمة وساستها، إلى تقديم المزيد من قرابين التطبيع والتنازلات، والتخلي عن الحقوق ، لنيل الرضى والرضوان.
وما أشبه اليوم بالأمس، والليلة بالبارحة، عندما استعرض أحوال حكام وملوك الطوائف، في زمان الأندلس، عندما تصارعوا على الملك، وتفشى بينهم المكر والخديعة،والخصام والاحتراب الدائم، وأصبحوا عبيدا للشهوات،حتى ذكر ابن خلدون في المقدمة عن ابن عذاري، عن كاتب من الخصوم أدرك زمان حكام وملوك الطوائف في الأندلس، فكتب مؤرخا،… العرب هووا وسقطوا، عندما تركوا فضائلهم التي كانوا عليها، فأصبحوا على قلب متقلب، يميل إلى الخفة والاسترسال في الشهوات، حتى قال… إن بعضهم لو علم أن في عبادة الصلبان تمشية أمره، لبادر إليها.
والمتابع لما يجري، يجد أن نفس المشاهد تتكرر، مع تغيير فقط في المسميات والشخصيات،  وارجوا الله أن لا يتحقق المزيد من التنازلات في قادم الأيام ، فقد كفينا ذلا وهوانا وانحطاطا.

المهم… أعود للقصة،فقد  وقع اختيار قائد الجيش سعد بن أبي وقاص،على  احد قادة الجند، وهو ربعي بن عامر ليقابل رستم، ويتفاوض معه، والقصة معروفة، ولكني اذكرها على سبيل الاستدلال والذكرى.

بعد أن وصل ربعي أرض فارس، ووجد القوم بإنتظاره فعرف بنفسه، ودخل “ربعي” بفرسه على البُسُطِ (السجاد) الممتدة أمامه، وعندما دخل بفرسه وجد الوسائد بها ذهب؛ فقطع إحداها، ومرر لجام فرسه فيها وربطه به، ثم أخذ رمحه، واتجه صوب رستم وهو يتكئ عليه، والرمح يدب في البسط فيقطعها، ووقف أهل فارس في صمت، وجلس على الأرض، ووضع رمحه أمامه يتكئ عليه، وبدأه رستم بالكلام.

 قائلا : ما جاء بكم؟

فأجابه “ربعي”: لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فمن قَبِلَ ذلك منا قبلنا منه، وإن لم يقبل قبلنا منه الجزية، وإن رفض قاتلناه حتى نظفر بالنصر.

فقال رستم: قد تموتون قبل ذلك.

فرد عليه “ربعي”: وعدنا الله عز وجل أن الجنة لمن مات منا على ذلك، وأن الظفر لمن بقي منا.

وبعد تفاوض طويل، قال رستم: قد سمعت مقالتك (أي فهمت مقصدك)، فهل لك أن تؤجلنا حتى نأخذ الرأي مع قادتنا وأهلنا؟ فهو يطلب منه مهلة يفكر فيها.

فرد عليه “ربعي”: نعم، أعطيك : يومًا أو يومين؟

فرد  رستم: لا، ولكن أعطني أكثر؛ إنني أخاطب قومي في المدائن.

فأجابه “ربعي”: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد سنَّ لنا أن لا نمكن آذاننا من الأعداء، وألا نؤخرهم عند اللقاء، أكثر من ثلاث (أي ثلاثة أيام فقط حتى لا يتمكنوا منا ويتداركوا أمرهم)، فإني أعطيك ثلاثة أيام، بعدها؛ اختر الإسلام ونرجع عنك، أو تهادن وتسالم فتدفع الجزية، وإن كنتَ لنصرنا محتاجًا نصرناك، وإن كنتَ عن نصرنا غنيًّا رجعنا عنك، أو المنابذة في اليوم الرابع، وأنا كفيل لك عن قومي أن لا نبدأك بالقتال إلا في اليوم الرابع، إلا إذا بدأتنا (أي: أنا ضامن لك أن لا يحاربك المسلمون إلا في اليوم الرابع).

فقال رستم: أسيِّدُهم أنت؟ (أي: هل أنت سيد القوم ورئيسهم حتى تضمن لي أن لا يحاربوني؟).

فرد عليه “ربعي”: لا، بل أنا رجل من الجيش، ولكنَّ أدنانا يجير على أعلانا. (فهو يقصد أن أقل رجل منا إذا قال كلمة، أو وعد وعدًا لا بُدَّ وأن ينفذه أعلانا).

وعاد رستم يُكلِّم حاشيته مرة أخرى..
قائلا لهم.. أرأيتم من مَنطِقِه؟! أرأيتم من قوته؟! أرأيتم من ثقته؟! يخاطب قومه ليستميلهم إلى عقد صلح مع المسلمين؛ وبذلك يتجنب الدخول في الحرب.

ولكن قومه رفضوا.. فكانت معركة القادسية، التي انتصر فيها المسلمون، وكانت نهاية نار الفرس في ذلك الوقت.

التشبيه  بين سقوط”الوثن هبل”، معبود العرب في جاهليتهم الأولى ، وبين سقوط” الصنم ترامب” محبوب وربما معبود بعض الإعراب، في جاهليتهم الحديثة ، سواء من تسمى منهم باسمه تقربا أو تزلفا، أو طمعا في ود أو تأشيرة سفر، من العامة والخاصة، أو أولئك الذين كانوا يخشونه ويسبحون بحمده صباح مساء، من الخاصة قادة وساسة .

في زمن الجاهلية الأولى، معروف عن العرب، بأنهم  كانوا يقدسون الأصنام ويعظمونها ، ومن شدة حبهم لها وتعلقهم بها، فقد تسمى البعض بها، كعبد مناة أو عبدالعزى وغيرها، وبعد ذلك ومع مرور الوقت عبدوها،لتقربهم إلى الله زلفى، ومن أشهر الأصنام، “مناة” و”اللات،” ؤ “العزى”، وغيرها، وكان أعظمها واجلها واقربها منزلة عندهم هو “الوثن هبل”، فكانوا  يعظمونه ويقدسونه،ويستقسمون عنده بالقداح في أكثر  مناسباتهم، كختان الأولاد وإقامة حفلات الأعراس والمآتم.
ومن العجيب…. أنهم كانوا يميزون عنده صحيح النسب من المشكوك في نسبه!!

ولكن لما سطع نور الإسلام، وظهر الحق، وزهق الباطل، وبعد فتح مكة، سقط” هبل “، وسقطت كل تلك الأصنام،  بعد أن ثبت لمن كانوا يعبدونها، ضحالة جهلهم في جاهليتهم الأولى.

اقول هنا.. وقد لا يعجب البعض.. لكن الحق ابلج، اقول أن الإسلام وحده هو الذي يقوي ويبني ويربي ، ويجمع ولا يفرق، بالإسلام فقط، توحد العرب، بعد تفرقهم في جاهليتهم الأولى، بعد أن كانوا أقواما متناحرة، متفرقين بين القوى، تتجاذبهم  رماح الفرس، وسيوف الرومان.
ولكن بعد إسلامهم اصبحوا قوة ضاربة، وسلطة حاكمة بالعدل والإحسان ، يحسب لها كل حساب في مشارق الأرض ومغاربها، فأزالوا إمبراطورية فارس والرومان ، الذين كانوا في امسهم، إبان جاهليتهم تبع لهم يسوسونهم ويسودون عليهم.

اما سقوط أو إسقاط ترامب المذل والمخزي ، فكان احتجاجا من مواطنيه، لأنه عرض ديموقراطيتهم وبلادهم للأخطار، من خلال عدة قرارات اتخذها، إبان فترة رئاسته، وكانت قاصمة الظهر، تلك التي في آخر أيامه، لتحريضه لبعض أنصاره، على التمرد والعنف رفضا لنتائج الانتخابات، وما نتج عنها من شغب وفوضى في مبنى الكونجرس.
 
ترامب  المطرود،  سقط رسميا وشعبيا في أمريكا ، بل وفي كل امصار الدنيا واقطارها، فانتهى عهد ولايته اعتبارا من ظهر يوم الأربعاء 20 يناير عام 2021.

ولكن هنا فائدة تذكر… ورب ضارة نافعة.. فكما سجل التاريخ للعرب في جاهليتهم الأولى، انهم صنعوا لهبل يدا من ذهب، بدلا عن يده المكسورة، سيسجل التاريخ لترامب أيضا، بأنه أكثر رئيس زائر ، حصل هو وزوجته ميلانيا وابنته الحسناء ايفانكا وزوجها جارير كوشنير، كبير مستشاري ترامب ، وعراب التطبيع، على عشرات الهدايا التي قدرت اثمانها بعشرات الملايين، وأسأل هنا، هل تلك الأموال التي أنفقت واهديت لترامب، ولمن سبقوه، أو من سيلحق بهم، هي من الأموال العامة أو الخاصة!

وكما سجل التاريخ للعرب، في جاهليتهم الأولى، بأنهم كانوا يميزون  عند معبودهم ” هبل “، فيكتشفون صريح النسب من المشكوك في نسبه، سيسجل التاريخ لترامب، انه كشف عورات، الكثيرين من قادة العرب وساستهم على وجه الخصوص،ففضحهم وعرى سوءاتهم، وأظهر كذبهم ودجلهم على الشعوب، وبين حقائقهم وزيفهم، وتبدل مواقفهم، حتى أصبحنا كشعوب نشكك في عروبة بعضهم، بل وفي إسلامهم أيضا، وإلا كيف يكون العدو صديقا، والشقيق عدوا، وهنا سؤال… ماذا استفاد بعض العرب من عداوتهم مع قطر لسنوات!
وماذا جنى العرب قديما من التطبيع مع الصهاينة، حتى يلحق في ركبهم من لحق؟

واسأل القادة والساسة والعلماء، لماذا التفريط في أرض فلسطين، والتهاون في شأن قضيتها، فأين هي عروبتكم؟ ولماذا السكوت عن ذل وخذلان أهلها، اما سمعتم أو قرأت قول محمد عليه الصلاة والسلام، القائل “ما من امرئ مسلم يخُذلُ امرأً مسلماً في موطن تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يُحبٌّ فيه نُصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عِرضه، ويُنتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موضع يحبُ فيه نُصرته”، فأين هو الإسلام من أفعالكم؟

وكيف تتحول العداوة القائمة على سلب الحقوق، واحتلال الأوطان إلى محبة وود، ومع بقاء الحق المسلوب والأرض المحتلة!
وكيف من الممكن أن يكون هذا العدو صديقا مقربا، وفي قرارات أنفسنا نعلم يقينا بأنه عدو مخادع ماكر، لا يرقب فينا الا ولا ذمة، ولا يؤمن له جانب.
وسؤال ملح يجلجل في جنبات القلوب، وفي الضمائر قبل الحناجر، أين هي هيئات كبار العلماء، واهل الإفتاء مما جرى ويجري، من معاهدات السلام والتطبيع، مع العدو الصهيوني المحتل للارض العربية والإسلامية؟
وما رأيهم.. إن كان لهم أو لبعضهم أي رأي، ام ان الفتاوى أصبحت تكون كما يقول السلطان، وعلى ذلك يورد بعضهم شطحاته وآراءه!
واين نحن من بيان ربنا في كتابه، وقرآننا الذي سيتلى إلى آخر الزمان، قال سبحانه وبحمده.. ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ.. الآية..

ختاما… هذه دعوة.. لكل احرار العرب عامة، ولكل المسلمين خاصة، فكما أسقط العرب بعد إسلامهم، كل الآلة الذين كانوا يعبدونها من دون الله في جاهليتهم، لأنهم اكتشفوا أنها لا تنفع ولا تضر، فحطموها، وكما أسقط الأمريكيين ترامب، لأنه أضر ببلادهم، فإن الواجب علينا أن نحذوا حذوهم، وأن نسعى لإسقاط كل من يظن أنه إله من دون الله، وأن نسارع.. قبل فوات الآوان لإسقاط بعض السقط،، وهنا اذكر ان الإسقاط لا يكون إلا بالوعي، وبالوسائل المشروعة، لا بالفوضى والتمرد والاضطراب أو بأي من مسميات الإرهاب، لإسقاط أولئك الذين ظنوا للحظات، بل ولسنوات، أن حمية العربي وغيرته قد ولت واندثرت،وان الشعوب أصبحت لا تهتم الا لطعامها وشرابها، وما سوى ذلك هو من اختصاص الساسة، من باب العمل بالتخصص، وعلى رأي من قال”مش شغلك يا مواطن”، ومع علمنا وعلمهم أن الأيام دول، وإن غدا لناظره لقريب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى