أقائد في الحرب أم نبي

أقائد في الحرب أم نبي

د. #عبدالله_البركات

كان #النبي صلى الله عليه وسلم يتصرف في #المعارك بصفته قائداً وليس بصفته نبيا.
ولذلك لا يصح القول إن سبب #هزيمة #المسلمين في معركة احد انهم خالفوا امر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا القول يفقد الحدث معناه الاعمق ويمنع تعميم العبرة. أما القول الصحيح فهو ان سبب الهزيمة كان مخالفة أمر القائد لا أمر النبي. وبشكل ادق مخافة الخطة المتفق عليها مع القائد.ان اجتماع صفة القائد والنبي في شخصه صلى الله عليه وسلم يجب ان لا يصرفنا عن ادراك التمايز بين الصفتين حسب الدور الذي يمليه الموقف . وعليه يمكن استنتاج قاعدة عامة تصلح في كل الحروب سواء كان القائد نبيا او رجلا عاديا وهي ان مخالفة امر القائد في كل معركة لا بد ان يسبب الهزيمة. وغني عن القول ان هذا لا يعني ان كل هزيمة تكون بسبب مخالفة امر القائد فأسباب الهزائم كثيرة.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في الحرب يعمل بصفة قائدا لا بصفة نبيا. لذلك فقد خاطب الناس قبل معركة بدر بقوله (اشيروا علي ايها الناس). ولو كان يقوم بدور النبي لما استشار في ذلك. وعندما أمرهم بالنزول دون ماء بدر في معركة بدر الكبرى اقتراح احد الصحابة بتغيير منزل الجيش الذي اختاره النبي صلى الله عليه وسلم فوافق عليه. بل ان الصحابي استوثق قبل الاقتراح من ان المنزل الذي اراده النبي كان اجتهاداً من قائد لا التزاما بوحي الى نبي . كما انه قَبِلَ اقتراح سلمان الفارسي في معركة الخندق.
ومن الامثلة التي تؤكد اجتهادات القائد في حروب النبي صلى الله عليه وسلم أخذه الاسرى في نفس معركة بدر الكبرى. فكان كذلك اجتهاد قائد لا التزاماً بوحي الى نبي. لذلك فقد وعوتب في ذلك ولو كان وحياً الى نبي لما عوتب فيه . كما انه اجتهد بصفته قائدا فأذن للمنافقين في غزوة تبوك بالتخلف عنه قبل ان يكشف نفاقهم للمسلمين وعوتب في ذلك ايضاً.
ان هذا الفهم يساعد على فهم أعمق للسيرة النبوية. وهذا الامر لا يخص الحروب فهو كذلك في الزراعة والطب وكثير من شئون الدنيا.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى