أغنية ….اذاعة …فضائية …لكل مؤسسة
الأغنية الوطنية في الأردن لها تاريخ حافل ومميز خلال مسيرة البلاد منذ الاستقلال, فقد كانت تحظى برعاية أكبر المسؤولين وكان رئيس الوزراء وصفي التل وصلاح ابو زيد وغيرهم يذهبون الى الاذاعة الاردنية للاشراف على كلماتها وتوزيعها والحانها, وذلك تقديرا للدور الوطني الذي كانت تقوم به الاغنية الوطنية في ظل ما كان يتعرض له الأردن من هجوم اعلامي من بعض الدول الشقيقة وأدت تلك الاغنية دورا هاما لا يمكن انكاره.
في السنوات الأخيرة أخذت هذه الاغنية منحا اخر قلل من دورها واهميتها فأصبح لكل جهاز امني وعسكري ومدني اغنيته الخاصة, تطور الى سباق محموم ليكون لكل فرع أو صنف أو مؤسسة حكومية اغنية خاصة لها, حتى سمعت احدهم يقول متندرا: ان المخابز العسكرية وقطاع المخابز بشكل عام لم يحظى باغنية خاصة, كل ذلك قلل من الدور الذي كانت تؤديه الأغنية الوطنية.
تطور الأمر في هذا المجال الى وجود الاذاعات المحلية, فأصبح لكل مؤسسة أو جهاز أمني أو بلدية أو جامعة اذاعتها الخاصة, فاختلط الحابل بالنابل والاسماء والبرامج والفتاوى المختلفة فاصبح من الصعب على المواطن ان يميز الغث من السمين بين تلك الاذاعات التي اقترب عددها من المئة ما بين محطة اذاعية وتلفزيونية في بلد بحجم الاردن لا يحتاج لهذا العدد مما أدى الانفلات الاعلامي الكبير.
طالعتنا الاخبار مؤخرا بنية جهاز الأمن العام إنشاء محطة تلفزيونية فضائية خاصة بالجهاز, بالتأكيد ستحذو باقي الاجهزة الأمنية والعسكرية والمؤسسات العامة والبلديات والجامعات هذا النهج, وبعد ذلك ستقوم الفروع من تلك المؤسسات بالتفكير بتقليد ذلك ثم نعود الى المربع الأول الذي افقد الأغنية الوطنية جمالها وأهميتها, هذا من ناحية ومن ناحية اخرى أمنية واجتماعية واقتصادية وربما سياسية أرى من موقعي كمواطن غيور على بلدي أن جهاز الأمن العام بغنى عن هذه الخطوة, ويجب اعادة النظر في هذا الموضوع برمته واجراء مزيد من الدراسات حول الجدوى من هذه الخطوة, ( وإلى متى ستبقى قراراتنا سريعة وتتخذ في دائرة ضيقة جدا ممن يتواجدون في محيط الرجل الأول ؟؟؟) والله من وراء القصد.