سواليف
سنة 1624 وعلى إثر فشل زواج وريث عرش إنجلترا تشارلز الأول من أميرة إسبانيا ماريا آنا، لم تتردد #إنجلترا في إعلان الحرب على إسبانيا، وخلال تلك الفترة كانت السلطات الإنجليزية قد أكدت أنها ستقوم بسحق ونهب جميع السفن الإسبانية القادمة من العالم الجديد (القارة الأميركية).
ولمعاقبة إسبانيا جهزت إنجلترا أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول سنة 1625 قوة بحرية هائلة تكونت من حوالي 100 سفينة حربية وما لا يقل عن 15 ألف بحّار لقيادة حملة عسكرية على منطقة “كاديس” الإسبانية. خلال تلك الفترة أوكلت مهمة قيادة التدخل العسكري بكاديس إلى القائد الإنجليزي إدوارد سيسل الذي كان يفتقر وبشكل كبير إلى الخبرة العسكرية فضلا عن ذلك عانت قوات الأخير من نقص واضح في الانضباط.
ومع بداية الحملة العسكرية عانت قوات إدوارد سيسل من سوء الأحوال الجوية ولكن ذلك لم يمنعها من التدخل في خليج كاديس والسيطرة على جزء من الميناء، فضلاً عن ذلك ومع بداية الهجوم ارتكبت القوات الإنجليزية خطأ فادحا، حيث إنها سمحت دون قصد للسفن الحربية والتجارية الإسبانية بمغادرة خليج كاديس والهرب نحو بويرتو ريال.
لاحقاً حقق الإنجليز نجاحاً باهراً سجله التاريخ حيث إنهم تمكنوا من إنزال قواتهم عند خليج كاديس مما سمح لهم بفرض حصار خانق على المنطقة، لكن وأمام هذا النجاح العسكري عانت الجيوش الإنجليزية من نقص حاد في الغذاء والمؤونة مما هدد بإفشال مهمة إخضاع مدينة كاديس.
خلال تلك الفترة وأمام هذا الموقف الصعب اتخذ القائد العسكري الإنجليزي إدوارد سيسل قراراً تعيساً صنف كواحد من أغبى القرارات العسكرية على مر التاريخ، حيث أمر الأخير قواته بنهب منازل سكان المناطق القريبة بغية الاستيلاء على كميات الغذاء والخمر الموجودة داخلها. على إثر هذا القرار الذي أصدره إدوارد سيسل هاجمت القوات الإنجليزية منازل الأهالي واستولت على كميات كبيرة من الخمر، وجاء ذلك قبل أن تشهد المنطقة جلسة خمرية كبيرة شرب خلالها الجنود الإنجليز حتى الثمالة.
على إثر ذلك عادت القوات الإنجليزية نحو قائدها إدوارد سيسل وفي الأثناء صعق الأخير عندما شاهد عدداً كبيراً من قواته مخمورين وغير قادرين على الوقوف على أقدامهم. خلال تلك اللحظة أدرك إدوارد سيسل هشاشة الموقف وتخوف من هجوم إسباني مباغت لطرد الإنجليز من خليج كاديس مستغلين حالة الثمالة التي كان يعاني منها جنوده، وعلى عجل أمر القائد الإنجليزي قواته بالصعود على متن السفن الحربية والانسحاب من المنطقة.
خلال تلك الفترة انسحبت القوات الإنجليزية من خليج كاديس على عجل وقد تسبب ذلك في بقاء 1000 جندي إنجليزي ثمل على اليابسة، وخلال صباح اليوم التالي حلت القوات الإسبانية بالمنطقة وألقت القبض على هؤلاء الجنود الإنجليز قبل أن تعدمهم عن طريق قطع رؤوسهم.