أعبثية أم أننا لم نفهم السر؟
نور الدلالعة
إن انتشار صور ذوي #الاحتياجات_الخاصة يحفظون #القرآن ويقيمون #الصلاة متحَدّين إعاقاتهم.. لا يبرهن فقط على عزيمة هؤلاء وقهرهم للصعاب في سبيل الإسلام..في الوقت الذي يذكّرنا ايضا بأننا نحن #العاجزون بسبب تقصيرنا فينبهنا لنستيقظ من غفلتنا..
لكنه من جهة أخرى يُعطي أيضا صورة بأن الإسلام فقط للضعفاء..
“اللهم أعزّ الإسلام بأحد العُمَرين”
حديث رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.. يبرهن لنا أننا بحاجة لنشر صور وفيديوهات من نوع آخر أيضا لنصرة الإسلام..
عندما يرى الناس أن شخصا قويا أو ذو مكانة اجتماعية رفيعة يدخل الإسلام.. فإنهم يُخرسون صوت الشيطان في داخلهم الذي يخبرهم بأن الدين حاجة يلجأ إليها المُعدَمون واليائسون.. أو كما يقول نيتشه “أن الإنسان يبحث عن عالم وهمي مؤجَّل بسبب عجزه.. حتى يتأمل بالخلاص”
فنحن نشعر بقوة الإسلام عندما نسمع أن قسِ أو ملاكم مشهور أو عالِم او أحد الرجال الأغنياء في العالم اعتنق الإسلام..
فلماذا إذا يبحث رجال مثل هؤلاء يملكون الدنيا عن عالم آخر؟! وأي خلاص يبحثون عنه إلا إذا كان في ملء ذلك الفراغ الذي لن يملأه إلا الإيمان بالله..
ليت نيتشه لم يزل على قيد الحياة ليُجيبني عن هذا السؤال..
ولو افترضنا أن اليأس يدفع البعض للإيمان بالحياة الآخرة عن غير قناعة باحثين عن الخلاص.. فماذا يكون إذاً إلحاد البعض لنفس السبب.؟
الحقيقة أن صوت الفطرة السليمة هو ما يقودنا إلى الاعتقاد بالحياة الآخرة.. ومن البديهي أن يتحقق العدل .. لا يمكن أن تكون هذه الحياة عبثية.. فإذا كان العدل هو تحقيق السعادة المطلقة. فلم تكن السعادة يوما بالغنى والعافية.. ونحن نعلم جيدا كم غني شقي.. وكم مُعدم سعيد.. إنه السر الذي لم يعرفه نيتشه وسقراط ولم يختبره سبينوزا.. العدالة ليست خُلق نتعلّمه أثناء تنشئتنا.. إنما هو شعور فطري نميل لتحقيقه حتى يرتاح ضميرنا..
أما لماذا يُنصَر الإسلام بالأقوياء..فلأن تأثيرهم أكبر على الناس.. ولِدحض الفكرة التي يروج إليها أولئك الأشقياء أن الدين للمستعضفين فقط.
وبلا شك أن الإسلام نصر المستضعفين وبشّرهم جزاء صبرهم بالجنان.. وهذه البشرى تُسعِد الضعيف كما تُسِعد القوي.. ففي النهاية هناك سعادة للجميع في هذه الدنيا.. ولكن.. لمن فَهِمَ السر..