قطر وازمتها / علي الشريف

قطر وازمتها
علي الشريف
يبدو اننا استييقظنا على خبر حصار مدوي قامت به بعض دول الخليج العربي لدولة قطر دون ان نفهم المسببات التي جعلت الامور تؤول الى ذلك.
تعددت الاسباب وتعددت المسببات التي تداولها الناس والمحللون والتي هي اغرب من الخيال فكان ابرزها ان قطر رفضت الدفع مع السعودية والامارات بالمتفق عليها من حصتها بما اسمي الجزية لامريكيا..
وخرج البعض الاخر ليقول ان دور قطر الداعم للاخوان المسلمين ولبعض عناصر الثورة في البلاد العربية هو السبب الرئيس لذلك حيث ان هذا الدعم ياتي يذهب للارهاب حسب المعتقدات.
اريد ان اخالف الرايين كمواطن لا علاقة لي بالسياسة خصوصا في امر الجزية لان في قطر اكبر القواعد الامريكية في الشرق الاوسط والامر لا يحتاج للتشليح فكلمه واحدة تكفي وعلينا ان نتفهم ان لا يمكن لقطر الخروج عن هذا السياق.
واما الامر الثاني وهو دعم الثورات والاخوان فكلنا يعلم ان قطر هدفها اسقاط بشار الاسد وهي من ساعدت باسقاط القذافي كما انها ساعدت كغيرها باسقاط حسني مبارك وكغيرها قدمت الدعم للثوار في كل المناطق التي تشهد ثورات وحروب.
هذا يعني ان الكل متفق مبدئيا ولا خلاف الا على نقطة الاخوان المسلمين الذين تدعمهم قطر بشكل واضح وصريح وتحتضنهم وحتى في ذلك فانه يمكن لجم الاخوان وافقداهم تاثيرهم من قبل الدول نغسها دون الحاجة الى قطيعة قطر.
ما اريد ان اقوله ان قطر اخذت دورا اقليما كبيرا في السنوات الاخيرة وباتت تفرض حضورها على الساحة الشرق اوسطية بقوة كلاعب اساسي في كل المحاور حتى انها اصبحت تتعامل مع الجيران بلغة الدولة الكبرى التي لا تقهر ربما من شدة الحضور والوهج الذي لازمها.
ولان حضورها بات يعيق بعض المسائل مثل انها باتت تفقد بعض الدول دورها الرئيس او تبني صراعا على النفوذ في الخليج والعالم العربي والشرط اوسط معتمدة على قدرتها المالية وذراعها الاعلامي القوي جدا وهو قناة الجزيرة الاخبارية فان هذا الامر بات لا يروق لاحد هناك فقرروا وضع حد للتهور القطري واعادة قطر الى الحجم الطبيعي.
مع عدم نسيان بعض الازمات السابقة مع الجيران والخلافات التي جعلت العلاقات تعيش مرحلة الحرب الباردة منذ عام 96 تقريبا الى ان بدات تسخن هذه الحرب رويدا رويدا حتى وصلت الى ما الت اليه بالقرارات الاخيرة.
وحسب الاعتقاد فان هذا هو السبب الرئيس لما وصلت اليه الامور وهو الحجم الذي وضعت به قطر نفسها او القالب الذي وضعت به نفسها والا فان كل شيء كان واضحا امام الجميع كما اننا علينا ان لا ننسى العداء المتازم بين قطر ومصر بعد حكم السيسي.
الامور باتت واضحة بعد ذلك فالامر ليس دعم ارهاب او رعايته والامر ليس دعم ثورات او شراكة في الدفع انما هو صراع نفوذ في المنطقة وفرض اراء وبناء تكتلات جديدة على الساحة اهمها ان تكون قطر ضمن التكل الخليجي تحت اي ظرف من الظروف ولو بالحرب.
السؤال ,, هل سترضخ قطر وتعود لحجمها وتحت مظلة السعودية والامارات ام تتمسك بحقها بان يكون لها دور محوري في المنطقة وهل ستنجر الدول المقاطعة الى عملية حرب خاطفه ضد قطر صغيرة المساحة.
والجواب على الشق الاول هو ان قطر ستتحمل لبعض الوقت التنازل عن جزء من حجمها في المنطقة لصالح السعودية والامارات حتى تتعافى وتركد المياه اما فيما يتعلق بالشق الثاني وهو المغامرة العسكرية فاعتقد انه لن يكون لان السعودية غير معنية بالدخول بحرب اخرى ستكلفها الكثير من النفقات والتراجع الاقتصادي وبالتالي الصلح سيكون سيد الاحكام طبعا بعد انجاز ملف لي الذراع التي ستخسرها قطر بدون شك ان لم يتدخل العرب والاهم السيد الامريكي لانهاء الوضع بالتراضي دون رابح او خاسر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى