هو زيحوا غاد ..

مقال الخميس 10-12-2015
النص الأصلي
هو زيحوا غاد
ظل يتفرّج من وراء الأكتاف ليعرف ما يجري بالضبط ، ثم استطاع من بين “إبطين” ان يرى سيارة صغيرة سقط عجلها الأمامي في فوّهة “منهل” مفتوح.. ولم يستطع سائقها ولا الحضور إخراجها من الحفرة..
محاولات الدفع إلى الخلف والى الأمام باءت بالفشل فالحفرة كانت أكثر اتساعاً من محيط العجل والسقوط كان عميقاً…”هو زيحوا غاد”..كان يكرر هذه العبارة أبو يحيى كلما لف حول المتجمهرين وصاحب السيارة ، وكان يلاقى عادة بعبارة: “طول بالك يا حجي”…ثم يحاول ان يدفع أصحاب الحلول بيديه منادياً من جديد “هو زيحوا غاد”..بينما أصحاب وأقارب “السائق” المتورّط يقولون له: “خلينا نعرف نشتغل يا حجي”…لكن الحجي بقي يلف ويدور ويدّعى ان خروجها من المأزق سهل جداً “بس لو يزيحوا غاد” انا بعرف أطلعها .. نفد صبر أحد الواقفين ودعاه للتفضل بإخراجها…جاء مستعجلاً فزحلق بزيت “الماتور” المسكوب قبل ان يصلها بخطوتين ..وها هو يعاني الآن من “كسر بالحوض” وشعر “بالكتف” بينما تم رفع السيارة بعد خمس دقائق من سقوط الحجي بواسطة “بكم ديانا” …


غالباً ما أتابع صفحات الوزراء وأصحاب الدولة السابقين واللاحقين على الفيسبوك ، لأرى ما يكتبون عن قرارات الحكومة الحالية ..ينتقدون ،ويتأففون ، ويدّعون الحلول ، مع أنهم في يوم ما كانوا جزءاً من المشكلة ، ووجودهم كان سبباً في انسداد شرايين الإصلاح السياسي والاقتصادي فكيف يقنعوننا اليوم أنهم يملكون كل الحل؟؟..حتى لو دارت الأيام وعادوا إلينا بنفس المراكز أو مراكز مختلفة فإنهم سيمارسون نفس “اللؤم” الذي تمارسه الحكومة الحالية ، فلا فرق بين الجلاّدين سوى بالأسماء ..وخير دليل على ذلك رئيس الحكومة الحالي حيث كان كبير المعارضين قبل سنوات ، وكان إصبعه الذي يوقّع به الآن ، هو نفس الإصبع الذي كان يلوّح به معارضاَ لكل من سبقوه..وغداً عندما تتغير الحكومة سنراه من جديد يجلس على دكة الاحتياط يتأفف وينتقد ويدّعي الحلول…آآخ لقد تقلّب على الشعب الأردني “وجوه” أكثر من موظف جوازات!! وكلها تحلف ان تخدم الأمة وتحافظ على الدستور فلا تخدم الا “اللمة” ولا تحافظ الا على “المستور”..
خلاصة التجارب: المسؤول الأردني مثل الشلن…يحترف “صورة” السلطة وهو في المسؤولية..أو يمارس النقد و “الكتابة” وهو خارجها..وعندما تلفّه يد التغيير إلى أعلى ويطيره بالهواء يقلب ألف قلبه بين “صورة” او “كتابة”..ثم يستقرّ على كفّ الوقت..”صورة” للحكومة”…أو “كتابة ضدها”…

باختصار زمن “اخو شلن”!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. ذكرتني بسولافة ابو ملف ال 89 … كان ّ يتفلّت ” وهو يتأبّط ملفه حتى يصل الى كرسي المجلس … زاح الكل غاااااااااد من طريقه وبدل ان يزحلق وينكسر عصّه او حوضه او فقرة من فقراته .. زحلق في وجوهنا وما خلّى عندنا لا ضلع سليم ولا حوض ولا ساق ولا فقرة ولا لوح ولا جمجمة ولا عظمة قص سليمة … طبّشنا لخمسين سنة لقدام … عندك شعب كامل قاعد بتعكّز على فقره تعكيز … واللي ما بتعجبك الآه منه اسمع صوت الآي والآآآآآآآآآآخ

    سلامتك خالي ابو يحيى

  2. فقست قلوبهم فهي كالحجارة او اشد قسوة ، انها مراهقة بدأت بعمر السبعين وهم يحسبون ان الحياة ابدية واعتقد ان مقولة سيدنا عمر بن الخطاب عن العنزة او البغلة التي يمكن ان تتعثر في العراق وانه مسؤول عنها يوم القيامة تعني لهم مجرد قول من شخص حكيم لكن سيدنا عمر كان بحق يخشى الله ويحسب الف حساب ليوم الحساب ، اين هم من دعاء من لا تجد لقمة عيش لاطفالها او لتر كاز لتدفئة زاوية من بيتها هناك موقف اخبرنا به المولى عز وجل في كتابه الكريم(واذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار)

  3. أي دولة في العالم المتأخر أو المتقدم هي متل المدرسة المتفوقة والأخرى الغير موفقة …. فهناك مدرسة ينجح كافة طلابها بتفوق وهناك مدرسة مجاورة لها يرسب كافة الطلاب ….ليس السبب المبنى وانما المنهجية والتخطيط والتنفيذ ؟؟ وهي كمتل الأستاد الذي وقع وانكسر حوضة راحو ركبلوة مغسلة … النجاح في أي مخطط يقع على مسؤلية العمل الجماعي وليس بالأعلانات والرسم الكريكاتيري !!!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى