تاكسي الغرام / د.رياض ياسين

تاكسي الغرام

عنوان الشارع هي المركبات الصفراء الناقل الرئيسي للركاب في بلدنا،فنحن نفتقر الى شبكة مواصلات عمومية من الحافلات الكبيرة، وإن كانت الحافلات المتوسطة تنشط بين المدن فإن التاكسي حاضر باستمرار في كل شوارعنا في المحافظات والمدن والألوية وحتى في القرى.

السائق والتاكسي هما عنوان الشارع ، وهما وجه الدولة السياحي، وهما عمود نظام ادارة السير وفن القيادة، ولكن الممارسات الي يتصرفها السواد الاعظم من سائقي التاكسي تحتاج الى تقنين وإعادة تعريف وتنظيم وتحمل المسؤوليات بأسرع فرصة ممكنة.

مشكلات التاكسي عموما متراكمة حيث لا سيطرة للدولة على مالكيها أو مشغليها عموما،وكل ماهنالك أن الدولة رخصت نقابة لأصحاب السيارات العمومية ونقابة النقل البري وظل أصحاب التاكسي افرادا يملكون تلك المركبات ويشغلونها بالطريقة التي يرونها مناسبة،والدولة رعاها الله تعتقد بأن نظام السير والمركبات كفيل وكافي بأن ينظم هذه المركبات بصورة تعود بتحقيق الهدف المرجو من اجلها.

مقالات ذات صلة

هل جرّبت ان تركب تاكسي عزيزي،عزيزتي، ماذا ترى ياهل ترى؟ سائق شاب يضع سماعات الهتفون في أذنيه ويضع سجادة صلاة على الجهة اليسرى من نافذة سيارته لتقيه حرّ الصيف،والغريب انه يوجّه مسجل السيارة على موجة اذاعة القرآن الكريم،ويحاول أن يفتح موضوعات متنوعة على مزاجه خاصة مع الجنس اللطيف، في الوقت الذي يرتدي فيه ملابس غاية في الغرابة،ومسالة الملابس لفتت انتباهي كثيرا على مدى السنوات الماضية عمت فيها كل اشكال وانواع الملابس التي يرتديها السائقون دون ادنى درجات المسؤولية، ولفت نظري قبل يومين تعرّض احد سائقي التاكسي لمخالفة سير بقيمة 15 دينار نظرا لأنه لم يكن يرتدي ملابس ملائمة،وصراحة لم اعرف بالضبط ماالذي كان يرتديه، فهل أدارة السير باتت مسؤولة عن تحديد نوعية الملابس لسائقي العمومي؟ فقصة الملابس والمظاهر الأخرى لدى سائقي التاكسي قديمة جديدة عالقة وهي بحاجة الى تدخل عاجل وسريع من الجهات المسؤولة، هل يعقل ان ترى سائقا يرتدي دشداشة مع شماغ ويضع سيجارة من نوع ثقيل في فمه وينفض غبارها داخل السيارة او من الزجاج حسب مزاجه، وهل هناك سيارة عمومي تخلو من رائحة قهوة مسكوبة من ايام ترخيص السيارة على فئة العمومي، وهل هناك اصلا نظافة للكثير من السيارات التي روائحها تشبه رائحة المستودعات عند فتحها لأول مرة، تجد سائقا آخر يرتدي شورت وفانيلا وكاب (قبعة رياضية) ويضع السماعات الهدفون في أذنيه ويرفع صوت المسجل ابو السي دي مع اغنية “أنا مش أنا”، والقى إذا فيك تلقى ياعمي المواطن، مع العلم أن كل ذلك يحدث داخل العاصمة الحبيبة عمان تحت مرأى ومسمع الدولة.

لماذا تكون إدارة السير هي المعنية بهذا الأمر، اين نقابة العاملين في المركبات العمومية وأمانة عمان المعنية بالمظهر الجمالي للعاصمة، ولماذا يبقى السائق هو من يحدد نوع الاغنية والطريق ويلبس كما يريد ويفعل مايشاء دون رقيب او حسيب.لماذا لاتقوم الدولة عموما بتنظيم هذا القطاع ووضع معايير في السيارت وكاميرات مراقبة مربوطة مع اجهزة مركزية لضمان سلامة الركاب وأمنهم وخصوصيتهم،ولا نغالي إذا قلنا باهمية أن تقوم الدولة بوضع حاجز زجاجي داخل هذه السيارات بين السائق والركاب بحيث لايتحدث السائق مع الصبايا في الخلف دون تركيز مثلا، أو يبقى يبحلق في مرآته ليزعج من يركبون في المقعد الخلفي، وغيرها من قصص ليس المجال لسردها هنا. كما انه من المهم ان تقوم الجهات المعنية بتنظيم هذه المركبات ضمن فئات مالكين كشركات صغيرة مثلا وتطبيق انظمة صارمة تحقق الغاية من هذه المركبات وتقوم بتزويد السائقين بنظام بيانات وخرائط وجهاز لاسلكي وربط لخدمة المهنة،والأهم من ذلك التزام السائقين بزي مناسب صيفا وشتاءً وغيرها والاقتراحات طويلة والكل يدرك أهمية التغيير والتطوير في هذا القطاع.
مزاجية بعض السائقين في نقل بعض الركاب احيانا تجعل الحياة بوجهم تضيق فوق ماهي ضيقة حتى يتحكم فيك وفي مسيرك ووقتك سائق مزاجي، وعندها تدرك أن شراء دراجة هوائية اشرف واكرم من الانتظار على قارعة الطريق.
اسئلة اتوجه بها الى الحكومة الجديدة العتيدة والى وزارة النقل وامانة عمان الكبرى وادارة السير والنقابات المعنية والحلول ليست سحرية هي في متناول اليد وبسيطة إن أرادوا حقا الإصلاح.
rhyasen@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى