المناداة باعادة الانتخابات النيابية / ضيف الله قبيلات

بسم الله الرحمن الرحيم
المناداة باعادة الانتخابات النيابية
بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، هذا الدعاء يقوله المسلم كلما خرج من البيت و قلته عند خروجي من البيت صباح يوم الثلاثاء الماضي للادلاء بصوتي في انتخابات مادبا .
بعد ان قمت بالمهمة على أكمل وجه و وشمت اصبعي بالحبر السري عدت ادراجي فلقيني في الطريق الجار و الصديق ” أبو يوسف ” الذي لا ينتمي لحزب ولا لجماعة ،بعد التحية سألني باللهجة الدارجة ، صوتت ؟ قلت نعم ، قال مع من ؟ قلت مع صاحب النصيب ، ثم سألته و أنت ؟ قال انا مقاطع ، قلت لماذا ؟ قال لأنني لا أريد أن اعطي صوتي لشخص قد يفوز و يذهب إلى البرلمان فيشرّع تشريعات ” مو اسم الله عليها ” و يبصم للحكومة على قوانين ضارة بالشعب و الوطن و الدين فأكون شريكا له بالاثم ، و أنا انسان يهمني في حياتي أن أكثّر حسناتي و أقلل سيئاتي ما استطعت .
شكرته على موقفه الصادق الرائع هذا الذي يدل على حرصه على آخرته و حرصه على مصلحة الشعب و الوطن و الدين ، ثم مضيت فالتقيت شقيقي ” ابو العبد ” الذي لا ينتمي هو الآخر لا لحزب ولا لجماعة فاعلن بكل صراحة انه مقاطع لانه فقد الثقة بالبرلمان و الحكومة من زمان .
جلسنا في حديقة البيت و كان يختلف الينا بعض الاقارب و الاصدقاء بين الفينة و الآخرى بانتظار الساعة السابعة موعد النهاية و كانت تأتينا كل نصف ساعة من كل مراكز الاقتراع نسبة التصويت و عدد المقترعين التي كانت تدل بصراحة و وضوح على عزوف الاردنيين عن التصويت حتى حضرت الساعة السابعة فكان عدد المقترعين في جميع انحاء المحافظة 28 ألفا من أصل 106 ألف أي بنسبة 26% ثم أعلنوا عن تمديد مدة الانتخاب ساعة واحدة ، و عند انتهاء هذه الساعة و بقدرة قادر طبعا وصل عدد المقترعين إلى 50 الفا و بنسبة تصل إلى 48% أي انه دخل الصناديق في الساعة الاخيرة أكثر من 22 ألف صوت وهذا طبعا غير معقول و أدرك الناس بتلك اللحظة أن الأمور قد ذهبت في منحى آخر لا علاقة له بالنزاهه ولا علاقة له بالشفافية و ان حليمة رجعت لعادتها القديمة .
بالنسبة لي أنا شخصيا أعرف مسبقا ان الحكومة ليس باستطاعتها اجراء انتخابات نيابية نزيهه وذلك بحكم ارتباطها باتفاقيات موقعة مع اطراف دولية و اقليمية و لذلك لم اتفاجأ كما تفاجأ غيري عندما علموا أن ساعة التمديد الأخيرة قد جاءت ب 22 الف صوت إلى الصناديق في حين مر يوم كامل جاء فقط ب 28الف صوت وذلك من أجل رفع نسبة التصويت و وضع هذه الاصوات لصالح مرشحين معينين .
بالرغم من ذلك لاحق الناس ” العيّار إلى باب الدار” وكانت المفاجآت الصاعقة لهم فاندفعوا إلى الشوارع يصرخون و يخرّبون و يكسّرون الاشارات الضوئية و يحرقون الاطارات و يغلقون الشوارع و يشتبكون مع الدرك .
تبين الآن للجميع ان هذه الدورة الانتخابية هي اسوأ من سابقاتها بكثير و تبين للجميع ايضا ان الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات هو الشعب المقاطع الذي حصل على 80% من الاصوات وكان في مقدمة الفائزين شقيقي ابو العبد و صديقي ابو يوسف .
و يؤكد الجميع ان نسبة المشاركة الحقيقية لم تتعدى 20 % وهذا يعني ان الانتخابات باطلة لانها لا تمثل غالبية الشعب الاردني و يجب على الحكومة ان تعيد الانتخابات من جديد ولكن في ظل قانون جديد و نوايا حسنة .
وعندما قلت لهم ان المحافظات الاخرى حدث فيها جرائم على شكل غرائب و عجائب أعظم من الجريمة التي حدثت عندكم و لم يسبق ان حدثت بالصومال مثل خطف صناديق او سرقة صناديق او تغيير النتائج على شاكلة ” حازم و عبلة ” كما حدث مع عبد الكريم الشريده في اربد او شراء و بيع الاصوات جهارا نهارا و بعلم الحكومة التي اغمضت عينيها عن هذه الجريمة ليفوز اصحابها وقد كان بعضهم في مادبا نفسها و بشكل سافر و مكشوف و مفضوح ، فهل ستستجيب الحكومة لكم فتعيد الانتخابات في كل الاردن ؟! .
بالرغم من تحول المسرحية إلى مهزلة و فضيحة و مأساة فأنني لا اظن ان الحكومة ستستمع لصوت أحد و ستمضي كالعادة لما هي موقعة عليه مع اصدقائها ولن تلتفت لصوت الشعب ، لا للمقاطعين الفائزين الذين حصدوا 80% من الاصوات ولا للمشاركين الخاسرين الغاضبين الذين بلغوا نحو 20 % ، و ستظل الحكومة تفعل ما تريد ما دام الدرك جاهز بالنار و الحديد.
و سيبقى الحبل السري للحكومة المرتبط بالخارج أقوى من الحبر السري الذي وشم أصابعنا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى