رسالة من لاجئة إلى ترامب: هل تذكرني؟

سواليف

تناولت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مظاهر القلق التي يعانيها اللاجئون المقيمون في الولايات المتحدة بصورة غير نظامية، وفي هذا السياق، نشرت رسالة للاجئة كانت من زميلات تيفاني ترامب، إحدى بنات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، على مدار سنوات في المدرسة، وتذكر في رسالتها أن ترامب حضر احتفال التخرج من الثانوية، وجاء في الرسالة:

عزيزي دونالد،
أنا متأكدة أنك لا تتذكرني، فأنت جلست في الصف الثالث في قاعة الاحتفال بتخرجي من المدرسة الثانوية، وكنت ترتدي ربطة عنق زهرية بلون السلمون، حيث أمضيت أنا وابنتك تيفاني ست سنوات في مدرسة فيوبوينت.

وبينما كنت تشاهد الاحتفال، فربما أنك لم تعتقد أنه يمكن لطالبة غير مسجلة في البلاد أن تحصل على شهادة دبلوم مرموقة كالتي حصلت عليها ابنتك تيفاني.

وربما تكون قد صفقت لي وأنا أتقدم إلى المنصة أو أنك لم تصفق، وكان والداي “اللاجئان غير النظاميين” يجلسان على بعد صفين إلى الخلف من مكان جلوسك، ولقد صفقا لابنتك، وصفقنا للجميع.

وأما أول مرة سمعت فيها اسمك فكانت عندما كنت في حصة التاريخ في الصف السابع حيث كانت تيفاني تتعرض للمضايقة. فلقد كنت وإياها طالبتان جديدتان في تلك المدرسة تلك السنة، وكلتانا كانت تنوء بقلق اليافعات.

وبينما تلقت ابنتك الرعاية والاهتمام، فقد كنت أنا قلقة لأنني كنت طالبة مبعوثة بمنحة دراسية بنية اللون وفقيرة بملابس بشعة، ولم أكن أشكر تيفاني التي كانت تلقى الاهتمام بكل أنانية.

ثم في الصف الثامن التقيت أنا وتيفاني في نفس المسرحية “سجلات نارينا”، وكانت هي تقوم بدور الساحرة البيضاء، بينما قمت أنا بدور أحد المقاتلين، ولقد تقاتلنا على المسرح حتى الموت. ولقد حضر والدي هذه العروض، ولكنني لم أرك بين الحضور.

معاناة
وتمر السنوات لأحصل على الدبلوم الذي هو ثمرة تضحيات والديّ لعقود، وسجلي الأكاديمي هو الذي خوّلني مواصلة التعلّم في مدرسة فيوبوينت، ولكن والداي البسيطين بلغتهما الإنجليزية الهشة هما اللذان وفرا لي فرصة الالتحاق بتلك المدرسة المرموقة في المقام الأول.

هل تعرف معنى تجاهل كبريائك ونسيانه والتضحية من أجل شخص تحبه؟ فوالداي تخليا عن مهن واعدة في علم الحاسوب لإحضاري إلى هذه البلاد ومنحي فرصة حياة أفضل.

ولقد وجد والدي فرصة عمل لدى مطعم “جاك إن ذي بوكس” بينما عانت والدتي الأمرّين جراء التهكم العنصري من جانب الشرطة ومن جانب رؤسائها في العمل في مجال التسويق عبر الهاتف. ولا يمكن لوالدي العودة إلى بلديهما الأصلي بعد وفاة والديهما، ولا يمكن لهما التقاعد هنا من العمل.

ولقد شعرنا بتهديد الترحيل من الولايات المتحدة يلوح في الأفق منذ أكثر من عشر سنوات، فهو يظهر من خلال ابتسامات رجال الشرطة وهم يعطون المخالفات المرورية، أو من خلال النظرات المشبوهة لمن لا يحمل رقم تأمينات اجتماعية ساري المفعول.

خوف
عائلتي تعرف الخوف كما تعرف أنت أغنيتك المفضلة، فنحن نأكل الفزع مع تناولنا عصير البرتقال والبيض في كل صباح. وإن كل لحظة تمر على والديّ هي مقامرة بالنسبة لمستقبلي الأفضل، فكل يوم جديد يأتي وهو يحمل معه خطر فقداننا كل شيء.

فهل تفهم معنى أن تعيش بهذه الطريقة؟ فلقد استخدمت أنت العائلات مثل عائلتي كلعبة سياسية، ووجدت فينا نحن الغرباء العاجزين مشجبا تعلّق عليه مشاكل الأمة، ولكن كما قد تلاحظ وتدرك الآن، فنحن لسنا غرباء بشكل كبير.

ولقد اعتقدت دائما أن السياسيين المدمِرين موجودون بعيدا في واشنطن، ولم أكن أدري بكل تأكيد أن والد تيفاني أو الرجل الذي جلس أمام والدي بصفين في احتفال التخرج من الثانوية، والذي تبرع بثمن تلك المنحوتات الحجرية البغيضة لتزيين موقف السيارات في المدرسة المتوسطة، سيحاول أن يدمر حياتي.

فلقد كنت فقط أحد المشاهير الأغنياء الذي يرسل طفلته إلى مدرستي، ولم تكن أحد العوامل في حياتي، ولم تكن أنت تلك السيدة التي صدمت والدتي بطريقة عنصرية فظة من خلال عربة التسوق في أحد المحلات “كوستكو”.

لكنك اعتمدت على والدي كي تنطلق إلى النجومية السياسية، والداي اللذان صفقا لابنتك.

كابوس
ليس لدي أوراق ولست أملك مالا، لكنني استلمت نفس مبلغ 220 ألف دولار الذي استلمته ابنتك. وأعرف أن لويس وكلارك غامرا بالدخول إلى أرض أجنبية دون إذن مسبق، وكان يطلق عليهما الرواد، بينما يطلقون على والدي وعلي “غير نظاميين”، لكن دراستي قد تساعدني في تغيير هذا الوصف إلى رواد.

ودراستي تم إثراؤها بالأموال التي كنت تبرعت بها أنت للمدرسة، وها أنا أقاتل من أجل مستقبلي بأسلحة لم تكن تدرك أنك سلحتني بها. ورغم تصميمك على سحق الناس الذين في مثل حالتي، فإنني تخرجت من فيوبوينت ثم من الجامعة مع مرتبة الشرف من خلال منحة دراسية أخرى.

وأنا لم يسبق لي أن دفعت فلسا واحدا من جيبي من أجل دراستي، لكنني أشكّل كابوس اللجوء بالنسبة إليك، لكن أريدك أن تعرف أنك ساعدتني.

ولقد كانت تيفاني لطيفة طيبة القلب، لكن لا يمكنها أن تفتديك في هذا الموقف، فالأمر يعد شخصيا بيني وبينك يا دونالد. أنت جلست صفين أمام مكان جلوس والدي، وأنا سأستخدم ما أُعطيت ذلك اليوم لأحمي به نفسي وعائلتي، وإذا ما تم انتخابك، فإنني سأستخدمه لإثارة المشاكل ضدك.

ترجمة الجزيرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى