غزة .. شاب يفقد خطيبته بعد مغادرته لمنزلها بربع ساعة / تفاصيل مؤلمة

#سواليف

عند الساعة الواحدة و45 دقيقة بعد منتصف الليل، غادر #محمد_سعد (22 عاماً) منزل خطيبته #دانيا_عدس (19 عاماً) في حي الشعف شرقي مدينة #غزة، متوجهاً إلى منزله القريب منها في #حي_الشجاعية. لم يكن يدري أنها اللحظات الأخيرة التي سيقضيها مع خطيبته، التي استشهدت بعد مغادرته المنزل بربع ساعة نتيجة #قصف_إسرائيلي لهدف ملاصق لمنزلها.

عند الساعة الثانية صباحاً من يوم الثلاثاء الماضي، قصفت #طائرات_الاحتلال الإسرائيلي منطقة الشعف، شرقي مدينة غزة، بشكل مفاجئ، حيث المنازل متلاصقة بعضها ببعض. استيقظ علاء عطا عدس (52 عاماً) فزعاً بعدما أدت شدة القصف إلى خلع باب غرفته، وراح ينادي أبناءه ولم يرد أحد.

وسط ركام المنزل، يجلس عدس وقربه خطيب ابنته دانيا. ثم يتجه إلى غرفة ابنتيه مشيراً إلى ما أحدثه العدوان في منزله. ينظر إلى الغرفة ويبكي بعدما رأى دماء ابنتيه، ثم يعود إلى الدار ليحكي ما حصل. يقول : “كانت الغرفة مليئة بالغبار والدخان. علمت أن غرفة بناتي تضررت مباشرة من القصف. ابني الأصغر حمزة لم يسمعني. عندما صرخت، اعتقدت أن ابنتي كانتا نائمتين. ومن خلال الإنارة الضعيفة، بدت الغرفة مدمرة تماماً. بدأت أبحث عنهما ورأيت الشعر فقط. جاء الجيران وساعدوني في إخراجهما”.
يضيف: “فقدت دانيا حياتها بعدما وصلت إلى المستشفى، فيما أصيبت إيمان بجروح خطيرة. وبعد وقت قليل، أخبرونا باستشهادها هي الأخرى. دماء دانيا لا تزال على الحائط، وأدركت أنها اصطدمت به قبل أن تسقط على الأرض. قبل يومين، أخبرتني إيمان عن حلمٍ رأته، وكانت تُزف عروساً. فقلت لها إنه زفاف أختك. لكن تحققت الرؤية بزفافها وشقيقتها دانيا”.
كانت دانيا تدرس المحاسبة التطبيقية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة، فيما لا تزال شقيقتها في الصف الثاني ثانوي. 

صورة تجمع دانيا وخطيبها (محمد الحجار)
صورة تجمع دانيا وخطيبها (محمد الحجار)

كان #خطيب_دانيا يساعدها في دراستها قبل أن يغادر منزل العائلة ليلاً. وقد اتفقا على إرجاء حفل الزفاف إلى 21 يوليو/ تموز المقبل حتى تنهي اختباراتها الجامعية بهدوء. أما إيمان، فكانت تستعد لقرب موعد الامتحانات النهائية المدرسية.
تشاركت دانيا وإيمان غرفة واحدة، وكانتا قريبتان بعضهما من بعض كثيراً، حتى إنهما حفظتا القرآن الكريم معاً. وكان زفاف دانيا يقلق الوالد لأن إيمان ستكون وحيدة في الغرفة. وكانت الأخيرة تشعر بالحزن كلما اقترب موعد زفاف شقيقتها. لكنهما بقيتا معاً حتى في مصيرهما الأخير لتصعد روحاهما إلى السماء معاً، بحسب الوالد. 

ارتبط محمد سعد ودانيا رسمياً قبل شهرين، وكانا يتشاركان في تفاصيل حياتهما بشكل كبير. اشتريا الكثير من احتياجات منزلهما وغيرها من الأساسيات استعداداً لحفل الزفاف. لكن القصف الإسرائيلي دمر أحلامهما نتيجة قصف منزل عائلة البهتيني، ما أدى إلى استشهاد خليل بهتيني (45 عاماً) وزوجته ليلى (44 عاماً) وابنته هاجر (5 سنوات).
ولم يدرك سعد ما حدث حتى وصل إلى مستشفى الشفاء في غزة. بداية، قيل له إن دانيا أصيبت، فهرع إلى منزلها ليجد أن غارة إسرائيلية دمرت منزل جيرانها وألحقت أضراراً بمنزل دانيا. ثم توجه إلى المستشفى وراح يسأل الطواقم الطبية عنها، فأخبروه أنها توفيت، ليغمى عليه.

غزة (محمد الحجار)
حدد موعد حفل الزفاف في 21 يوليو/ تموز المقبل (محمد الحجار)

يمسك سعد الصندوق الذي يحتوي على مهر دانيا ويبكي. ويقول: “لا أصدق أنها رحلت. كنا نتحدث عن حفل زفافنا قبل دقائق قليلة من وفاتها، وكنت أمازحها وأقول قرّبت (اقترب الموعد) يا عروسة. حتى إننا اتفقنا على اسم ابننا الأول وهو سامِح”. يضيف خلال حديثه : “أمسكت دانيا هاتفي وغيرت اسمي على فيسبوك إلى أبو سامح، حتى إنها فعلت الشيء نفسه على حسابها. واشترت بعض الملابس استعداداً للزواج، لكنها لم تشتر الذهب بعد. أرادت أن تذهب والدتي معها وإنهاء اختباراتها الجامعية. لكن كل شيء راح”. 

استعدادات سعد وخطيبته كانت مدروسة كما يقول، واتفقا على التحضير للزفاف معاً، وكانا يناقشان طبيعة العلاقة الأسرية والاجتماعية، وحجزا شاليه لإقامة العرس فيه بدلاً من صالة مغلقة”. 
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ حملة استهدافات على أهداف عسكرية ومدنية في قطاع غزة صباح التاسع من الشهر الجاري. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في غارات إسرائيلية متفرقة منذ الثلاثاء الماضي إلى 25 شخصاً حتى صباح أمس الخميس. 

دلالات

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى