إلى أين تسير الدولة الأردنية ؟؟؟ / أ . د أنيس خصاونة

إلى أين تسير الدولة الأردنية ؟؟؟
أما وقد آلت الأمور إلى ما آلت إليه فقد انتهت مسرحية التعديلات الدستورية وتم السماح بمزدوجي الجنسية بشغل الوظائف الوزارية والنيابية ربما لتهيئة الظروف وترتيب الدستور ليتيح لشخص باسم عوض الله غير المرغوب فيه شعبيا وجماهيريا لتبوء رئاسة الحكومة .غريب هذا العشق للسيد عوض الله وهذه العلاقة الغامضة التي تربطه بالسلطة في الأردن!!! .يتساءل بعض الأردنيين عن سلامة النهج والاتجاه الذي تسير فيه الدولة الأردنية وفيما إذا كان الاتجاه والسياسات التي تنتهجها المملكة تمثل إرادة شعبها وطموحات مواطنيها!!!

العبث الواضح في الدستور وتعديله بشكل متكرر ومتسرع بحيث يسمح بتحقيق رغبات محددة يقلل من احترام المواطنين لهذا الدستور.
منذ عقد ونيف كل شيء تردى في الأردن فقد تردى مستوى المؤسسات،ومستوى الحياة ،ومستوى التعليم ،ومستوى الخدمات الصحية، ومستوى الحريات العامة، ومستوى النزاهة، ومستوى الجامعات، ومستوى السلطة التشريعية ومستوى المالية العامة ومستوى جودة العلاقات الخارجية … نعم منذ أعوام والأردنيون ينتظرون الإصلاح ولكنه لم يأت وما زال الشارع الأردني محتقنا على سياسات رفع الأسعار، وزيادة الضرائب، ورفع الدعم عن السلع والخدمات الأساسية….ملفات الفساد ما زالت عالقة وبعضها أقفل ليس لأنه تم التعامل معها وأنجزت العدالة ولكن لأنه تم التستر على الفاسدين وفي مقدمتهم وليد الكردي الفوسفاتي في حين يقضي بعض الموظفين “المسخمين” الذين سرقوا خمس مائة دينار سنوات في غياهب السجون.
منذ خمسة عشر عاما ومظلومية المواطنين ترتفع وتيرتها، وفقراء الأردن يزدادون فقرا ،والعاطلون عن العمل تتعاظم نسبتهم وخصوصا من الشريحة العمرية 20-26 سنة ،كما ارتفعت نسبة الجريمة، وتراجعت هيبة الدولة، وزادت المديونية بنسب فلكية، وزاد عجز الموازنة بنسب قياسية، وازداد معدل توارث المناصب والمحسوبيات في التوظيف في المواقع القيادية في الدولة .
الأخطر مما سبق كله هو تماهي الأردن الكامل مع السياسات الأمريكية والعلاقات الودية مع الكيان الصهيوني والتي تعكسها الزيارات السرية والعلنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي للأردن، وانخراط الأردن في التنسيق مع دول عربية وخليجية أخرى للترتيب لإضعاف تركيا وحياكة المخططات المسمومة ضدها.
لماذا يتم وضع الأردن في قارب غير قاربه القومي العروبي الإسلامي؟ ما مصلحة الأردن في مهاجمة أردوغان والاشتراك في التنسيق لإضعاف تركيا؟ ما مصلحة بلدنا في الاصطفاف مع الانقلابيين في مصر ضد الشرعية؟ وكيف سيتصرف الأردن إذا ما آلت الأمور إلى نصابها وعادت الشرعية للحكم في مصر الكنانة؟ أنا متأكد أن انتهاج القيادة الأردنية للمسارات المذكورة آنفا عرض مصداقية النظام إلى التشكيك وعدم الثقة آخذين بالحسبان أن السياسات الداخلية والخارجية للدولة الأردنية لا تنسجم مع المواقف والاتجاهات الشعبية .
إن البون الشاسع الذي يفصل بين موقف الدولة والموقف الشعبي من مجمل قضايا الوطن ومشكلاته ينذر بعواقب وخيمة ليس أقلها تراجع الدعم الشعبي للنظام وازدياد السخط على مواقفه، وتأجيج مشاعر الناس وتزايد النزعة نحو التطرف .
نعم من حق الأردنيين أو بعضهم على الأقل أن يتساءلوا ما إذا كان هذا البلد وطن أم مزرعة ؟ ومن حق الناس أن يتساءلوا عما اذا ما زال الدستور هو حقا أبو القوانين أم أنه اصبح يتيما لا أب له ؟
ومن حق الأردنيين أيضا أن يقلقوا على مستقبل وطنهم وأبنائهم وأن يتساءلوا إلى أين تتجه بنا الحكومات والقيادات السياسية للدولة فالسؤال لم يعد ترفي والمشاهدات على الأرض والتعديلات المتكررة للدستور، والهجوم على تركيا والإخوان المسلمين ، والتحالف مع عبد الفتاح السيسي ، وبرود العلاقات مع دول الخليج ،والوضع الاقتصادي المأزوم للبلد، كل ذلك يدق ناقوس الخطر فهل من مدكر !!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عذرا” دكتور انيس، عن اي دولة تتحدث؟!!! نحن ……… ليس اكثر و صاحب……. يتصرف باشجارها و ……… كما يشاء

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى