أزمة اقتصادية غذائية و شعارات الحكومة

#أزمة #اقتصادية #غذائية و شعارات #الحكومة

أحمد فخري العزام
في ظل الاحداث المتعاقبة بعد أزمة كورونا و نتائجها السلبية على البلاد و الاجراءات او الحلول الغير مجدية بنفع و التي معظمها كانت حلول هشة لحظية أثرت على كثير من رؤوس الأموال و الناس على حد سواء، و الأن دوامة تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية كل ذلك يقودنا للدخول في أزمة اقتصادية غذائية متفاقمة و بدأ موضوع الأمن الغذائي يهدد الكثير من الدول و على رأسها دولنا العربية من ضمنها الأردن شحيحة الانتاج و ليس الموارد .
اتخذت بعض الدول قرار تجميد تصدير كثير من منتجاتها او تحديد الكميات المصرح بتصديرها لاطعام سكانهم و لو لفترة حتى تصل حكوماتهم لحلول او مستويات استهلاك متناسبة مع ترهل هذه الحكومات المتاعقبة منذ سنوات .
الآن الحلول الوقتية والهشة والهامشية،و الشعارات المليئة بعبارات الأمل و الحماس لا تجدي ولا تغني فقيراً، ولن تشبع من سيجوع و لن تنقذ مكروبا.
فحلول هذه الأزمة يكون بالتخطيط العاجل و الجاد وإجراء التغييرات والإصلاحات المطلوبة بوضع كل ذي علم في مقامه و كل مثابر و جاد في موقعه المناسب لوضع خطة انقاذ محكمة باطار زمني معقول و متناسب مع الظروف الحالية و اطلاع المواطن على كل تفاصيل وضعه المتوقع و ما سيحدث في القريب العاجل بدلا من تخديره تارة و إخافتهم تارة أخرى
كما هو موضوع تهديد انهيار الدولار الذي يرعب حديث العهد في عالم الأعمال ان وقع ذلك سيحتاج لوقت من المتوقع ان يكون كبير و تدريجي ولن ينهار بيوم و ليلة فالحكومة المتمكنة من العمل يجيب عليها البدء بالاستراتيجيات الحقيقية و التدريجية أيضا لمواجهة الوضع القائم فما كان يطلبه كثير من الصناعيين و التجار و أصحاب الأراضي بتمكين و دعم الزراعة اصبح الهم الأكبر للحكومة المترنحة أمام هول الكارثة المتوقعة عالميا و الأن وجب النظر لاعادة زراعة الارض في وقت حرج لتوفير انتاج محلي من القمح و الشعير و الذرة و البقوليات و غيرها من انواع الطعام الأساسية و ما يتطلب ذلك من إمكانيات في توفير المختصين و الأيدي العاملة و استغلال الوقت الأكبر في العمل و التشغيل و استصلاح الأراضي و اعادة تهيئة المهجور منها لادخالها في النشاط الزراعي ،، لذا نحتاج اليوم لحكومة عمل حقيقي قادرة على ذلك و أكثر في ظروف ارتفاع تكاليف الزراعة بشكل باهظ خلال العامين السابقين و من قبل الحرب .نحن نحتاج لحكومة تعلم كيف تقوم بتنظيم الاستهلاك و ترشيده لتقليل نفقات الحكومة و المواطن ايضا و هذه الحكومة يجب ان تعي كيف تقود سياسة الادخار و كيف تعمل على تكوين احتياطي كاف و لو بضعة أشهر من الغذاء للناس بدل مما تقوم به هذه الحكومة من بث الرعب في قلوب من أفقرتهم .
نريد حكومة تعلم كيف تطبق الرقابة و كيف تشرف على عملية توزيع المواد التموينية لضمان وصولها للمواطن بأقل تكلفة ممكنة في ظل الوضع الراهن .
لا نريد حكومة تؤلم الرأس بشعارات لا معنى لها و حكايات في زمن أصبح المواطن أكثر وعي من حكومته التي لا تحمل همه .
طفرة ارتفاع السلع الأساسية بما أنتجته كورونا و من ثم تأثيرات الحرب أثرت على النمو الاقتصادي في بلدان كثيرة و ضاق الخناق على دول مثل بلدنا و تخوف عمالقة الاقتصاد العالمي من حدوث ركود كبير مع نهاية هذا العام و غيرها من المخاوف على سوق العمل و التوازن المالي و الكثيرالكثير يحتاج لعمل و لحكومة قادرة و متمكنة من الوصول لنتائج بدل من الترنح أمام المواطن و التخبط في القرارات و التصريحات واثارة الرعب في جوف الناس لأن التهديد الحالي لهم هو لقمة العيش .

حمى الله الأردن و سائر بلاد العرب و المسلمين و سخر لها كل الخير .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى