ليست قطر بل (أقطار) !! 1/2 / سالم الفلاحات

ليست قطر بل (أقطار) !! 1/2

نحن الشعوب العربية المكلومة المقموعة المغيبة والغائبة، الشاهدة شهود المذهول “ولا يستأذنون وهم شهود”.

كُلُّنا لا رأي لنا في كل بلادنا، ولا يسخر أحد من أحد ولا يفخر أحد على أحد.

ونحن الشعوب فريقان في ملعب بلا حكم ولا جمهور لكننا فريقان متناحران..

مقالات ذات صلة

فريق السلطة والسيادة والمرجعية للدين – للإسلام.

وفريق السلطة للشعب وهو مصدر السلطات، ولا علاقة للدين بالدولة.

والجاري على الحقيقة لا سلطةَ للدين، ولا مرجعيةَ له على أرض الواقع إلاّ الأماني والأوهام.

ولا سلطة للشعوب فسلطة الشعوب يمتلكها فرد واحد مقدس وهو ليس الله طبعاً لكنه لا مثيل له ولا رادَّ لأمره.

والمحصلة لا سلطة للدين ولا للشعب.. هل جاوزت الحقيقة ؟

وهكذا يراد لنا أن نبقى دائماً نتهارش مع وضد قطر وقبلها سوريا وقبلها العراق والذاهب لا يعود.

نحن يجوز لنا أنْ نعرف الحرام، ولا نعرف الحلال، نعرف الواجب ولا نعرف الحق، وإنْ عرفنا لا نعمل.

أمّا موضوع الخليج الثائر والموقف الحائر..

· لكل دول الخليج علينا يد لا ننكرها إن لم تكن لك فهي لغيرك، ومعروف من نوع ما، فموقفنا حرج جداً حتى جزر الموريشيوس والمالديف في المحيط إنْ صحَّت الأخبار !! وموريتانيا أيضاً – الله الله !!

· فبعضها يمنحنا الجنسية لنزيد أعداد أهل السنة !!! وبعض فرص العمل.

· وهذا يمنحنا كفارة الذنوب والتواصل مع الوحي، مع بعض المال المقنن علينا والمفتوح لغيرنا سيما ونحن نحب عبادة اللهو حتى بدريهماتنا القليلة.

· وهذا يتيح لنا جمع المال الوفير بشروط نقبلها ونُقبِّلها ونتهافت عليها مضطرين أو شَرهين.

· وذاك يبتسم لنا ويمنحنا من الفتات المتيسر /كما يمنح غيرنا طبعاً/، وبعض الود والمأوى بشروط قاسية وإن كان بعض الشر اهون من بعض.

هذا يدعم الربيع الشعبي العربي قبل اختطافه ويشاركنا البكاء عليه ولو باللسان، وذاك يدهسه ويدهس المتحدثين عنه والمتمسكين ببعض آثاره فنحن بين الدعم باللسان، والدهس والضرب بالمليان، وأختر إن كنت تريد التصفيق أي الفريقين الداعم أو للداهس.

وهكذا يكون حالنا مع أصدقاء التعاون الخليج العربي !!

أمّا التعاون البيني على البر والتقوى في المجلس، فعلى أحسن حال، وكنا قد حَلِمْنا يوماً أن نكون في إطار مجلس التعاون ولكن الحلم لم يتحقق وتبين أنه كابوس فقط.

وفي المحصلة العرب فريقان مدعوم شكلاً، ومدهوس فعلاً؛ ترى هل بالغت ؟

وأما ماء الخليج (الجامع) المنهك فقد عجز قبله الإسلام العظيم، وهدي النبي العربي الكريم عليه الصلاة والسلام عن جمع الكلمة مع كثرة الطائفين والركع السجود، حتى بكى اليوم خليج العرب دماً بعد الدمع، ولم تعد معالمه تُعرف من كثرة ما أصابه بأيدي أهله، أعربي هو أم فارسي أم روسي أم أمريكي أم هندي أم ماذا ؟

فمن لم يجمعهم القرآن الرباني والرسول الهاشمي العربي والإسلام العظيم فهل يجمعهم بحر أو خليج أو نهر.. إنه الوهم.

ونحن العرب الفقراء من عادتنا نشكر على القليل…. وبالشكر تدوم النعم.

حتى إذا ابتسم بوجهنا وزير خليجي قبل عامين عشنا على ابتسامته سنتين ونيف بالراحة والطمأنينة التامة والنوم العميق وظننا أن الدنيا قد ابتسمت لنا…

وإن تفضل علينا أحدهم بزيارة استنفرنا مواهبنا ومقدراتنا وأكفأ المستشارين من الداخل والخارج لترتيب استقبال الزائر لئلا يجرح النسيم باطن قدمه، وينفض السامر.. وينتهي المَوْلد بما نعلم من مكاسب لا ترى بالعين المجردة إلاّ إن رأتها عيون أخرى.

ونحن هنا نملك الخبرات الفنية في مختلف المجالات، والعرق والدم، بذلناها كلها رخيصة لبعضهم عند طلبها دون استثناء بلا مَنّ ولا أذى، والنتيجة غير خافية وهي كما قال أحدهم بالعامية حاشاكم (خلي الريال والدرهم والدينار يأخذ حقه)، أرجو أن لا يفهمها القارئ الكريم.

· نحن عرب نقدس الخلاف والشقاق والذيلية وقابلية الاستعمار والاستحمار حتى لو قدمنا دماءنا لا نتحمل المسؤولية وليحملها فارس والروم وسلطانهم من ورائنا محيط !!

· حالنا يتكرر أيها الجيل، ونحن الآن بحمد الله (بوعينا) في عام 1991 عندما كانت الكويت (الطعم) بين المطرقة والسندان، وكان احتلالها شأناً عربياً في الفقه الأمريكي الميسر، ثم صار احتلالها من الارهاب المدمّر في الفقه نفسه، وأصبح العراق على الحال الذي نرى، /إنْ بقي اسم مكان علم يدعى العراق/ غير الميليشيات والفوضى والسجون والظلم والدمار وسفك الدماء والتهجير..

وقطر اليوم بعد ربع قرن هي كويت الأمس مع اختلاف طفيف.

إن نداء السَّراب كان يقول حينها وماذا عليه لو زادت محافظات العراق محافظة واحدة على طريق توحيد بلاد العُرب.

واليوم لعل طبول الفتنة تقول:- ماذا لو زادت إحدى الدول العربية الثلاث إمارة أو محافظة.

ومن سيدفع الثمن ؟

ومن دفع كلفة احتلال الكويت في الأولى والتحرير في الثانية من وجدانه وماله ودمه ؟ هل هو العم سام ؟ أم من تغشاهم السَّام البطيء ؟ ومنهم العمالة العربية المشردة التي تدفع ثمن الخلافات السياسية.

هكذا يفعل بنا الأصدقاء الكبار بالأمس واليوم وهم هم لم يختلفوا سواء بالتقيّة السياسية الغربية البوشية من قبل أو بالصراحة المباشرة المفضوحة الترمبية.

يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !!

إن كان الشقي لا يتعظ إلا بنفسه، فماذا نسمي الذي لا يتعلم حتى من نفسه.

يا نحن الشعوب العربية المتشعبة والمتناطحة على الخلاف الخليجي..

الخلاف في الخليج ليس من أجل حماس أو الإخوان أو العروبة أو الإسلام أو الربيع العربي أو الحرية أو الديكتاتورية والديمقراطية ولا من أجل الدولة الدينية ولا المدنية، وإن كانت هذه أهداف جانبية لدى البعض ولكنها صغيرة صغيرة.

إنما الخلاف لأمور أخرى يدركها البصير ولا تخفى إلاَّ على الغر الصغير… فعلى رسلكم يا قومنا – فأنتم في قرية (القبيبة) والعرس هناك في عمورية ولا يُسمع غناؤكم ولا رَقْصكم، فلا تتخاصموا، أما كفتنا سوريا درساً وقبلها العراق وبعدها اليمن وبينها أمور مهلكات.

لا رأي لكم أيها العرب وليس لكم في الوساطة نصيب لأنه ليس لقصير رأي، ونحن لم نبرؤ بعد من التقزم رغم أربعة عشر قرناً، وإن كان من وساطة مدفوعة الأجر غالياً فيجب أن تكون فرنجية فقط !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى