الانسحاب الأمريكي من سوريا.. أردنياً / عمر عياصرة

الانسحاب الأمريكي من سوريا.. أردنياً

تتحدث صحف اسرائيلية عن «عدم رضا» اردني من قرار الولايات المتحدة الاميركية سحب قواتها المتواجدة على الاراضي السورية.
وتتحدث ايضا ذات المصادر عن تنسيق «اردني سعودي اسرائيلي» لمواجهة الواقع الجديد، وحتى اللحظة لم يصدر عن وزير خارجيتنا موقف محدد وواضح نستطيع من خلاله فهم الموقف الاردني.
اعتقد جازما ان الاردن غير راض عن قفزة ترامب الاخيرة وانسحابه من سوريا، فالخطوة تعني ببساطة «ترك ايران تلعب في سوريا كما تريد»، وهذا يشكل تطورا كبيرا يؤثر علينا في اكثر من محور.
الاردن متضرر او قل مهتم بمنطقة التنف ومستقبلها ومآلات مخيم الركبان بعد الانسحاب الاميركي، لكن الاهم من كل ذلك، تبدو اسئلة وامنيات اردنية تتعرض للضغط بعد هذا الانسحاب المفاجئ.
خروج الاميركان، يعني ان العملية السياسية في سوريا ستكون مختلفة عن المتوقع، وهذا يعني ان ملف عودة اللاجئين والاعمار سيدخل طورا مختلفا لا نعرف كم ستكون التحديات فيه مقابل الفرص.
من جهة اخرى، ستتنفس داعش الصعداء، وستلملم بعض بقاياها، وهنا يبدو ان ثمة تحديا جديدا قد يلوح في الافق، واعتقد ان كل الاطراف اصابها القلق من ذلك.
الاردن غير سعيد بالانسحاب، لكنه بنى في السابق شبكة علاقات مع الروس قد تساعده على تجاوز بعض السلبيات الناجمة عن الانسحاب.
وعلينا ان لا نتفاءل كثيرا بهذا المسار، فموسكو اليوم، بعد الانسحاب الاميركي، لا تشبه ما كان في السابق، وكذلك طهران تبدو مختلفة، مما يجعل «علاقة ما كان» على المحك وتحتاج لمراجعات.
من هنا نقول، على الاردن بناء حركته القادمة نحو الملف السوري بطريقة مختلفة، وبأجندة اردنية خالصة غير متأثرة ببوصلة الرياض او تل ابيب.
ولمزيد من الوضوح، علينا ان نتحدث مباشرة مع دمشق، بدون وسطاء او حواجز او مواربات، لا داعي للانتظار او التردد، فمصالح الاردن باتت مكشوفة، ومن مسؤولية الدولة تغطيتها بكل الطرق المتاحة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى