باعوك يا وطني الحبيبْ
وتبرّكوا قدمَ الغريب
ماذا نقول له؟
إذا مثلَ الصغارِ بكى وناحْ
كلّ الطيور ستعلنُ الهجرانْ
والعاديات ستمتطي سُرُج الرياح
وستُعلنُ الدُفلى براءتَها منَ السلطان
ولأنني ما خُنتُ يوماً خصلةً من برتقال
فسأجمع الدُفلى
وأنثرها على صدرِ الرجالْ
وسأزرع الشهداءَ في أثوابهم
كي لا يجفّوا فوق صدري
وسأنثرُ الأطلال في عينيَّ
في سقْط اللوى بين الدَّخول وحَوملي
في غزةٍ نثرتْ طيورُ العالمين جناحَها
سُلّي ثيابي مِن ثيابك تنْسُلي
غطّتْ بقايا طفلةٍ نسجتْ
دموعاً مِن فَراشْ
وسأجمع الأشلاء ذاتَ ظهيرةٍ
لا أنزوي خوفاً من الزنّانة الضرّاء
وسترتوي الوديان في كفيّْ
بحراً من حسينٍ أو عبيدةَ شامخاً
في بيتِ لاهيا أو جباليا كربلاءْ
ماذا نقول له؟
إذا ماسيّجوا عينيه بالغرقد
ونام؟
ماذا نقول له؟
إذا اغتصبوه سرّا في الفراش
لا صوت يُسمعه سوى وجعِ الأنينْ
ناموا ولا تستيقظوا
بيضُ الوجوه كريمةٌ أحسابُهم!
لا والذي رفع العصا بذراعه
سِنوارْ
سودُ الوجوه كطمثِ بارود الحصارْ
عربٌ عراة كلّهم أحباشْ
مَنْ يشتري روحي ويعلنها جهاراً
قسْوةَ الأعرابِ
حين سَطتْ على أحلام هاشمَ
أحكمتْ أنيابَها
عَربٌ تتارْ
مَن يشتري روحي بشيءٍ مِن قِماشْ
لِيستُر الوجه الذي مرّت بِه حُزناً
على الأنقاض قافلةُ المسيح
ماذا نقول له؟
إذا ما جرّدوا أعوادهم
ضدّ النضال
فُجراً
إذا زرعوا بصدر وروده جُملَ العذاب
يا أيها الليمون قل…
كيف الخلاص
ياأيها الزيتون كيف لعُربنا أن يخلعوك
ويضرمو ابراهيم ناراً قد دنتْ
من دارهم وديارْ
يا أيها المنظور قل بعهدكَ كيف الخلاص
قد طال يومك وانزوت آهاتنا خجلى
فقلْ
قتلوا الهوية والكرامة والرصاص
زعماء أنتم من سراب
من سموم الريحْ
المقصوف يا مهديُّ مات ولم يجفَّ نزيفه
تحت الركام ولم يكفّن أو يفوح
أكلَتْه بُهم الحيّ فوق ركامِ منزلِه
وأسدلتِ الستارْ
يا أيّها الثوبُ المطرّز باسمِه
سبّح بعطر ورودِه
واغرس دموعَك تارة بجرابِه
كي نفضحَ الأحباشْ
ونقيمَ دولتَنا على عبقِ النعاشْ
