الإدارة الفقيرة (2) / رامي أبو حمدان

الإدارة الفقيرة (2)
تم تشكيل حكومة الدكتور عمر الرزاز و نالت الثقة من مجلس النواب و الشعب ما بين تحفظ البعض و تشاؤم البعض و تفاؤل البعض الآخر و لكن لنكن من المتفائلين بوضع نهج يغير الوضع للأفضل ، فما أن تشكلت الحكومة حتى حلت المساعدات الخليجية و الغربية ثم توالت القرارات الحكومية التي تدعو للتفاؤل كتقليل و ترشيد الانفاق الحكومي و اعادة النظر برواتب تقاعد الوزراء و المسؤولين و أهمها التكفل بمرضى السرطان و إعادة تحويلهم إلى مركز الحسين للسرطان – شفاهم الله جميعا – و لكن نتمنى من الحكومة فعلا أن تعمل بالنهج المختلف الذي وعدت به عن الحكومات السابقة بحيث نضع أيدينا على المشكلة و نحلل المشكلة و أسبابها ثم بإيجاد الحلول الجوهرية الشاملة لها ، و بالنسبة لنا أهم المشاكل التي تسبب العبء على البلد و الاقتصاد و المواطن : الماء و الكهرباء و الطاقة (مصادرها) فهي أكثر الأمور التي تثقل كاهل الدولة و تتسبب بعجز و عبء يتم تحويله على المواطن و جيبه من الغلاء و أمور الحياة التابعة لها من خبز و أكل و شرب و لباس و نقل و مواصلات و تعليم و علاج إلى آخره ، فالبلد فعلا تحتاج مشاريع انتاجية اقتصادية تعالج المشاكل و تحلها للأبد ، فبدل انشاء عاصمة جديدة علينا الاستفادة من أي مساعدة مالية أو وفر أو ترشيد مالي و أيضا نضع هذه المشاريع بالموازنة بحيث تكون خطط استراتيجية بغضون ثلاث سنوات يتم الانتهاء منها لفائدة الوطن و المواطن ، و هنا فإنني أتساءل فمثلا مشكلة الماء ألا يمكن إنشاء محطة تحلية للمياة على 1 كم من شاطئ العقبة البالغ طوله 27 كم بدل الفنادق و السرايا و المدن السكنية عليه بحيث تخدم المناطق الجنوبية و الوسط و أيضا مشروع ناقل البحرين (الأحمر – الميت) المقترح من سنوات الذي يتضمن محطة تحلية و توليد كهرباء تخدم العاصمة و المناطق الشمالية و أيضا الأنهار و مجاريها بعمل سدود و تجميع مياة الأمطار و المياة الجوفية فيها وعمل محطات معالجة لمياهها الضحلة لاستعمالها للزراعة على الأقل ، و الكهرباء بدل استيراد الغاز بكل هذه الكميات ولا المفاعل النووي الذي يستنفذ أمكانيات البلد (و الله يستر منه) حيث أن كل الدول تتجه للطاقة المتجددة بواسطة الرياح و المياة و الشمس و الطاقة الحرارية الجوفية و احنا الحمد لله رياح عنا في مناطق كثيرة على مدار السنة و اذا عملنا مشاريع المياة السابقة بالتوالي نحصل على كهرباء و بالنسبة للشمس مافي أحلى من شمسنا لتوليد الكهرباء ، و لو نقدر نعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 50% (ونستطيع ذلك) تخيل كمية الوفر و التخفيف من العبء على البلد و المواطن ، و بالنسبة لمصادر الطاقة الأولية الثروات الباطنية آن الأوان للبدء باستخراج الصخر الزيتي الذي أثبتت العديد من الدراسات بتوافركميات كبيرة والغاز الطبيعي وأن وجد بكميات بسيطة حتى لو فقط للاستهلاك الداخلي و أيضا أفكر بمشروع قطار سريع يربط عمان بالعقبة مرورا بالمناطق و المدن بينهما مشروع اقتصادي سياحي و خدماتي للبلد من جميع النواحي و غيرها الكثير من المشاريع و الافكار التي تحتاج للتطبيق ، و لكن بالمقابل مع هذا كله لن تقوم هذه الافكار و تصبح واقع إلا بمحاربة الفساد و استراجع أموال البلد المسروقة و ما قضية مصنع الدخان (نتمنى) إلا بداية الغيث للاصلاح و نجاح نهج التغيير للأفضل .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى