أتقن عمله فحاربوه

أتقن عمله فحاربوه

كتب … م. بلال سمور


كان علي أن أخفي مهاراتي، أن أهمل الجودة. لم يرق لمديري الفني ان شخصا من #ذوي #الإعاقة يتميز على الجميع ويقدم حلولا لم يستطع هو ولا أصدقائه تنفيذها. هكذا قال ب س بحرقة الذي توقف عن العمل في إحدى #الشركات الكبرى في #الأردن مؤخرا.

هي قصة ليست بالفردية حدثت بشكل خاص مع ب س، وعامة مع الكثير من المتميزين من أصحاب الإعاقة في مجتمعنا، فبدلا من الفخر والفرح بالنماذج الوطنية التي تحدت الصعاب وقدمت تميزا عظيما بالعمل أو الدراسة أو البحث العلمي، وجابهت #الإعاقة والمعيقات، حدث أن بعض الزملاء ومنهم المدير التقني غاظهم تميز ب س الذي يعاني من إعاقة حركية، فحاربوه، واستمروا في تشويه صورته، واجبروه على العمل لساعات إضافية كثيرة (على حساب لا شكرا)، وقدموا له عدة إنذارات لأسباب غير منطقية، أجبروه على #الاستقالة ولكن، وامتنعوا عن إعطائه مستحقاته الا بشرط توقيع تعهدات قانونية تمنعه من تقديم شكوى بحقهم على الإطلاق.

بحرقة يتذكر ب س كيف قام بتطوير #حلول #تقنية تقلل مدة #المشروع من 15 شهر إلى 6، لكن المدير التقني حارب هذه الحلول واستعمل سلطاته لإيقافها، فقط لأسباب شخصية باعترافه الصريح، واختار تكملة المشروع بجودة سيئة كارثية، و 15 شهرا للمشروع بدلا من 6! طبعا المشروع لم ينته بل ب س خرج من المنشأة، وربما ال 15 تصبح 25 بل وأكثر، ربما يفشل المشروع بسبب الجودة السيئة، لا يهم، المهم أن لا يأتي الحل من ذلك الشخص “المعاق” الذي يراه المدير التقني أقلا منه، فكيف له أن يشرق بالمنشأة بإعاقته!

أين مؤسسات #حقوق #العامل في الأردن، أين منظمات #حقوق #ذوي #الإعاقة أيضا، يتسائل ب س، المنشأة ذات رأس المال الضخم والمستشارين القانونيين الكثر تحجز على مستحقاتي ومخالصتي القانونية وبالتالي تحاربني في رزقي بمنعي من العمل في أي مكان آخر لعدم إصدار مخالصة. هكذا يكافئون متحدي الصعاب المتميز!

للقصة نهاية رائعة كما في عالم السينما، لأن ب س تقدم لاختبارات مستوى تقوم بها شركة أمريكية عريقة، لا يجتاز هذه الاختبارات إلا نخبة النخبة في العالم ككل، فقط 3٪ اجتازوا هذه الاختبارت من جميع أنحاء العالم، ب س الذي اعتاد على هزم الصعاب استطاع أن يجتاز هذه الاختبارات، والان هو بشكل رسمي معترف به عالميا أفضل 3٪ من مبرمجي العالم ككل، ويا لها من مفارقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى