
أتريدين أن أبوح لكِ بسر #الوطن ؟
كتب: #احمد_ايهاب_سلامة
في يوم العلم، نقسم للراية أن تظل خفاقة فوق هاماتنا، فذاك العلم ليس قطعة قماش، بل تاريخ كتب بدم الشهداء، وعز سكن في قلوب الأوفياء، ونجمة بيضاء تهدي الدروب.
أتريدين أن تعرفي الأردن؟
هو الوطن المنقوش على سواعد الجنود الساهرين على حدود الحلم، المتكئين على فوهات البنادق كمن يتوسد الكبرياء، المسيجين ثرى الأردن بأهداب أرواحهم، يحرسونه لا بأوامر، بل بعهد مقطوع بين القلب والتراب.
وتسألينني: لماذا أحببت الوطن؟
لأني شممت عبق الدحنون من ضفائر شعرك حين تناثرت على كتف الريح، لأنني تنفست بساتينه وحقوله كما يتنفس العاشق اسم معشوقته بين الصلاة والدعاء، أحببته حين تنشقت أولى أمطاره، وهي تعانق وجه الأرض، وتنبض في الصدر كما تنبض القصيدة حين تولد من نار الاشتياق.
الوطن يا جميلة العينين..
خبأته يوما في دفاتر الحب والمراهقة، دسسته بين سطور رسائل العشق أهربه من عيون الواشين، نسجته في حروف قصيدة تغزلت فيها بعيون من دوخت الأرض..ودوختني.
الوطن طلقة في بندقية معانية، تترقب العدا لتذيقهم طعم المنايا، وسيفاً مفرقيا ذاد عن فلسطين، وطيور السنونو تشدو كل فجر فوق سنديانةٍ شامخة، تعانق الغيم في أعالي أحراش عجلون، كأنها تهمس للسماء بأغنية الأرض.
الوطن فلاح يستيقط يستيقط قبيل الفجر ليغرس شتلة، وقصيدة تواعد مخيال شاعر عشق تراب الجنوب.
الوطن تضحيات الشهداء الذين رووا بدمائهم قرى اللطرون، وحارات القدس، وخضبت ثرى الكرامة حينما لقنوا العدا درساً في الرجولة والفداء ..
الوطن تراه في عيون الساهرين على الحدود، تلك العيون المثقلة بالحب، المصابة بهوس مقدس اسمه الأرض، ويدعون وندعوا ان يحفظ الله تراب هذا الملاذ الامين.