.لكن أخّ!!!

[review] 
 
مقال الاحد 1-7-2012
النص الاصلي
 
منذ ساعات الصباح الأولى كان يخرج  كرسيه ويجلس أمام “دكّانه” ،لسببين لا ثالث لهما :  أولاً ليمضي وقته الطويل في مراقبة الذاهبين  الى أشغالهم والطلاب الماضين الى  مدارسهم ، وثانياً ليكتشف مَن مِن أبناء الحي – خصوصاً  من ذوي القربي والمصاهرة- يخونه ويذهب الى دكان منافسه “فالح الاطرم”…فبمجرّد ان يلمح احد زبائنه المحتملبن قد تخطى دكانه دون ان يشتري منها ، يظل يمدّ عنقه ويرفع رأسه عالياً حتى يرى نهاية مشوار( الزبون المتّهم)  إن كانت  في “دكان منافسة”، أو ان كان سيتجاوزها ويمضي بطريقه.. في الاحتمال الثاني  فقط،  كان يخفض رأسه وينتظر خطوات متهم آخر..
 
حتى لو كانت أسعاره أغلى او بضاعته قديمة او فاسدة  قليل من الزبائن كان يجرؤ على عدم الشراء منه  وذلك خوفاً من كلمة التشفي التي لا يتوانى من قولها للمشتري مهما بلغ عمره أو قدره:  ( رحت على فالح الاطرم وما لقيتش عنده مِشّ؟؟؟ )..فيقول الزبون مبرراً: ( كنت..والله..يعني..بصراحة  )..فيقاطعه بعبارته المشهورة :  ( لكنّ أحّححح) !!!..هذا  بالإضافة الى  كمشة من  مصطلحات اللوم والتقريع التي يمطرها على الزبون تباعاً قبل ان يناوله غرضه!!.
***
ذات نهار،  مرّ أحد الأولاد  من أمام  دكانه ، بيده  ”دلو رايب” فارغ يلوح به وينظر الى الحجي دون ان يشتري منه او حتى يسلّم عليه..ابو يحيى ظل يراقبه ، والولد يمشي وينظر للخلف الى ان وصل الى “فالح الاطرم”..ولسوء حظّ الصبي لم يجد عند “الاطرم” المنافس لبناً..مما اضطره للعودة ثانية الى الدكانة الإجبارية الأولى …اقترب الولد من الختيار بخوف وسأله “ف…ف..ف..في رايب”؟؟..فرد عليه وهو يشدّ على اسنانه: (رحت على فالح وما لقيتش ها؟) …الولد يرد بخيبة وقلة حيلة : ( آه..) فقال له عبارته المشهورة : و( هواه تلقط روحك…”لكن أحّححح”!!).
**
من شاهد النواب وهم “يمتغّطون” منتصرين على الاصلاح بإقرار قانون لا يمثل أحدا غيرهم ، ومن شاهد “شدوق” الحكومة وهي ممطوطة مسرورة على هذا الانجاز “المخزي” بالإضافة  الى  افتتاحيات الصحف التي كانت  توحي انه افضل قانون انتخابي في العالم ، وان القائمة أم”17″ هي إبداع أردني جديد “..مستشهدين بآراء أحزاب أول مرة نسمع بها في تاريخنا..ها هو قد اعيد القانون للمجلس ، وبدأ الجميع “يغيرون الموجه” بسرعة بدءاً من “رؤوس النواب” مروراً بالحكومة وليس انتهاء بــ”الصحافة الرسمية” أو حتى بفيالق “السحّيجة”..
الغريب أن كل من ذكروا آنفا..فجأة  صاروا مطالبين شرسين بالتعديل وان القانون خصوصاً القائمة النسبية لم تكن على ما يرام …ونحن جميعاً نعرف في قرارة انفسنا ، انه  حتى لو لم يصادق على القانون من أساسه او ردّ او الغي  ..لصفقوا جميعاً “للالغاء” كما صفقوا وأكثر للإقرار…فما شاء الله ..لدينا مخزون استراتيجي من النفاق يكفينا لستة قرون قادمة ..
**
عود على بدء..مجرّد “تفشيل” المجلس والطلب منه “تعديل القائمة النسبية” بعد ان “لفلفوها” بغض النظر ان كانت “كافية او غير كافية”..هذا بحد ذاته يستحق عبارة  ابو يحيى التي قالها للولد ابو الرايب: (لكن أححححح!!!)
 
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com  
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى