آخر العمر

آخر العمر

محمد طمّليه

هذا موضوع حساس . وانا متأكد ان كثيرين يتحرجون من البوح به حتى لأقرب المقربين لا عتقادهم ان الاعتراف بالضعف ينتقص من الهيبة ، عن أي هيبة يتحدث هؤلاء ؟ وهل بقي حصن لم يتحطم ؟
ولكني شخصيا لا اخجل من الاعلان على صفحات الجريدة عن خوف بدأ يجتاحني منذ فترة . ولا علاقة لهذا الخوف بمرضي الخطر ، وما نجم عنه من تداعيات مؤذية . أو بما يجري على الارض من كوارث وبشاعات : خوفي عام / فضفاض / شامل / بلا مصدر / والأدهى انه مقرون بذهول وشعور بالضآلة . ولا مجال للطمأنة .
مم اخاف ؟ ليتني أعرف ، وبدأت أشعر بشفقة على نفسي ، وصولا الى شفقة على المحيطين بي . والناس ككل . فيما يشبه اللوعة . وصدقا ، أبكاني الممر ، أيّ ممر ؟ ممر في المستشفى الذي أرقد فيه منذ أكثر من عشرة أيام . ذلك أنني رأيت في هذا الممر رجلا عجوزا يدفع أمامه كرسيا بعجلات تجلس فيه امرأة عجوز مريضة من المؤكد أنها ” شريكة العمر ” وجمت ازاء هذا المشهد ، وبكيت علنا ، الهذا الحد يكون الانسان وحيدا آخر العمر ؟

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى