من على سلم الطائرة… / م . مدحت الخطيب

من على سلم الطائرة…

لست واعظاً ولم أخلق لأكون ابو العريف ، مع ان امتهان ذلك في زماننا هذا : ليس بالامر الصعب فمن السهل أن تلبس ذلك القناع وتلك القبعة والتي لا تتطلب منك سوى خطاب منمّق ومدروس ، مع بعض الحركات البهلوانية والفزلكات اللغوية تدل على سعة ثقافة المتحدّث ورتابتة الكلمات التي ينطق بها….
وقد تحتاج في بعض المواقف الى نبرة صوت معنّفة تارة، وهادئة تارة أخرى، وبينهما بعض التموّج (مع بحة حزينة) يسبقه رعد وضوضاء..وهذا لا يكون الا بتواجد عدد من التابعين…يهتفون بصوتك ويرددون ما تقول .. ينطبق عليهم قول الله تعالى .(صم بكم عم فهم لا يبصرون )… إنهم لم يعرضوا عن الهدى ابتداء , ولم يصموا آذانهم عن السماع , وعيونهم عن الرؤية وقلوبهم عن الإدراك ,. ولكنهم استحبوا العمى على الهدى بعد ما استوضحوا الأمر وتبينوه . . لقد استوقدوا النار , فلما أضاء لهم نورها لم ينتفعوا بها وهم طالبوها . عندئذ (ذهب الله بنورهم)الذي طلبوه ثم تركوه: (وتركهم في ظلمات لا يبصرون)… !
ما جعلني اكتب هذا المقال كلام صديق( تابع اخبارالاجتماع السابق لصندوق التقاعدعبر محطات الاعلام ويجيد لغة الغمز واللمز) ..لسان حاله يقول .. متى ستقام المباراة الموجلة لصندوق التقاعد وهل سيصل بكم الامرالى ركلات الجزاء ..وتنتهى الامور على خير …ام ان الخلاف سيصل الى خارج قاعات النقاش..وتعاد المباراة بصخبها من جديد
لن اكتب عن الحوار النظيف الشفاف ولا عن الجهد الجاد والمبني على الحلول المنطقية ولن اتكلم عن اخلاقيات المهنة و الاخلاص و الانتماء لنقابتنا لان هذه الصفات من المفروض انها زرعت بقلوبنا وتكونت بفطرتنا منذ ان اقسمنا على العهد والانتماء للنقابة وللوطن ….
ساتكلم بموضوع واحد منطلقا من مقولة شهيرة تحولت إلى مثل إنجليزي تقول( ان الجحيم تبعد عنا بحسب النوايا) ..وتفسيرا لذلك أننا عندما نملك نية حسنة فهي أشبه بالبذرة الحسنة .. لو ألقينا هذه البذرة في أرض طيبة لانشقت عن جذر وساق .. و قلب و جسد لا يصاحبه خداع او جفاف …او خراب
ان اردنا الخير لنقابتناعلينا جميعا ان نبتعد عن اصحاب الابراج العاجية .. أصاحب المطامع المادية، والمآرب الشخصية ، علينا ان نتفق ان لا طريق يوصلنا الى بر الامان الا بالاتفاق والتوافق
ينبغي أن تدار الامور بعقلية المتحابين مرتفعين عن بحر الدنايا الذي يطمح اليه المهاترون ,,,,
اتمنى وانا اشاهد الاجتماع من على سلم الطائرة ان لا تدمع عيني من جديد..
اتمنى ان نلتف حول نقابتنا كطوق النجاة…لا كسهم الرماة ..
اتمنى ان يقسم الجميع قبل دخلوهم الى قاعة الاجتماع ان لا هدف لهم الا الصندوق والاصلاح…والخير للجميع
اتمنى ان تبقى نقابتنا نَسْرٍ يُطَارِحُهُ الحَمَامُ هَدِيلا. يُدْنِي البعيدَ إلى القريبِ سَمَاحَـةً. ويُؤلِّفُ الميئوسَ والمأمُولا…
اتمنى ان لا نبالغ في التحليل…
لكى نصل الى الحل فان تحليل كل شئ بدقة قد يقودنا الى حقيقة ان الماس كان يوما فحما…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى