مدارسنا والقدس / باجس القبيلات

    مدارسنا والقدس

جاء قرار وزير التربية والتعليم الدكتور(عمر الرزاز) بتخصيص الطابور الصباحي والحصة الأولى من يوم الأحد الماضي فقط؛ لتنفيذ عدد من الأنشطة والفعاليات التربوية في جميع مدارس المملكة؛ بهدف توعية الطلبة بمحاور أساسية مهمة حول مدينة القدس، أقول جاء هذا القرار  متواضعا لا يرتقي لعظمة المدينة المقدسة وتاريخها العريق والمعاناة التي تتكبدها جراء الاحتلال الغاشم، لذلك تحتم على معالي الوزير أن يجعل القدس العنوان الأبرز في الطابور الصباحي المدرسي بصورة يومية، وعلى امتداد الفصول الدراسية، وثمة وسائل أخرى عديدة أكثر نفعا وتأثيرا في الطلبة، ومن اليسير استخدامها ولعل استحداث كتاب داعم للمنهاج يدرس للصفوف كافة وسيلة ناجعة، لذلك وفي معترك هذه الأحداث، لابد لنا جميعا من أن نفكر ونتأمل، ونحاسب أنفسنا لنستطيع أن نجد الوسيلة الأجدى لصون مدينة القدس والمحافظة على أماكنها المقدسة .

 في سياق هذا الموضوع، يروي لنا التاريخ الإنساني أن للمدارس دورا فاعلا وبارزا في الاستعمار؛ فالجزائريون، أثناء مقاومتهم للاحتلال الفرنسي، أسسوا  المدارس على قاعدة صلبة من الشباب يمكن الاعتماد عليها، مع عدم إهمال الصراع السياسي، وأثمرت هذه الجهود عن تكوين نواة قوية من الشباب يمكن الارتكاز عليها، وإليكم بعضا من الأسس التي اعتمدت عليها:

 حافظت تلك المدارس على هوية الجزائري  عبر مواجهة خطط الاستعمار الفرنسي التغريبية بإيقاد شعلة الحماسة في القلوب بعد أن بذل الاحتلال جهده في إطفائها حتى تنهار مقاومة الجزائريّين، وإحياء الثقافة العربية ونشرها بعد أن عمل المستعمر على وأدها، ونشر اللغة العربية على نطاق واسع، وكذلك قامت بإصلاح أساليب التعليم وطرق التدريس، وأولت اهتماما  بالكبار وخصصت لهم دروسا في الوعظ والإرشاد ومحو الأمية ولم تكتف بدورها التربوي والتعليمي داخل الوطن فحسب، بل خصت المرأة بأهمية خاصة في برامجها، فبرمجت للنساء دروسا عبر المساجد، وشجعت على كسر العراقيل التي كانت تقف أمام تعليم المرأة .

ختاما فلابد من التنويه بدور الكتاب بوصفه منهلا ثقافيا يستفيد منه المتعلم. فقد كان للأدب العربي تحديدا  دور بارز في التعريف بالقضية الفلسطنية، وخاصة دواوين الشاعر الكبير محمود درويش، لذلك آمل أن تزود وزارة التربية والتعليم طلبة المدارس كتبا للمطالعة الإضافية باعتبارها رديفة للمنهاج المدرسي، يتحدث عن جميع الجوانب المتعلقة بمدينة القدس، وتاريخها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى