عبودية بلا ضفاف

#عبودية بلا #ضفاف
يوسف غيشان

في العصور الوسطى، لا بل في بدايات العصور الحديثة في #أوروبا، كانت الدول تتخذ من #الأسرى والمخطوفين، وربما المجرمين أحيانا، كانت تتخد منهم مجدّفين بالسخرة للسفن الحربية والتجارية.
كانوا يسمونهم” #عبيد_القوادس” وكان هؤلاء يربطون بالسلاسل ويجبرون على التجديف المستمر تحت تهديد السياط، بالطبع كان معظمهم يموت خلال تأدية واجباتهم الرسمية الموكلة إليهم، طبعا بعد الوفاة كانوا يرمون جثثهم طعاما لأسماك البحر.
الدولة العثمانية تعلمت هذا الإبتكار، وصار أسراها يعملون تحث نير ذات الشروط، وفيما كان عبيد قوادس إسبانيا معظمهم من أحفاد المسلمين الذين تنّصروا إجباريا بعد سقوط غرناطة بين يدي فرديناند وايزابيلا، كان عبيد قوادس الأتراك من الأسرى والمخطوفين من الدول الأوروربية التي احتلتها الدولة العثمانية أو تحاربت معها…يعني تعميم العبودية…. فالظلم ليس له أب ولا دين ولا وطن.
الان وبعد مرور ثلاثة قرون ونيف على انتهاء ظاهرة عبيد القوادس، التي تناقص بعد اكتشاف السفن البخارية، الان ننظر إلى عبيد القوادس لكأنهم جزء من بؤس الماضي، ننظر بحزن شفقة على الذين عاشوا وماتوا جوعى تحت السياط.
لكن ماذا…. مهلا…. ماذا يفعل المواطن العربي في حياته أصلا؟
يولد عبدا للدويلات التي تستدين باسمه وتصرف النقود باسمه، ثم تضطهده باسمه وتقوم بتجويعه باسمه وتوقع عنه وتتنازل عنه وتبيع ولا تشتري من أملاكه ودم قلبه.
على الأقل عبيد القوادس لم يطلب منهم تسديد اثمان ما يأكلون، لا يتحملون ديونا ولا يتم التنازل عن الأوطان بأسمائهم، ولا يطلب منهم الدفاع عن الوطن أو الولاء.
يا سادة يا كرام … بدون لت وبدون عجن…. نحن عبيد القوادس الجدد…بلا زغرة.
وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى