رواية غربة سلطان العجلوني / الحلقة الأولى

غربة سلطان العجلوني
الحلقة الأولى

الكاتب المحامي محمد نواف العودات

أسود هدب الرمش ،كحيل ، قصير القامة أسمر الجلد نحيل البناء كعود سنبلة سمسم كله الهرم في شهر آب الملتهب ، يجثوا والده على ركبتيه يتتبع سيقان أجراس الحمص المتمايلة انكسارا تحت أشعة الشمس الحارقة ، يتظلل سلطان بظله ، يطيل النظر في حبات العرق المتقاطرة من جبينه كقطع من الجمان المنثور، كلما كلّ التعب ذلك الشيب ، نظر إلى آخر عنقوده وأخر نزعات شبابه المتشبثة بالإثمار، رمقه بعيون الدلال الناعسة ، حمله يقذفه إلى الأعلى ، وسلطان يهبط إليه قسرا يكركر الضحكات وقد تعرى بطنه ، يفتر ثغر الشيب وهو يلثم بطن صغيره الأسمر بشفاهه اليابسة، لتبتهج تلك الوجوه الواجمة ضحكا تدفع بشدة ما أنسكب عليها من جحيم الصيف وقد كلها تعب تعقب المحصول .

بين أكوام القش المحملة بحبات الخير تجلس أم سلطان ، وهي تشرف على أن تقفل خلفها أبواب عقدها الرابع، تلملم شعث الحصادين، تجمع الأكوام تضمها إلى بعضها البعض ، تحاكي نفسها لا بد من بذل المزيد من الجهد ،حرارة الصيف أصبحت حارقة ،الفلاحون في سباق مع ضراوة الشمس المحمومة سعيرا ، فإن بقي المحصول في الأرض مزيدا من الوقت سيفتك به الحر فتكا عظيما ، ولسوف يتحطم قوامه عند وكزة الفلاح ، و ترتحل بعدها عيوننا عاليا تنتظر رحمات السماء لتسوق لنا سحابة ندية تسرح غزلانها الرطبة بين جنيات المحصول فتبلل القش المتهالك فتتماسك أجزاؤه ، ويلن عوده وقوامه ، فيرحل من مقامه راضيا ، يحمل على أكتاف جثته الهامدة فلذات كبده المثقلة بالخير الوفير.

الصغير سلطان يتتبع ثوب أمه يتأرجح به ، يلح بسؤال ممزوج بلون الفطرة البريء
سلطان : أليس حراما يا أمي أن تسرقوا من الأرض أولادها ؟! وبصوت به حدة الطفولة : ما أقساك يا أمي !

الأم تجمع القش ، تلتهم راحتيها أكوامه المبعثرة تضم بعضها إلى بعض لا تبالي بترهات صغيرها الممزوجة بسذاجة البراءة، يطرق سلطان طويلا في التفكير ، يتجاوز سني عمره البرعمية ، يحاكي نفسه ما أقساك يا أبي ! شديد الوطأة على الأرض وأبنائها ! تسرقه من شروده سحلية صفراء ، بلمح البرق تخطف بصره ، لا تكاد أحداقه تجمع صورتها ، يغذّ الخطو خلفها، معركته غير متكافئة وسباقه حتما مهزوم فهي ربيبة الأرض ومنها نبتت . يأس سلطان من الإمساك بها عاد يحثوا التراب يذريه مع نسمات الهواء .

علا صوت أمه من بعيد وهي تصرخ بأخته التي تكبره بخريفين ، هرع إلى حيث الصوت يستطلع الخبر الأم تشتكي صغيرتها التي لا فائدة منها، ولا طائل بالصبر عليها ، تلهو هنا وهناك تعبث بعمل العاملين تشاغل أولئك الفلاحين الأغرار الذين تتتعتع سواعدهم وتتلجلج حركاتهم كلما اكتظت سيقان القش أمام سواعدهم الرقيقة ، صوت البكاء ينبري بمعزوفة رتيبة متقنة ، ودموع تمساحيه تنسكب بهندسة بديعة تختلط بغبار حطت مراكبه تحت المآقي ولسان يمتد يرتشف حبات اللؤلؤ البيضاء فصرخت الأم : إلى البيت لا نريدك هنا ، اذهبي إلى بيت خالك . بكت الصغيرة . بصوت تخنقه دموع الرجاء من بعد الطريق ووحشته احتارت أفكار الأم ، حقا البيت بعيد ، المسافة تربو على بضع كيلو مترات . انتفض سلطان وكأنه يقرأ حيرة بدت على مُحيّا أمه. بصوت ممزوج بالثقة
سلطان : أنا من يؤمن الطريق ، لن اجعلها تذهب وحدها ،وفي معالم وجهه تساؤل انكاريّ هل البيت عطل من الرجال ؟!
قهقهت الأم عاليا ، ضحكة جرحت قلب سلطان الممتلئ رجولة ، أدركت الأم غضب صغيرها فاستدركت – ما قاله سلطان مقنع ! وسلطان شابّ شديد وشجاع . تبسم وجه سلطان راضيا . الأم كانت تعلم أن الطريق آمن ومأهول وان وصولهم إلى بيتهم بجوار خالهم أمر ليس بالعسير ،تشابكت الأيادي ، حمل سلطان عصا رقيقة من ساق شوكة هرمة انقض عليها بعد أن جعل بناءها جذاذا خامدا ، يلوح بها كسيف بيد عنترة في باحة البيت العتيق .
ينظر سلطان إلى السماء يراها تكف ثوبها الأزرق خلف الهضاب الرملية القريبة ومع كل وصول إلى المكان يراها تمد ثوبها الأزرق الفاتح نحو تلة أخرى ، الطريق غير معبد ورمال الصحراء الناعمة تذروا الوجوه المتعبة والتي تنطوي على نفس سلطان المفعمة بالرجولة ، جد الخطو نحو البيت وما أن غار ظله خلف التل ، حتى غمغمت معاني الغربة في نفسه ، يتلمس الطريق، إلى عش الأمان الذي انبلج في عيونه نور الحياة تحت جناحه، يقلب أفكاره الصغيرة ، يعزّ عليه أن يسترشد بأفكار أخته تلك الظعينة الضعيفة والتي أوقعته بشقاوتها في شراك المسؤولية وتلك المصيبة المحدقة، حيرة تمسح كيانه قبل أن يلمع بريق الخلاص في رأسه. التفت إلى ظعينته وهي تسير خلفه وبصوت الواثق المتمكن من عمله

سلطان: علينا تتبع خط القطار الحجازي .
دمعت عيون الصغيرة ، فسندها ضعيف ، ومعاني الخوف تعزف اللحن في أرجاء قلبها ، هزت أكتافها تعلن استسلامها لما حاق بها وبرفيق دربها .
سلطان : أخيتي هذه سكة الحديد علينا السير عليها ,فهي تمر من باب بيتنا, حتما سنصل إلى البيت .
أقرت طرح رفيقها وحامي حماها الذي لا تثق بقدراته وجلده على ما هم فيه، سارا مع سكة الحديد تتلوى في بطن الصحراء كأفعى في يوم حار ، بدت معالم المدينة تظهر عليهم ، بقايا حافلة متهالكة نهشتها أنياب الشمس ملقاة في قلب الصحراء كان يراها وهو يرافق والده ، ارتسمت البسمة على محياه وطاردت الفرحة في نفس تلك الشّقيّة قسمات الخوف التي حطت ركابها على وجنتيها بعد أن يئست من الخلاص فأنيسها تكاد تتخطفه الطيور الصحراوية الجارحة ، وبالكاد يكفي أن يكون وجبة وافرة لأفراخها الجائعة . فاطمأنت النفوس وابتهجت الأسارير، أخذ يفكر سلطان بما كان يدور بين إخوته أثناء دراستهم من قصة هذا القطار الممتد عبر كثير من البلدان كانوا يحدثون بعضهم بعضا عن ذلك السلطان التركي الذي تولى قيادة الامبراطورية العثمانية وكيف أنه حاول بهذا المشروع ربط الدول بعضها ببعض لتبقى على تماسكها . والتي بدا يظهر عليها التفكك والتحلل . اطمأن سلطان وأخته فسابقوا الفراش الصحراوي، الطريق طويل والشمس في كبد السماء ولا يلوح شيء من طرف المدينة غير ذاك الباص المتهالك ، ولا حتى راعيا يرعى أو عربة تهدر بمحركاتها لتبدد وجوم الصحراء المخيف، وما أن مالت الشمس نحو المغيب ، صدح المنادي : الله اكبر .
تعالت أصوات النداء تصدح من مآذن المفرق . التف سلطان إلى ظعينته مبتهجا ، نعم إنهم يسيرون في طريقهم الصحيح الذي رسمه بنفسه ، الشمس كعجوز فقدت عصاها تميل بتسارع خلف تل الغروب ، وتتأهب أن تغمض جفونها، فنهارها شاق وحارق ،ينظر سلطان إلى الخلف ، ملامح تمشي خلفهم رجل يقترب منهم يركب حماره الأبيض الكبير .
العجوز : من أبناء العجلوني ؟
انصكت البنت خجلا
سلطان : نعم أبناء العجلوني .
العجوز: أهلا أهلا
سلطان : أهلا بك يا عم .
العجوز : من أين أتيتم وأين كنتم ؟
سلطان :كنا بالمرج مع أهلنا يحصدون الحمص وأنا وأختي تعبنا وعدنا وأنا قوي ولا أحتاج أن يكون أبي معنا .
انفجر الكهل ضاحكا حتى دمعت عيناه . تعجبني رجولتك ، سيرا خلفي .
سار سلطان وأخته بهرولة خلف العجوز، بخطواتهم قصيرة لا تجاري خطوات الراحلة ، رائحة الحمار كانت تزكم الأنوف فجأة توقف الحمار ، عرف العجوز أمره تركه يقضي حاجته دون أي ضجر أو منع وهو يركب عليه دون أن ينزل . حمار جارهم كان محل جدل دائم في البيت فهو دائم النهاق مزعج ذو رائحة كريهة تنغص عليهم الاستمتاع بجلسات الصيف وسهره ، ومع انبلاج نور فجر جديد ، وما أن تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ، عاجل سلطان إخوانه الحصادين كقضاء الموت , يسابق غزلان الندى السابحة بين جنيات الحقول ، يعبث بنومهم يقضّ مضاجعهم المتعبة من هجير الصحراء ، أسعفه الحظ بالوصول إليهم فسيارة خاله قد أقلته وشقيقته إلى حيث أهله بعد أن أرهقوا أهل بيته وأولاده بتلك الليلة المثقلة الطويلة التي قضوها بينهم , وأشاعوا الفوضى والخراب في كل شيء .

دنت الشمس من تل الغروب باكرا ، في يوم الحصاد الأخير ( الجورعة ) ، العمل مزحوم والرغبة في الخلاص تدفع الجميع , رفع الأخ الأكبر رأسه وهتف انتهينا ، وصاحت الشقيقة المكلولة فرج الله سيق إلينا ، وعيون الشيبة تنظر إلى الخلف ، يتمنى أن يلتفت فيجد الأرض انبتت من جديد ، وأم سلطان تزم شفاه الدعاء “بارك الله فيما رزق ” .
غمغمت السماء ودثرت نفسها بثوبها الأسود تستعد للنوم ، وسارت فلول الحصادين المتعبة متململة إلى البيت ، يمنون أنفسهم بالنوم الهانئ والطعام اللذيذ ، سلطان ورفيقة دربه يتأخرون خلف الجمع ، يلهيهم صوتٌ هنا وزعيق بومة هناك، أو نقيق ضفدع يتقلب منتشيا بغدير ماء ، هدوء يخيم على الجميع لا صوت يعلو إلا قرع النعال وكركرات سلطان وشقيقته .
صوت فحيح أفعى يقترب من سلطان أخفته صرخات البنات يستغثن ، صوت أذهل الأفعى تكومت على نفسها ، وكأنها تصم أذانها عن ذاك الإزعاج الآدمي المريب ، وسلطان يتفلت من بين يدي أمه ، يريد إن يتعرف كنه ذاك المخلوق الغريب ، وأمه تشد على معصمه النحيلة وهو يتقلب كحبة في قدر زيت ، هرع الأخوة ، عاجل كبيرهم الأفعى بضربة فكانت القاضية حملها من ذنبها اخذ يجرها خلفه وشقيقه يرجوه أن لا يمزقها بهذه الطريقة ، يريدها لنفسه حاجته أن يصنع من جلدها حزام يطوق وسطه لكن صاحب الضربة يصم أذانه ، يستعرض ضحية جبروته وضربته القاضية .
دبت روح الحياة في جنبات البيت من جديد بعد أن انتهى موسم الحصاد أخرجت الأم ( الشكوة) من سقيفة البيت، وضعتها في سخان من الدباغ اللزج الأشقر المغلي تعرضها لأشعة الشمس بعدها لعدة أيام ، الأخوات ينظّفنّ جنبات البيت بمقاش الشوك ونبتة الشبرق الخشنة ،وسلطانوإخوانه يبتعدوا في الحواري وزقاق الحي يجمعون الحطب ومؤنة الموقد لشهور قادمة ، أعادت أم سلطان ترميم موقدها أمدته بالحطب , أوقدت النار ، رائحة الخبز فاحت في كل جنبات الحي تقتلع الرغيف وتضعه في طباقة القش الملون الزاهي لتلقي بقطعة أخرى من العجين في قلب الموقد فتخرج بعد برهة قصيرة رغيف خبز تترجرج النفس لغضارته.
سلطان يستمتع بمشاهدة كل ما تقوم به والدته كان تأسره تطاريز ثوب أمّه الأسود المزركش بالخيوط الخمرية الزاهية الجميلة ، أثواب مزركشة تعكف الأرملة ذيبة على حياكتها بنور عيونها لنساء الحي لتؤمن بها دخل أيتامها ، فكل تصميم من تلك التطاريز تعني مشهد معين ولكل لون سن وحكاية ومناسبة فلأمه ثوب أسود داكن مع الشنبر الأسود الذي يغطي الصدر والعصبة السوداء للعزاء ولها ثوب مطرز باللون الخمري مع العرجة الخمرية للأفراح والأعراس .
أبرص القرية ينقل خطاه البطيئة أمام باب بيتهم ، وضع عكازته في سنسلة البيت ودون أن يلقي السلام . الأبرص : هذا صغيرك أصبح رجل “قاصدا سلطان ”
هرعت أم سلطان إلى صغيرها تضعه تحت جناحها تتمتم عليه بالمعوذات وتعاويذ العين والحسد تلعن فراغ عين الأبرص وحسده ، ضاق سلطان ذرعا بفجاجة ذلك الرجل وسوء مطلعه فقد كان فارع الطول ابيض الوجه يميل للحمرة الغامقة وصلعه لامعا وملابسة تتقاطر وسخا وبرص يديه يثير التقزز والنفور لمن يراه.
التقط أبرص الحي رغيفا من طباقة الخبز دون أن يستأذن وغادر وهو يكركر الضحكات بصلف وما أن غاب ظله إلا وأخذت أم سلطان تمسح على رأسه تعيذه بالله من حسد العين وتتمتم بالآيات والتعاويذ مرة أخرى وتردد عبارتها وتضم يدها وتفتحها على طريق ذهابه وتردد (شره على نفسه) ، استغرب سلطان من أمه هذا الخوف بعد كلمة هذا الرجل الأبرص ، هزت الأم رأسها وهي تردد( شره على نفسه) وأخذت تحكي لسلطان قصص قوة عين هذا الرجل مع ابن الحاج أبو زكريا ذلك الصبي اليافع الأشقر ملون العينين الذي كان يملأ الحياة سعادة وبهاء على والديه،إذ كان وحيد أهله على مجموعة من البنات ، كان أبوه يحمله على جفون الدلال يواريه بجنباته خوفا عليه ، تتذكر أم سلطان أن علامات النباهة والذكاء كانت تتقاطر من عيون الصبي فلا أحد بحسنه وجماله ولا بقدراته على الحساب والقراءة وكان له صوت جميل جدا يشبه صوت البلابل في ترانيمها. استمع سلطان إلى القصة التي تخفي خلفها شيئا محزنا كما بدا على وجه أمه بعد أن شعر حشرجة في صوتها وهي تحدثه عن هذا الصبي ، أكملت أم سلطان سرد قصة هذا الصبي والدمعة محشورة في جفونها ، كان يا سلطان من عادة هذا الصبي أن يغني في جنبات بيته من حسن صوته ومن سوء حظ أهله أن الصبي كان يغني لمرة من المرات بمرور هذا الرجل الأبرص استمع إليه بطرب وضيق عين وحسد فهو من غير زواج ولا أولاد فأصابته عين هذا الأبرص الذي لا يذكر اسم الله وإرادته على كل ما يستحسنه، فأصابت الصبي علة لم يُعرف لها علاج فأصبح الصبي كالشمع يذوب أمام عيون والديه حتى مات وهم لا حول لهم ولا قوة وتكرر ام سلطان الدعاء أعاذنا الله من عينه يا سلطان فله تاريخ طويل في ضيق العين والحسد وأهالي الحي والبلد يتجنبون نظراته الحارقة التي تلسع كل ما تقع عليه ، هذا الأبرص كان سببا في افتقار الحاج قسيم كما روى لنا الحاج نفسه قصته والذي كان يمتلك مزرعة من الأبقار فيها قطيع من البقر الحلوب وكان منقطعا لعمله , جاء الأبرص في فصل الربيع والأبقار تسرح في الربيع والخضار ، نظر إلى الحلال بحسد وضيق عين , وما أن غابت شمس ذلك اليوم إلا وكانت الأبقار تتساقط كأوراق الشجر في الخريف وعندما استعان ببعض تجار الحلال قالوا له أن الأبقار ما من علة بها إلا العين…. القصص كثيرة والتشاؤم والتطير بهذا الرجل أصبح يرعب أهل قريتنا أعيذك بالله يا سلطان وجميع إخوانك من ضيق عينه وخبث صدره .
تعمل أم سلطان بشكل متواصل ما أن تنهي عملها وتؤمن قوت العيال ليوم أو يومين من الخبز المحمص اللذيذ لتذهب بعدها إلى مجلس الخضيض، تجلس أمام الشكوة المنصوبة في فناء البيت تدفعها للأمام وهي تعود إليها بحركة راتبة وهي معلقة على منصة من الأعواد الخشبية بشكلها الهرمي فإذا ما نضجت زبدة الحليب تعاجله بقطع من الثلج تفرغها في قلب الشكوة فينفصل اللبن المصل عن الزبدة وتفرغ اللبن لتخرج قطعة من الزبدة بحجم الكرة طرية ندية شهية تضعها في إناء من الألمنيوم بعد أن تتمايز حجمها وتردد بدعاء البركة والصلاة على النبي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى