جامعة الحسين التقنية خطوة في الاتجاه الصحيح / طارق زياد الناصر

جامعة الحسين التقنية خطوة في الاتجاه الصحيح

بقلم طارق زياد الناصر

قبل يومين حضرت ندوةً تعريفيةً عن جامعة الحسين التقنية التي أنشئت بقانون خاص وبمبادرةٍ من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله لتحتضنها مؤسسة ولي العهد التي تعتبر حاضنة إبداعية وشبابية مميزة تمثل رؤية الملك للتنمية والإصلاح بجهد وطني تشاركي يقوده الأمير الشاب، ولست أبالغ إذ أقول إن مشروع الجامعة ابهرني في الكثير من جوانبه التي لا يمكن لباحث في الشأن العام أو عامل في السلك الأكاديمي أن يتجاهلها، وأولى هذه الجوانب الخروج من تقليدية القبول الموحد قبولًا وتناقسًا ومن التخصصات والخطط الدراسية دراسةً وتخريجًا، ففكرة استقطاب الطلبة الحاصلين على معدلات دون الثمانين وتأهيلهم ليكونوا مهندسين تقنيين أمر ذو عائد وطني كبير، خاصة أن أمامهم فرصة لاختيار تخصص هندسي دقيق يحتاجه سوق العمل ويتوافق مع رغباتهم وطموحهم، مع إمكانية استكمال الدراسة والحصول على شهادة البكالوريس في الهندسة إذا حصل على درجة تقييم تؤهله للانتقال من المسار التقني إلى الأكاديمي مع الإشارة إلى انه هناك اتصالات بين نقابة المهندسين والجامعة لاستحداث شعبة خاصة في النقابة للهندسة التقنية.

جانب اخر يتعلق بنظام السنوات في الدراسة حيث تحتوي السنة الاولى على برنامج تأهيلي عام يستطيع الطالب بعده اختيار التخصص الذي يريده دون خسارة ساعات دراسية، وربما ستتفوق الجامعة على نظيراتها الاردنيات في التقليل من سنوات الدراسة وايجاد بيئة دراسية تحاكي العمل المؤسسي وتستفيد من وقت الطالب في بناء قدراته علميا ومهنيا من خلال ساعات دراسية مكثفة ومختبرات هندسية مجهزة تجهيزا عالي المستوى يتناسب مع ما يحتاجه الطالب في الجانب العملي لتطبيق ما يدرسه نظريا.

مقالات ذات صلة

ان صناعة الفرص للعقل الاردني هي الهدف الظاهر لهذه الجامعة الجديدة، فالبدء باختصاصات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والربط بين الجامعة وكبرى شركات القطاع الخاص على مستوى العالم في هذه المجالات يعني انك تدخل الجامعة لتتخرج موظفا في شركة تقدر قيمة المعرفة شريطة ان تتمتع بالاصرار والمثابرة والاهتمام وحب التعلم، وهي طريق واضح المعالم لتسويق الكفاءات الاردنية في اهم المجالات المهنية.

وتجدر الإشارة إلى أن المعايير الاكاديمية الاحترافية التي تحاكي النماذج العالمية للجامعات العريقة والتي تعمل بها الجامعة لم تجعلها تحتكر القبول على فئة دون أخرى بل منحت طلبة المحافظات خصومات خاصة ومنحا دراسية كاملة، واولت أبناء العاملين في القوات المسلحة والتربية والتعليم ذات درجة الاهتمام بل واعطتهم نسبا خاصة ضمن اعداد المقبولين لتعزيز البيئة الجامعية الايجابية والمتنوعة والتي تخدم معرفة الطلبة وتعزز ثقافتهم، وربما يكون ذلك نهجا يسمح للخريجين افادة محافظاتهم من خلال انعكاس تجاربهم وخبراتهم على مجتمعاتهم المحلية.

ان المسيرة الهاشمية كانت ولا زالت تؤمن بأن الإنسان اغلى ما على الأرض الاردنية وان الاردنيين اهل عزم وعزيمة، ومضى الاردنيون في ارجاء العالم عقولا ناضجة وهمما مرفوعة وها هي جامعة الحسين التقنية تعزز الحضور الابداعي لفرسان المستقبل ويحدونا الامل ان يكون نجاح المرحلة الاولى فرصة للتوسع باتجاه تخصصات جديدة ترفد السوق الاردني والعالمي بخيرة الشباب الاردني وان يعمم نموذجها ليكون خطوة في إصلاح المؤسسات التعليمية الاردنية وتحسين مخرجاتها.
طارق زياد الناصر
قسم الصحافة – كلية الاعلام
جامعة اليرموك
tareq@yu. edu. jo

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى