تحت سن القلم يبرز المستقبل الإنساني

نور الدويري

هكذا قال المفكر الإسلامي الراحل جودت سعيد، وإذا ما تعمقنا في وسائل النظافة الفكرية، نجد أن الفكر العربي لم يسن القلم منذ عقود، وفضل الفوضى الإلكترونية لتكون خليلة فكره، وأنيس خياله.

لتفاضل بعض المجموعات الفكرية العربية بين نمطين الأول تفضلل الجهاد والجهل، والثاني بين السلم والفقر، وكلاهما لم يمكنا الطموح العربي من التخلص من أبوية مفرطة، فبدل أن يكون وصيا امينا تلذذ في إبقاء الجموع والأنساق الإجتماعية ضمن محاضن إجتماعية تقاد بالخوف من المستقبل والقلق من التغير حتى اضحى النسيج الفكري لديه صُلبا لا يقبل الانصهار، وهذا تحديدا ما نعانيه اليوم فما بين حالة انكار لتقبل مظاهر العولمة ونحتها بما يناسب الفكر العربي مع تناسق ملامح دولية منحتنا اياها العلوم المتنوعة والتي اصبحت واجبا علينا أن تنقلنا من فكر التوحد الذي يفضله الكثيرون من طرف، ومن طرف آخر بين فوضى في إقحام علوم مختلفة عنا تبقي معتنقيها في تأرجح فكري كبير.

وعليه لا يمكن التحول لدولة الحداثة العربية، دون تقبل المدنية المتكاملة مع العقلية العربية الواعية والمتوازنة، والتي لا تستطيع ان تنمو إلا في غرس القيم وصناعة مبادئ فضلى تفضل ان تدفع بالمهارات الحياتية، والفطرة الأخلاقية من الظهور، وبالطبع هذا لا يعني انسلاخا لا عن الدين ولا غرقا في مظاهر غربية، بل الدفع بالوعي العربي لتعلق كمعلقات عكاظ .

مقالات ذات صلة

وفي لحظة تأمل نرى إن إذابة الهوية العربية لن يحقق مآرب الحداثة التي يجب أن نتقل إليها لصنع مظاهر المستقبل المحتوم في ظل العولمة، فهي صَنعت مركبا معقدا بين متشددين وبين متحررين، وكلاهما وجهان لعملة واحدة لن تمكننا من الانتقال للمستقبل بل ستدفع بنا اكثر للخلف وهذا بالطبع سبعود على عناصر قيام الدولة (إجتماعيا وسياسيا وإقتصاديا) لمزيد من الفوضى ومزيدا من التحذيرات لنهوض شتاء عربي جديد ، فالكارثة التي كان يمكن ان تكون فعلا ربيعا عربيا لم ولن تحدث طالما أن الوعي العربي مرتبط بمؤقتات فكريه ومبادئ قابلة للتجزئة، وخروقات سياسية هجينة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى