بلد العميان

بلد العميان
يوسف غيشان

«قلّة الشغل بتعلّم اليوتيوب» بدل التطريز الذي انتهى عمليا بابتكار آلات النسيج المتطورة. أقضي الكثير من وقت الحجر الإلزامي في التسكع بين حارات وزواريب اليوتيوب.

اهتديت ليلة الأمس الى زاروبة مليانة بالقصص والروايات المسموعة فوضعت رحلي بداية على قصة بعنوان (بلد العميان) للروائي الأيرلندي هربرت جورج ويلز، وقد اضطررت لجوجلتها حتى اعرف اسم الكاتب، حيث لم يكلف معد الحلقة نفسه بذكر المؤلف، وحرص على ذكر اسم المترجم والقارئ بصوته.

رغم أني قارئ روايات جيد، الا أن هذه القصة لم تقع بين براثني سابقا، وربما أكون قد اعتقدت انها ذات رواية «العمى» للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو، والتي كان نصحني بقراءتها الصديق عبدالاله الخطيب، لكني لم اتمتع بقراءتها، لأنها رواية قاسية جدا.

مقالات ذات صلة

ما علينا!

قصة «بلد العميان» تتحدث حول رجل في رحلة مع مجموعة من الأصدقاء في «البيرو» يقع عن جبل في فوهة عميقة، فيجد نفسه في مجتمع محصور جميع من فيه من العميان.

ولغايات التلخيص، فقد انتشر داء العمى بين الأبناء الجدد اجداد أجداد هؤلاء واستمر الكبار يقودون الصغار العميان، حتى مات جميع الكبار ولم يبق سوى العميان الذين نسوا مع الزمن ماذا تعني حاسة البصر، حتى غابت تماما عن اذهانهم، واعتقدوا ان العالم هو هكذا، لأنهم معزولون أصلا عن العالم الخارجي.

يحاول الرجل المبصر ان يشرح لهم حاسة البصر، فيسخرون منه ثم يحاول أن يتسيد عليهم لأنه مبصر بين عميان، لكنه يكتشف ان حواسهم الأخرى متطورة جدا ويفشل تماما في مسعاه لابل انهم يضمونه الى مجتمعهم بشرط ان ينسى تلك الخرافات التي يتحدث عنها، ويحولونه الى خادم لأحدهم، ويعتبرونه اغبى شخص في مجتمعهم.

يقع في حب فتاة منهم، لكنهم يشترطون عليه أن يقلعوا ما يسميها بالعينين، فيوافق بداية، لكنه بعد ذلك يهرب الى الجبال، وتنتهي القصة وهو يحاول الصعود في ظروف بالغة القسوة، لكنه على الأقل يرى الشمس فيفرح.

لن يدرك أحدكم سخافة تلخيصي هذا، الا إذا قرأ القصة…. انها قصة تغير الانسان من الداخل، ولن اشوهها بتفصيلها وتقييفها على اسقاطات تخطر في بالي.

اسمعوها وتمتعوا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى