الجانب المشرق في حياة هتلر – 4

الجانب المشرق في حياة هتلر – 4
موسى العدوان

من المعروف أن الخير والشر موجودان في طبيعة كل إنسان، ولكن قد يغلب أحدهما على الآخر في موقف معين. وهذا ينطبق على زعماء الدول كما ينطبق على الأشخاص العاديين. فعندما نتحدث عن زعيم معين ليس من الإنصاف أن ننظر إليه من جانب واحد ونتجاهل الجانب الآخر، وهذا ما ينطبق على الزعيم الألماني الأسبق أدولف هتلر.

فعند التمعن في كتابه ” كفاحي ” بتجرد، نجد أن به من الأفكار السياسية والإدارية، ما يمكن أن نأخذ بها حتى ولو أنه لم يطبقها خلال توليه الحكم، بسبب الظروف السائدة آنذاك. ” فالحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها ” كما جاء في الحديث الشريف.

وبناء على ذلك دعونا نتمعن في الفقرات التالية، التي جاءت في كتابه الصادر في ثلاثينات القرن الماضي، وأقتبس :

مقالات ذات صلة

” من ميزات الجهاز الإداري الألماني، أنه كان مستقلا استقلالا تاما عن الحكومات، بحيث لا يتأثر وضع الموظف بتبدل الوزارات ونزعاتها السياسية وبرامجها وتوجيهاتها. أما اليوم فوضع الموظف قلق، غير مستقر، والوظائف ليست وقفا على الأكفاء، فالجمهورية تريد أن تكافئ خدامها وأنصارها، وكل حزب يريد أن يخص أعضاءه وأنصاره بالوظائف الهامّة.

لم يكن لهذا الإيثار وجود في العهد الإمبراطوري، الذي كان يَعتبر الوظيفة تكليفا لا تشريفا، ولكنه عرف دائما كيف يقي الموظفين شرّ المغريات، بما يحوطهم به من حصانات، وما يوفر لهم من أسباب الطمأنينة والرفاهية. أما اليوم فالوظيفة أداة للمساومة وباب من أبواب الارتزاق. والموظف الناجح هو من يلبس لكل حالة لبوسها، ويجاري كل تيار، ويحفظ رأسه عند تغيير الحكومات. أما تغلغل اليهود في الدوائر فحدث ولا حرج، ومتى قلنا اليهود . . نكون قد عنينا الرشوة والفساد والإفساد.

على النظام الملكي والجيش وجهاز الإدارة السليم، كان يرتكز هيكل الإمبراطورية الجبّار. ومن هذه العناصر مجتمعة كانت الإمبراطورية تستمد قوتها وهيبتها، وتمارس سلطة الدولة ممارسة فعلية. فأين نحن اليوم من هذا كله؟ إن سلطة الدولة لا تقوم على ثرثرة البرلمانيين، ولا تُستمد من القوانين التي تَفرض احترام السلطات، ومن أحكام القضاء التي تهدف إلى إرهاب الذين يتجاهلون سلطة الدولة، أو يرفضون الاعتراف بها.

إنها تقوم على الثقة بالذين يُمسكون بالدفّة ويُديرون الشؤون العامة. وهذه الثقة تكون وليدة الاقتناع بصدق وطنية السلطات وتجردها، كما تكون وليدة الارتياح العام إلى نظام الحكم القائم وشرائعه، وإلى المبادئ التي يَسترشد بها “. انتهى الاقتباس .

* * *

التعليق :
1. ما أشبه الليلة بالبارحة . . لقد كانت هذه فلسفة هتلر في الحكم قبل ما يقارب التسعين عاما، وأعتقد أن جزءا كبيرا مما جاء فيها، ينطبق على أوضاعنا الحالية رغم مرور الزمن. ومن المؤكد أنه يمكن للمسؤولين، الاستنارة بها واستنباط العبر والدروس المفيدة.
2. من سوء الحظ الذي صاحب هتلر أنه خسر الحرب، فتناولته أقلام المؤرخين والكتاب غير المتجردين، بالشجب والإدانة والنظر إلى سيئاته متجاهلين عن حسناته.
3. لو أن هتلر انتصر في تلك الحرب، لكُتب عنه مجلدات في التمجيد والإشادة، لقائد قام بالثأر لهزيمة بلاده في الحرب العالمية الأولى، حيث فُرضت عليها شروط قاسية في معاهدة فرساي. ومن صفاته الأخرى اعتزازه بالدم الآري، وكرهه الشديد لليهود، باعتبارهم سبب الفساد والإفساد في كل مكان حلوا به.

التاريخ : 16 / 6 / 2020

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى