إلى غزة الابية

إلى غزة الابية
د. عبدالله عامر البركات

لغزة طعم النارِ والصبرِ والنصرِ
ورائحة الفسفور والمسك والزهرِ
وملمس أشلاء ومسمع صرخة
ولون دم الأطفال يجري الى البحر
وعزم الرجال الذاهبين الى العلا
وقد علموا ان المسير على الجمر
وقد خلفوا من خلفهم لخلافهم
وطلوا على التاريخ إطلالة الفجر
وما همهم ما همنا من صغائر
فقد شغلوا منذ الطفولة بالذكر
وما حفلوا بالنفط والمال والخنى
وما هرعوا للرقص والجنس والخمر
ولم يطلبوا منا سوى صون ظهرهم
فطعن ذوي القربى اشد من النحر
عليهم سلام الله ما افزع العدى
جفون صبي لم يزل ناعم الظفر
أو انطفأت عينا لؤي ولم يبُح
باه انكسار او يُري دمعة تجري
أو انفقأت عينا مهاة لطالما
جلبن الهوى من حيث تدري ولا تدري
أو انبترت ساقا فتاة صغيرة
تئن ولا تدري لماذا الذي يجري
أو انصلمت أذن وطارت ضفيرة
بها كم تغنت غادة ساعة الظفر
أو انفجعت أم وأخت وجدة
لفقد حبيب يرتجى ساعة العسر
أو انهدم المحراب وانهد مسجد
على ذاكر لله في السر والجهر
وذلك كيما يصطفي الله منهمو
الى جنة الفردوس غالية المهر
وكان لهم فضل على كل مسلم
أزالوا رهاب طالما حط في الصدر
شفونا من الداء العضال الذي بنا
وكان لعمر الله كالسوس في النخر
وزالت عن الأحلام ارجاس ضعفنا
وعادت لنا الآمال عذرية الطهر
وأصبح نيل المستحيل محقق
ابشركم يا قوم بالفوز والنصر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى