إلى «ريما»: «لا تندهي ما في حدا» / بسام البدارين

إلى «ريما»: «لا تندهي ما في حدا»

يبلغني صديق بأن أحد المستثمرين في افتتاح محطات فضائية متخصصة بالحجامة وبيع الماء المقدس ومساحيق السحالي، التي ترفع نسبة الخصومة تمكن بحمد الله ورعايته من افتتاح شبكة كبيرة من الفضائيات وصل عددها إلى 16 محطة تلفزيونية.
الرجل وجد ضالته بشعوب المغرب العربي، التي كنا نقول إنها أكثر تحضرا منا نحن في المشرق بحكم جوار جنوب المتوسط وبطبيعة الحال يحقق صاحبنا عبر تعاقدات مع شركات إتصالات أرباحا هائلة.
فضائيات الشعوذة السياسية لا ينافسها إلا شاشات الشعوذة الشعبية والمستمع العربي عالق تماما بين حواة ومشعوذين يتحدثون مرة باسم الله والسماء والإسلام ومرة باسم الأمة ومصالحها وقضاياها.
مشهد الفضائيات العربية المتخصصة ببيع الوهم يبعث على الحزن والأسف، فقد تجولت بين بعضها… ثمة شاشة اسمها «التقوى» تقترح الوسيلة السرية للقضاء على الخلافات الزوجية وإعلان على شاشة تحمل اسم الضوء يعد بالشفاء من البهاق والجرب خلال خمسة أيام .
وثالث يتقمص مقولة «كيف تتعلم كاراتيه بدون معلم» على النحو التالي «كيف تعالج الضعف الجنسي بدون تناول اية مواد «.
يصطف مستمعون بالطابور للتحدث مع الشيخ المشعوذ وتقبل وصاياه ويجد المحترفون في هذا الكار دوما زبائن بالجملة ومن مختلف البلدان والأعمار.
كل المطلوب إدارة مكالمة هاتفية بسعر دولي ليس أكثر ولا أقل.

«الدبس من دقن النمس»!

«لا تندهي ما في حدا»… مطلع مقولة أو أغنية مناسبة للدكتورة ريما خلف، التي استعانت ببرنامج «بلا حدود» على محطة «الجزيرة» لكي تحذر النظام العربي من مغبة الإسترسال في «التطبيع» مع دولة «الأبرتهايد» الإسرائيلية،حيث لا تسقط جرائم الحرب ضد البشر بالتقادم.
نحترم مجددا الدكتورة خلف، لكن عليها أن توضح مقاصدها لنا بعد جرعة الجرأة السياسية النابهة على شاشة «الجزيرة»: ما هي حجة العرب أمام الضمير الكوني والتاريخ وهم يتسابقون مع إسرائيل في ارتكاب جرائم حرب ضد شعوبهم أصلا!؟
الأخت الفاضلة عمليا تطلب «الدبس من دقن النمس»، فغالبية الأنظمة العربية أصلا تمارس «التمييز» ضد شعوبها وتسرق أموال أوطانها، وإذا كانت ريما، مهتمة باحراج المطبعين مع إسرائيل فالبحث ممكن عن نقاط التقاطع والاشتراك بين الطرفين.
ما هو اسم الحالات التالية: طائرات سوخوي دفع ثمنها الشعب السوري تقصفه… دبابات دفع ثمنها الشعب المصري تسحق عظامه في ميدان رابعة… ما يجري في الموصل واليمن … ما تفعله قوات «داعش» وميليشيات إيران في العراق… أليست هذه جرائم ضد الإنسانية يراد لها أن تسقط بالتقادم؟
مسألة أخرى أشك بان الدكتورة ريما لا تعرفها: ثمة «وظيفة مرسومة» للقمة العربية فكرتها اليوم النجاح بتقديم مبادرة عربية جديدة لعملية السلام سيبصم عليها الفلسطينيون لكي يلحق بهم العرب جميعا لأنهم جميعا يستعينون بإسرائيل ضد جيرانهم وشعوبهم!
الأخوة الأشقاء يا دكتورة يترقبون بفارغ الصبر قمة البحر الميت حتى تبرر لهم الإلتحاق بركب التطبيع مع دولة «الأبارتهايد» وليس العكس… أتصور أنك تعرفين ذلك جيدا.
وأتصور أن التشبيك مع كيان «الأبرتهايد» هو المطلوب وليس العكس.

مقالات ذات صلة

خطبة جمعة موحدة

يوم الكرامة هو علامة ضوء في عتمة هذه الأمة سطرته دماء النشامى والفدائيين في غور الأردن… طبعا هذا يوم يستحق خطبة جمعة «موحدة» ينقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة من مسجد الملك المؤسس وسط عمان العاصمة.
لكن في الجمعة السابقة تسمرنا أمام الشاشة لنستمع للخطبة الموحدة عن «حوادث السير» ويبلغني صديق بأن النص الموحد قُرئ في مساجد المملكة قبل جمعتين عن «بر الوالدين» وهو الموضوع نفسه، الذي نسمع ونقرأ عنه بالجملة منذ الصف الثاني إبتدائي «ج».
أحاول بشغف التقاط ما هو جوهري في مسألة خطبة الجمعة الموحدة، التي قررتها وزارة الأوقاف في الأردن، فلا أجد ما ألتقطه.
مثلا يعجبني أن يتثقف الناس عبر المنابر الدينية عن ضرورة الالتزام بقواعد السير.
لكن يعجبني أيضا لو قرر وزير الأوقاف إطلاق خطبة موحدة لرجال السير على أمل ردعهم عن استهداف المواطنين وتحرير مخالفات بحق سياراتهم بمناسبة وبدون مناسبة أو على أمل التخلص من تكنيك مخالفة كل ما هو متحرك.
الوزارة تقرر كل جمعة خطبة موحدة في الموضوع نفسه للشعب برمته، لكنها لم تفكر ولا مرة واحدة بخطبة موحدة للحكومة مثلا أو للعاملين فيها لعلهم يدركون معاني «التقوى»، بدلا من الاسترسال في تلقين الدرس القديم حول نواقض الوضوء أو «إماطة الأذى عن الطريق».

«جيت لي» و«دونالد ترامب»

فيلم الأسبوع من حزمة «أم بي سي 2 » هذه المرة هو ذلك الكوميدي الأكشناتي السخيف للبطل الصيني «جيت لي»، حيث حرب عصابات صينية وأخرى في إحدى مدن الموانىء الأمريكية.
لفتت نظري عبارة واحدة قالها صاحب عقار قبل اطلاق الرصاص عليه لرجل عصابات أجبره على بيع ملكيته… «ماذا… هل تريد التحول إلى دونالد ترامب»؟
الفيلم للعلم منتج قبل ربع قرن تقريبا… يعني صاحبنا ترامب مستقر «عقاريا» كرجل عصابات في وجدان السينما العالمية قبل سنوات طويلة من اللحظة، التي أكرم فيها الله البشرية بـ «طلته البهية»!

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى