• إلى الأردنيين الراغبين بالترشح للانتخابات النيابية للمجلس 19 / المحامي سميح البراري العجارمة

• إلى الأردنيين الراغبين بالترشح للانتخابات النيابية للمجلس 19 …
المحامي سميح البراري العجارمة

قد لا تكون مصادفة أن يكون رقم المجلس القادم 19 متوافق مع رقم كوفيد – 19 ( ڤيروس كورونا )، واتمنى أن لا يكون هذا التوافق مؤشراً على أن ضرر المجلس النيابي القادم 19 قد يكون كضرر كوفيد – 19.
من حق كل أردني تنطبق عليه شروط الترشح لمجلس النواب أن يدفع 500 دينار رسوم الترشح ويتقدم بطلبه للجنة المختصة، والآن قد يكون الحماس أكبر ويزداد عدد المرشحين بعد قرار منع الكنافة والمناسف بما فيه توفير على المترشح، وللعلم أنا مع هذا القرار وبشدة، وذلك ليتساوى الغني والفقير بطريقة تقديم دعايته الانتخابية الخالية من المناسف باللحم البلدي، ومن الكنافة بالسمن البلدي، وبعدها نخسر البلد والمواطن البلدي.
أخي الأردني الطامح بعضوية مجلس النواب، هذا الطموح حقٌ دستوريٌ لك، لا ينكره أحد عليك سواء كانت لك شعبية في دائرتك الانتخابية أو لم يكن معك إلا زوجتك ونصف أخوتك، ولكن إذا أردت أن يكون قرارك أيها المرشح منطقياً ومتزناً لا يكفي أن تكون أسباب ترشحك منع الكنافة والمناسف ووعود الآخرين التي عادةً لا يصدق منها إلا القليل، وكذلك مجرد أنك مرشح للنيابة ولم تفز بها لا يعني أنك أصبحت من قامات الأردن وسياسييه ورجالاته، بل يعني أنك وضعت نفسك في برواز حددت فيه وزنك وحجمك الحقيقي.
هنا أدعوك أيها المرشح أيها الأردني أن تتمعن بالتالي وتصارح نفسك بالملاحظات وإجابات الأسئلة المطروحة وبعدها قم بالترشح بلا تردد إذا كنت من الطامحين بالجلوس تحت قبة العبدلي أو تراجع وحافظ على مالك وعلى ماء وجهك الذي نكره أن تسيله عند من يسوى ومن لا يسوى :
1- أخي الأردني، لا تترشح إذا كنت تعتمد في قرارك الترشح على أنك لا تغيب عن فرح أو عزاء، ولا تتأخر عن زيارة مريض ومباركة بتخرج ونجاح، فهذا ليس انجازاً ينتخبك الشعب لأجله، لأن ذلك لا يميزك وحدك بل الأغلبية يفعلون ذلك حتى العامل الوافد في وطننا يقوم بهذه الواجبات.
2- لا تترشح إذا كنت تقيس شعبيتك بعدد من يعانقوك ويلتقوك بحرارة عندما تصادفهم، فهذه عادة مجتمعاتنا الاردنية، ويفعلون ذلك مع الجميع.
3- ضع نفسك مكان الناخب وأسأل نفسك الأسئلة التالية :

لماذا سأنتخب فلان ؟ … أسأل نفسك لماذا سينتخبني الناس ؟ ماذا قدمت من مواقف وطنية عامة ظهرت فيها المدافع عن الشعب لينتخبوك ؟ ماذا قدمت من مواقف أقل لمنطقتك الخاصة وللناس في دائرتك الانتخابية لينتخبوك ؟ هل أنت سياسيّ بارز مشهود له بالمواقف الوطنية الملتزمة ؟ هل أنت اقتصاديّ مشهود له بتأسيس مشاريع ساعدت الفقراء على ايجاد فرص عمل ؟
هل أنت شخصية عامة بالفكر ولك بصمات واضحة بهذا المجال ومؤلفات وانجازات معترف بها لينختبوك الناس لأجل فكرك النيّر هذا ؟ هل أنت حزبيٌ عريق ومناضل ودفعت ثمناً غالياً من عمرك وحريتك لأجل مبادئك ولأحل تحقيق حياة أفضل للشعب لينتخبك الشعب ؟ هل أنت رجل خير وتؤمن بالعمل التطوعي وتمارسه، وتهتم بفئات معينة من المجتمع كالفقراء والمساكين وذوي الحاجات الخاصة ومؤسس لجمعيات ومبادرات اثبتت وجودها ودورها على ارض الواقع تجعل الناخبين يفكرون بإيصالك لقبة البرلمان ليصل صوتهم ؟
أسأل نفسك أيها الأردني : ( اذا ترشحت لماذا سينتخبني الآخرين ؟ )، هل معتمد على الفزعة ؟! لا تعتمد على ذلك؛ أولاً كان هذا زمان وجبر، الناس صحيوا، وثانياً لأن وعود الفزعة والقرابة لا توصل أحد للبرلمان، ففي كل دائرة انتخابية وفي كل فخذ من كل عشيرة كل مرشح له فزعته واقاربه فتكون نتيجة الفزعة والقرابة صفر؛ لأن كل مرشح يحصل على عدد مقارب للمرشح الاخر من فزعته واقاربه، ويبقى ما يحدد الفوز بالمقعد النيابي هو مصارحة الشخص الراغب بالترشح لنفسه بالأسئلة السابقة وإجاباتها.
أخي المرشح : أذكر لي سبب واحد مقنع لأنتخبك، أسأل نفسك ما ذكرته من أسئلة، وأصدق نفسك الإجابة، وبعدها اتخذ القرار.
في كلمة، وزن نفسك قبل أن يزنك الناس وصندوق الانتخابات.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى