يبشرون شعوبهم بانجازات ونبحث لشعوبنا عن عثرات

يبشرون شعوبهم بانجازات ونبحث لشعوبنا عن عثرات

جميل يوسف الشبول

قرأت خبرا مفاده ان دولة ما تبشر شعبها بانها ادخلت صاروخا محلي الصنع لخدمة قواتها المسلحة وكانت قبل ذلك تبشرهم بانجاز ادخال طائرة مسيرة بمواصفات تفوق ما تنتجه الدول الكبرى من هذه الطائرات ولمواجهة كورونا والتخفيف من معاناة الناس اشترت تلك الدولة كامل محصول البطاطا والبصل من المزارعين واعادت طرحه بالسوق ياسعار معقولة للمواطنين ومجانا للفقراء والمحتاجين.

في المقابل ولغايات استمرارية انجاز اشغال الناس بانفسهم تبشرنا حكومتنا بان صيفنا سيكون قاسيا وان هناك شحا في المياه وقد سبق هذه البشرى خبر شراء 8 مليون متر مكعب من المياه من اسرائيل نعلم جيدا الهدف منه خصوصا ان الكمية تمثل استهلاك المملكة من المياه لمدة خمس ايام فقط .

لا ينسى المواطن الاردني تصريحات دولته وهي تسوق اتفاقية السلام مع العدو الصهيوني والتي رفضها المواطن الاردني ولا زال لا يعترف بها اننا حصلنا على حقوقنا المائية من عدونا واننا نخزنها في بحيرة طبريا للحصول عليها وقت الحاجة .

بافتراض صحة عملية الشراء وبالسعر المعلن فاننا امام كلفة اضافية على فاتورة المياه بقيمة نصف مليار دينار بواقع 500 دينار تقريبا للاسرة الواحدة .

تستمر البشارات للغاية نفسها مع تخدير للعسكري المتقاعد الذي تأكل دخله كما هو المواطن الاردني بخبر اولوية التعيين لابناء المتقاعدين العسكريين دون ذكر عدد الوظائف وهل هي جزء من وظائف ديوان الخدمة المدنية شبه المغلق ام انها في المؤسسات المستقلة والجمعيات والمبادرات ورواتب بالاف الدولارات.

وتستمر البشارات والانجازات وترك المواطن في حالة ترقب بان يوم الاثنين سيحمل خبرا حول السماح للمواطنين الصلاة يوم الجمعة القادمة كدعم حكومي للمواطن الذي توجه الى ربه محتسبا ومرددا حسبي الله ونعم الوكيل .

صدر القرار بالسماح باقامة صلاة الجمعة لكن في الجمعة القادمة ويبدو ان الاخوة اتاهم من تفوق على عفريت الجن الذي اراد ان يأتي بعرش بلقيس وهو الذي اوتي من العلم بان الوباء سيكون احسن حالا في الجمعة القادمة والسبب هو الاصرار على لي ذراع المواطن في اي امر خلافي مع الموقعين على قرارات ترسل اليهم .

حال المواطن لا يخفى على صاحب القرار ونقول لهذه الابواق كفى عبثا وتسويفا و تذاكيا وانكارا للحقائق فالمواطن الذي لا يملك ثمن وجبة الافطار يستحق منا الدعم المباشر لا الايحاء بانه همجي يتهافت على شراء وتخزين المواد الغذائية وهو لا يملك ثمنها او لا يستطيع شراءها ولكم في الزيت والدواجن مثالا .

رحم الله تلك الحكومات والرجال الذين كانوا ينتصرون للمواطن عند اول حالة جشع او استغلال ويصدرون اوامر الدفاع لحماية المواطن باعتباره اولوية وان المواطن هو الوطن وليتهم يعيشون بيننا الان كي يروا بام اعينهم ان لصا واحدا اصبح اكبر من المواطن والوطن .

الاردن وطن مبارك والاردنيون اصحاب نخوة وكرامة وشهامة ما هانو الا بخديعة وما لان جانبهم الا لامر فيه شرف للامة وعليه فان الاردن باق باذن الله فهو موئل من لا موئل له وهو المحافظ على اعراض وكرامات كل من لجا اليه فلن يترك الله الاردن وسوف يكفيه شر عدو الداخل والخارج ليبقى بلد المعارك الثلاث اليرموك ومؤتة والكرامة حرا ابيا شامخا الى يوم الدين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى