يا نساء العالم ………. كلّ عام وأنتنّ بخير

بسم الله الرحمن الرحيم

يا نساء العالم ………. كلّ عام وأنتنّ بخير
نهيل الشقران

يحتفي العالم في الثامن من آذار من كلّ عام بيوم المرأة العالمي، ومع إقرارنا بأنّ المرأة ؛ الأم والأخت والعمّة والخالة والصديقة وكلّ شيء لا يكفي أن نخصّص لها يومًــا فقط للاحتفاء بها؛ لأنها هي المحرّك الأساس للمجتمع، هي ليست نصف المجتمع بل المجتمع بأكمله .

المرأة كانت وما زالت وستبقى على مرّ العصور صِنو الرّجل في كلّ شيء، فقد كانت تمرّض وتداوي الجرحى منذ عصر صدر الإسلام وزمن النبي محمّد صلوات الله وسلامه عليه، واستمرّت بعد ذلك تخوض غمار الحياة بشتّى ميادينها، فكانت الشاعرة والأديبة وراوية الحديث، والفقيهة والعابدة والمربية التي أنشأت أجيالاً نفاخر بها الدنيا.

هناك من الأمثلة الرائعة الكثير الكثير، من خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها التي نصرت النبي محمّد صلى الله عليه وسلم، وساندته في دعوته، ووقفت إلى جانبه، ضاربة أروع الأمثلة في الإخلاص والوفاء، مرورا بعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، التي روت الكثير من أحاديث رسولنا الكريم محمد صلوات الله عليه، إلى سكينة بنت الحسين التي كان لها مجلس علم وأدب، إلى الكثير من النساء في العصور الإسلاميّة المتتالية، فكانت المرأة العالمة والأديبة والطبيبة والممرّضة.

الخنساء أم الشهداء الأربع كانت من الشاعرات العظميات، ورابعة العدويّة مؤسّسة الحب الإلهي، وفاطمة الفهريّة مؤسسة أقدم جامعة في العالم، والسلطان راضية سلطان دلهي عام 1236 – 1240 ، والتي رفضت لقب سلطانة لأنه يعني العاشقة وفضلت لقب سلطان بالمذكّر، وكانت تتقلد السيف وتخرج دون حجاب وكانت ترى أنّ روح الدين أهم من أجزائه، وقامت بتأسيس المدارس والجامعات ومراكز البحوث .

وهناك نانا أسماء بنت محمد التي تعتبر في الأدب النيجيريّ كالخنساء في الأدب العربي.
و هناك الصحابية الجليلة رفيدة الأسلميّة والتي تعدّ مثالاً في البذل والعطاء وخدمة المجتمع، فلم تقف مكتوفة الأيدي تنظر إلى فعل الرجال وجهادهم، بل شاركتهم الجهاد حينما نصبت خيمتها الإسعافيّة للجرحى في المعارك وساحات الوغى
ولا ننسى الشفاء بنت عبدالله العدويّة التي ملأ حب الدين والدعوة قلبها وروحها، وقد اشتهرت رضي الله عنها بالعلم ورجاحة العقل، وقد كانت رائدة في مجال عملها حينما كانت تعلم نساء المسلمين القراءة والكتابة، كما يروى أنّ الفاروق عمر رضي الله عنها أوكل لها مهمّة الحسبة ومراقبة الأسواق، حيث كانت تقضي في المنازعات التجارية بين التجار رضي الله عنها وأرضاها.

ناهيك عمّا وصلت إليه المرأة في عصرنا الحديث، فها هي وزيرة، ونائب برلمان، وعينٌ في مجلس الأعيان، وطبيبة ومهندسة ومعلمة وموظفة في شتّى ميادين العلم والأدب.

تحيّة لكلّ امرأة في العالم، في كلّ ميدان من ميادين العمل. وكل عام وأنتنّ بخير

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى